أرشيف المقالات

المقدمة الشرعية الصغرى للأطفال (نظم)

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
المقدمة الشرعية الصغرى للأطفال (نظم)
رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا


مُقَدِّمَةٌ






ِللَّهِ حَمدٌ طَيِّبُ
هُوَ الكَرِيمُ الطَّيِّبُ


ثُمَّ السَّلَامُ وَالصَّلَاهْ
لِأَحمَدٍ وَمَن تَلَاهْ


وَأَطيبُ الرِّضوَانِ
لِثُلَّةِ الإِيمَانِ


صَحَابَةٍ أَئِمَّهْ
أُسًى لِهَذِي الأُمَّهْ


وَرَحمَةُ المُبِينِ
لِتَابِعِي الأَمِينِ


وَكُلِّ أَهلِ الطَّاعَةِ
إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ


وَهَذِهِ مُقَدِّمَهْ
إِلَى الصِّغَارِ تَقدِمَهْ


فِيهَا أُمُورٌ تَلزَمُ
إِدرَاكُهَا مُحَتَّمُ


مَعرِفَةُ العَلِيِّ
وَالدِّينِ وَالنَّبِيِّ


فَاحرِص عَلَيهَا تَغنَمِ
وَإِن تُفَرِّط تَندَمِ


وَهَذِهِ الأُصُولُ
تَفصِيلُهَا يَطُولُ


لِذَاكَ سَوفَ يُقتَصَرْ
فِي ذَا النِّظَامِ المُختَصَرْ


عَلَى الأَهَمِّ مِنْهَا
فَاعلَم وَعَلِّمَنْهَا


لِأَنَّ هَذِهِ الأُمُورْ
تُسأَلُ عَنهَا فِي القُبُورْ


فَإِن أَرَدتَ المِنَّةَا
وَقُلتَ أَرجُو الجَنَّةَا


فَلَا تُفَرِّط أَبَدَا
فِيهَا تُلَقَّ الرَّشَدَا


وَاحفَظ فَخَيرُ الحَظِّ
ضَبطُ الفَتَى بِالحِفظِ


وَهَا أَنَا سَأَبدَأُ
وَاللَّهُ رَبِي يَكلَأُ


فَهْوَ المُعِينُ المُستَعَانْ
قَد فَازَ مَن بِهِ استَعَانْ


فَلَيسَ لِي مِن حَولِ
أَو قُوَّةٍ أَو طَولِ


إِلَّا بِهِ تَبَارَكَا
رَبَاهُ زِد وَبَارِكَا








♦  ♦  ♦



أَوَّلًا: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا






اَللَّهُ قَد بَرَانِي
وَسَائِرَ الأَكوَانِ


بِدِقَّةٍ مَتِينَهْ
وَحِكمَةٍ مُبِينَهْ


فَمَا بِخَلقِهِ خَلَلْ
سُبحَانَهُ وَلَا عِلَلْ


وَقَسَّمَ الأَرزَاقَا
وَبَارَكَ الإِغدَاقَا


فَلَيسَ فِي الوُجُودِ
مِن نِعمَةٍ أَو جُودِ


إِلَّا مِنَ العَظِيمِ
وَالأَكرَمِ الكَرِيمِ


وَهْوَ المَلِيكُ المَالِكُ
وَمَا لَهُ مُشَارِكُ


وَالعَقلُ وَالأَدِلَّهْ
تَشهَدُ يَا أَجِلَّهْ


فَالخَلقُ وَالأَنَامُ
فِي مُلكِهِ أَقَامُوا


وَهْوَ الَّذِي يُدَبِّرُ
مَا شَاءَ فَهْوَ الأَكبَرُ


وَحُكمُهُ الكَونِيُّ لَا
يُرَدُّ حَتمًا فَاعقِلَا


فَالكَونُ وَفقَ أَمرِهِ
وَحُكمِهِ فِي سَيرِهِ


هَل غَيرُهُ تَعَالَى
يُعبَدُ أَو يُوَالَى


كَلَّا فَلَا إِلَهَ لِي
سِوَى المُهَيمِنِ العَلِي


فَذُو الجَلَالِ الحَقُّ
لَا غَيرُ يَستَحِقُّ


