لمّا استقلّ بك الطريقُ إلى العدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لمّا استقلّ بك الطريقُ إلى العدا | لا زلتَ تسلُك نحو رُشْدٍ مَسْلكا |
غشِيتْكَ مِنْ نصرِ الإلهِ سحابة ٌ | نالت حواشِيها وليَّك زِيرُكا |
فسما إلى الزَّنْج الأخابثِ سَمْوة ً | كانت لجمعهمُ هلاكاً مُهْلِكا |
وبكيدِهم كِيدُوا له لا كيدِهِ | واللَّهُ حيَّنَهُم لذاكَ فأوْشَكا |
شبُّوا له ناراً فأحرقَهم بها | ملكٌ إذا طلبَ الأعاديَ أدْرَكا |
كانتْ أحقَّ من السيوفِ بأخذِهِمِ | فحمت مُباحَ دمائهم أن تُسفكا |
رامُوا بكيدِهِمُ وليَّ مُظَفَّرٍ | لو كاده جبلٌ إذاً لتدكدكا |
واهاً لها عِظَة ٌ لهم ولغَيْرِهِمْ | حُقَّ امْرؤٌ وعظتْه ألا يُؤْفَكا |
فلْيَصرِفِ الصَّفَّارُ عنك عِنانَهُ | وليترِك الغيَّ المبينَ مُتْركا |
وَلْيُبْقِ أن أبْقى على حَوْبائهِ | وعلى بقيَّة ِ شِلوه أن تُهْتَكا |
فلقد رأى ما فيه مُعْتَبَرٌ له | إنْ عبرة ٌ نفَعَتْ وإن قلبٌ ذَكا |