علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
علاكَ قناعُ المشيبِ اليقَقْ | وثوبُ المشيب جديدٌ خلَقْ |
علاكَ فأبرق إبراقة ً | تُراع لها ظبياتُ البُرقْ |
وأنَّى تراعُ بما أومِنَتْ | به من حِبالك ذاتِ العُلُقْ |
ومن نَبلِكَ المرْسلاتِ التي | صوائبُها في الرمايا نَسق |
بلى في المشيب لها رائعٌ | وإن هو أطفأ فيها الحُرقْ |
وشرخُ الشباب وإن صادها | أحبُّ إليها لذاك الأنَقْ |
أعاذلتي إن بكيتُ الشبا | ب إنِّي لم أبكِ ثوباً سَحقْ |
لقد علم الدهر أن الشبا | ب ثوبٌ لدى الناس لا كالخرق |
لذاكَ يدبُّ خفياً له | فيسلبه سَلباً لا كالسرق |
ولو كان يسلبه جهرة ً | للاقَى القنا دونه والدرق |
وحُقَّ له مع إقدامِهِ | إذا ابتزَّ مثل الشباب الفرق |
رعانا الأميرُ أبو أحمدٍ | فأرعى المَريَع وأسقى الغدق |
وضمَّ الشَّتيتَ ولمَّ الجمي | عَ وانتظم الشَّمل حتى اتفق |
وأغنى الفقير وحاط الغنيْ | يَ مالم يحط والد ذو شفقْ |
عُبيدُ الإله بن عبد الإله | هِ خيرُ الملوك وخير السُّوقْ |
فأضحى وأمسى وقد أجمعت | عليه بأهوائهن الفِرق |
وظلُّوا وباتوا به آمني | ن في ظلِّ عيش أثيث الورق |
لياليهُم مثل أيامهمْ | ضياءً وأُنساً وما من أرق |
وايامُهمُ كلياليهُمُ | سُكوناً ورَوْحاً ومامن غسق |
يداه يَمينان لكنه | إذا شاءَ علَّ الظُّبا بالعَلقْ |
وطوراً شمالان لكنه | إذا شاء سحَّ الندى فانبعقْ |
مهيبٌ إذا سار في جيشه | وقد لاح كوكبُهُ فائتلق |
أشارتْ إليه قلوبُ الورى | وكفَّ البنانُ وغضَّ الحدق |
بلا سببٍ فالتمس رِفده | فإنك تقربُ ماءً رَفَقْ |
وهل يستعدُّ الرشاء امرؤٌ | لِورد الفرات إذا ما فَهقِ |
ألا فارجُهُ واخشَهُ إنه | هو البحر وفيه الغنى والغَرَقْ |
ألا فارجُهُ واخشه إنه | هو الغيث فيه الحيا والصعقْ |
مضرٌ بملتمس ضُرَّه | وفيه لمرتفِقُ مُرتفَق |
هو السيفُ إن أنت أنحيته | لرأسك أو رأس قِرنٍ فلق |
هو الماءُ فاشربه ذا غُلَّة ٍ | وذا غُصَّة ٍ وتوَقَّ الشرق |
هو النار فاصطلها واستضِئْ | بها في الدجى وتوقَّ الحرق |
إذا ماوعى مدْحَه المادحو | ن طابَ نسيمُهُم والعرق |
فتنشر أرواحهم نَشرة ً | ومامنهمْ ذو لسانٍ نطق |
فإن أنشدوا مدحَهُ غادروا | من المسكِ في كلِّ شيء عبق |
إذا كذَب الناسُ أوكُذِّبوا | لدى القولِ والفعل يوماً صدقْ |
وحلمٌ يوازن مثقالُه | جبالَ الشَّرى وجبال السَّلقْ |
به يجمعُ الملكُ أشتاتَهُ | إذا ماعصا الناس طارت شِقق |
يباشر شوك القنا حاسراً | ويلبس دون اللِّسان الحَلق |
إذا بتَّ والفكرَ تستخرجا | ن مفتاح أمرٍ عسير الغَلق |
وأنتَ لأمرِ العُلا مؤثرٌ | على كل ناعمة ِ المُعتَنقْ |
وأبدَى لك الصبحُ عن واضح | ين رأيِكَ منبلجاً والفلقْ |
فللَّه صبحُك ماذا جلا | وللَّه ليلُك ماذا وسق |
وإمَّا أجرتَ من الحادثا | تِ جاراً فليس عليه رهق |
يرى الدهرُ جارك في شاهقٍ | تأزَّر من لجَّة ٍ وانطلق |
وقد علقَتْ قبضتاهُ عُرى | بها عَصَم اللَّه تلك الوُثق |
فهل من سبيل إلى مثله | أبَى اللَّه ذاك على من خلق |
فدونكها يابن سيف الملو | كِ لهو المجالِس زاد الرفق |