أَن تُجعَلَ العِبَادَهْ
وَالقَصدُ وَالإِرَادَهْ


لَهُ بِدُونِ شِركِ
فَالشِّركُ رَأسُ الإِفكِ


وَاللَّهُ رَبِّي أَرسَلَا
اَلأَنبِيَا وَأَنزَلَا


اَلكُتْبَ حَتَّى يَأمُرُوا
عِبَادَهُ وَيُنذِرُوا


فَالأَمرُ بِالتَّوحِيدِ
وَالنَّهيُ عَن تَندِيدِ


أَوَّلُ شَيءٍ يُدعَى
وَخَيرُ أَصلٍ يُرعَى


فَانأَ عَنِ التَفرِيطِ بِهْ
وَلْتَستَقِم وَلْتَنتَبِهْ


فَمَا خُلقتَ إِلَّا
لِكَي تُطِيعَ الأَعلَى


فَاجعَل لِمَن بَرَاكَا
وَمَنَّ وَاصطَفَاكَا


جَمِيعَ مَا بِهِ أَمَرْ
يَا حَظَّ مَن بِهِ ائتَمَرْ


وَاترُك جَمِيعَ مَا نُهِي
عَنهُ دَوَامًا وَانتَهِ


وَأَعظَمُ المَنَاهِي
اَلشِّركُ بِالإِلَهِ


فَلْيُرتَجَى وَلْيُلتَجَا
بِاللَّهِ نِعمَ المُلتَجَى


وَلْتَستَعِن وَاستَعِذِ
وَلْتَستَغِث وَلْتَلُذِ


فَمَا سِوَاهُ يُجدِي
جَلَّ وَلِيُّ المَجدِ


لَهُ الأَسَامِي وَالصِّفَاتْ
كَمَا بِوَحيِ اللَّهِ آتْ


مَعلُومَةُ المَعَانِي
عَندَ ذَوِي اللِّسَانِ


وَالكَيفُ مِنهَا يُجهَلُ
وَلِلَّطِيفِ يُوكَلُ


فَاللَّهُ أَخفَى عَنَّا
اَلكَيفَ دُونَ المَعنَى


فَافهَم فَإِنَّ المَسأَلَهْ
مُهِمَّةٌ مُؤَصَّلَهْ


أَثبِت جَميعَ مَا أَتَى
مِنَ الصَّفَاتِ يَا فَتَى


فَذَاكَ أَصلُ البَابِ
لَدَى أُولِي الأَلبَابِ


وَلَا تَكُن مُعَطِّلَا
أَو مُلحِدًا مُمَثِّلَا


وَحَاذِرِ التَّأويلَا
وَرَافِقِ الدَّلِيلَا


فَهْوَ الصِّرَاطُ الأَقوَمُ
اَلمُستَقِيمُ الأَحكَمُ


فَلَيسَ لِي مُستَغنَى
عَن ذَا السَّبِيلِ الأَغنَى








♦  ♦  ♦


ثَانِيًا: وَبِالإِسلَامِ دِينًا






لِدِينِنَا مُرَاتِبُ
ثَلَاثَةٌ تُقَرَّبُ


الِاسلَامُ وَالإِيمَانُ
وَبَعدَهَا الإِحسَانُ


كُلٌّ لَهُ أَركَانُ
يُظهِرُهَا التِّبيَانُ


فَالأَوَّلُ الإِسلَامُ
أَركَانُهُ تُرَامُ


خَمسٌ بِدُونِ نَقصِ
فَوَفِّهَا بِحرصِ


شَهَادَةٌ لِلَّهِ
وَعَبدِهِ الأَوَّاهِ


مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ
رَسُولُهُ اتبَعَنَّهُ


إِقَامَةُ الصَّلَاةِ
وَالصِّومِ وَالزَّكَاةِ


وَحَجِّ بَيتِ القَادِرِ
لِلمُستَطِيعِ القَادِرِ


فَأَدِّهَا لِتَنجَحَا
بِجَنَّةٍ وَتُفلِحَا


وَإِنَّ لِلإِيمَانِ
سِتٌّ مِنَ الأَركَانِ


أَتَت بِآيِ الذِّكرِ
وَفِي حَدِيثِ البَرِّ


إِيمَانُنَا بِأَنَّا
اَللَّهَ رَبِّي الأَغنَى


-سُبحَانَهُ- مَوجُودُ
وَالرَّبُّ وَالمَعبُودُ


لَهُ الصِّفَاتُ وَالأَسَامْ
تَبَارَكَ الرَّبُّ السَّلَامْ


وَبِالمَلَائِكِ الكِرَامْ
مُصَدِّقُونَ فِي دَوَامْ


فَهُم عِبَادٌ مُكرَمُونْ
لِذِي الجَلَالِ طَائِعُونْ


ثَالِثُهَا: أَن نُؤمِنَا
بِكُتبِهِ وَنُوقِنَا


بِرُسلِهِ الكِرَامِ
وَمُصلِحِي الأَنَامِ


اَلقَادَةِ الهُدَاةِ
وَأُسوَةِ الدُّعَاةِ


عَلَيهِمُ الصَّلَاةُ
مَا قَامَتِ الصَّلَاةُ


نُؤمِنُ فِي يَقِينِ
بِالبَعثِ يَومَ الدِّينِ


وَالحَشرِ وَالحِسَابِ
وَالنَّشرِ لِلكِتَابِ


وَبِالجَزَاءِ العَدلِ
بِالنَّارِ أَو بِالفَضلِ


وَكُلُّ شَيءٍ قُدِّرَا
وَفِي الكِتَابِ سُطِّرَا


فَلَيسَ شَيءٌ يَجرِي
لَنَا بِغَيرِ أَمرِ


فَاللَّهُ لَا سِوَاهُ
يَكُونُ مَا قَضَاهُ


فَيَا إِلَهِي قَدِّرِ
لَنَا الهُدَى وَكَثِّرِ


وَعُرِّفَ الإِحسَانُ
بِأَنَّهُ القُربَانُ


لِرَبِّنَا كَأَنَّا
نَرَاهُ فَاعرِفَنَّا


أَو أَنَّهُ يَرَانَا
سُبحَانَ مَن بَرَانَا


فَهَذِهِ المَرَاتِبْ
سَبِيلُ كُلِّ رَاغِبْ


مَا زَاغَ عَنهَا إِلَّا
مَن حَادَ أَو مَن ضَلَّا


فَلْتَحمِنَا يَا أَعلَى
فَأَنتَ خَيرُ مَولَى








♦  ♦  ♦

وَبِمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-نَبِيًّا






نَبِيُّنَا مُحَمَّدُ
اَلمُصطَفَى المُمَجَّدُ


خَلِيلُ ذِي الجَلَالِ
وَصَاحِبُ المَعَالِي


اَلأُسوَةُ الكَرِيمَهْ
وَالقُدوَةُ العَظِيمَهْ


أَفضَلُ كُلِّ الخَلقِ
وَمُرشِدٌ لِلحَقِّ


وَهْوَ الرَّسُولُ الأُمِّي
وَذُو العُلَا وَالحِلمِ


وُلِدَ عَامَ الفِيلِ
بِنُورِهِ الجَمِيلِ


فِي مَكَّةٍ أُمِّ القُرَى
بِيَومِ الِاثنَينِ جَرَى


أَبُوهُ عَبدُ اللَّهِ مَاتْ
وَكَانَ حَملًا ذَاكَ آتْ


وَأُمُّهُ يَا صَحبِي
آمِنَةٌ لِوَهبِ


وَأَرضَعَتهُ هِيَّهْ
وَبَعدَهَا السَّعدِيَهْ


وَبَعدَ مَوتِ أُمِّهِ
قَدِ اهتَدَى لِضَمِّهِ


أَبُو أَبِيهِ الجَدُّ
وَعَمُّهُ مِن بَعدُ


وَاللَّهُ رَبِّي أَرسَلَهْ
بَعدَ ارْبَعِينَ كَامِلَهْ


فِي البَدءِ قَد أَسرَّا
ثُمَّ دَعَاهُم جَهرَا


فَأَكثَرُوا إِيذَاءَهْ
وَقَرَّرُوا إِجلَاءَهْ


لَكِنَّ رَبِّي أَكرَمَهْ
فَصَانَهُ وَسَلَّمَهْ


لِطَيبَةٍ قَد هَاجَرَا
مُفَارِقًا أُمَّ القُرَى


أَقَامَ فِيهَا عَشْرَا
سِنِينَ يُجلِي الأَمرَا


وَقُبِضَت رُوحُ الأَمِينْ
بَعدَ تَمَامِ خَيرِ دِينْ


كُلُّ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامْ
لَهُ فَذَا مِسكُ الخِتَامْ


وَأَسأَلُ الرَّحمَانَا
اَلنَّفعَ وَالغُفرَانَا

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير