ما مَدْمَعي حذَرَ النَّوى بقريحِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ما مَدْمَعي حذَرَ النَّوى بقريحِ | فدعِ الغُرابَ يَصِيحُ كلَّ مَصيحِ |
شُغْلي بإطراءِ الذي مَهْمَا ادَّعَى | مُطْرِيهِ أعربَ عنه بالتَّصْحيحِ |
أعني المُسَمَّى باسم أصدقِ واعِد | وَعْداً ذَبيحَ اللَّه خَيْرَ ذبيحِ |
للَّه إسماعيلُ جِدْلُ كتَابَة ٍ | أعني أخا شَيْبَانَ لا ابن صَبيحِ |
حمل الفَوادحَ فاستقلَّ ومثْلُه | حمل الفوادح غَيْرَ ذي تَبليحِ |
ما ضرَّ من زَمَّ الكتابة َ زَمَّة ً | أن كان مَنْبتُهُ بأرض الشِّيحِ |
ما ضرَّه أن لم تكن سَمُرَاتُهُ | نَخْلاً يُلَقِّحُهُ ذوو التلقيحِ |
حَلَّ العِصَابَ عن الذين يليهُمُ | وأدَرَّ بالإبْساسِ والتَّمْسَيحِ |
وأراحَ منْ أهل الفداءِ فأصبحتْ | غاراتُهُمْ مأْمُونَة َ التصبيحِ |
إلاَّ يُزَحْ عِلَلَ الرَّعيَّة ِ عَدْلُهُ | فِيهمْ فما شَيْءٌ لها بمُزيحِ |
ولقد بلاَهُ إمامه وأميرُه | فكلاهما ألْفَاهُ حَقَّ نَصيحِ |
وأراهُ لا يَنْسى الوفاءَ لشدة ٍ | تُنْسي الوفاءَ ولا لفتْرَة ِ ريح |
كم ضربة ٍ رَعْلاَءَ بل كم طعنة ٍ | نجلاء بل كم رَمْيَة ٍ إذْبيحِ |
خطرتْ بها كفَّاهُ دون إمامِه | في ظلِّ يوْمٍ للأكفِّ مُطيحِ |
سائل بذلك عَنْه حربَ المهتدِي | وكباشَهَا من ناطح ونطيحِ |
فلتخبرنَّك عن جِلاَدِ مُغَامِسٍ | ولتخبرنَّك عن طِرَادِ مُشِيحِ |
ولتخبرنَّك عن نضال مُطَمَّح | باليَثْربيَّة أيمَّا تطميحِ |
ممن إذا حَفَزَ السهامَ بِقْوسه | فَحَّتْ أفاعِيهنَّ أَيَّ فحيحِ |
أعطى الكريهَة َ حقَّهَا عَنْ غَيْرِهِ | وكفَى كِفَاحَ الموتِ كُلَّ كَفِيحِ |
والحربُ تَعْذِمُ بالسيوف مُدِلَّة ً | دَلاًّ على الخُطَّابِ غيرَ مَلِيحِ |
صَعْبٍ إذا صَعُبَتْ عليه قرينة ٌ | حَتَّى تُسمِّحَ أيَّمَا تسميحِ |
فإذا القرينة ُ سَمَّحَتْ لمْ يُولِها | خُلُقْاً من الأخلاَقِ غيرَ سحيحِ |
خُلِقَتْ يداه يَدٌ لتجرَحَ في العدا | ويدٌ لِتَأْسُوَ جُرْحَ كُلِّ جريحِ |
وإذا ارْتَأَى رَأياً فأَثْقَبُ ناظِرٍ | نظراً وأبْعَدُهُ مَدَى تطريحِ |
تُبْدِي له سِرَّ الغُيُوبِ كَهَانة ٌ | يُوحِي بها رِئْيٌ كَرِئْيِ سطيحِ |
سَبَقَتْ بحُنْكتِهِ التجارِبَ فطرة ٌ | كالشَّوكَة ِ اسْتَغْنَتْ عن التنقيحِ |
لولا أبُو الصقر الفسيحُ خَلاَئِقاً | أضحى فَسِيحُ الأرض غيرَ فسيحِ |
رحُبَتْ به الدنيا على سُكَّانِهَا | من بعدما كانت كَحَظِّ ضريحِ |
طَلْقُ المُحَيَّا واليدين سَمَيْدَعٌ | سَهْلُ المَبَاءَة ِ ذو عِراضٍ فِيحِ |
نَهَكَ الحياءُ جُفُونَهُ وكلامَهُ | فغدا مريضاً في ثيابِ صحيحِ |
لا من قِراف دَنيَّة لكنه | كرم بلا مَذْق ولا تضييحِ |
تبدُو لسائِله صَفيحَة ُ وجهه | وكأنها سَيْفٌ بِكَفِّ مُلِيحِ |
وكأنَّ فيهِ أرْيَحَيَّة َ نَشْوَة ٍ | من قَهْوَة ٍ تُرْخي الإزارَ قَدِيحِ |
أعلى المحامدَ بعدَ رُخْصٍ إنه | يبْتَاعُ كاسدها بِكُلِّ ربيحِ |
بذل الكرائمَ في المكارم تاجِرٌ | جَلَّتْ تِجَارَتُهُ عن التَّرْقِيحِ |
حَامٍ حَقِيقَهُ مُبِيحٌ مَالَهُ | نَاهيكَ من حَامٍ به ومُبيحِ |
يعطي اللُّهَا إعطاءَ سَمْح باللُّهَا | لَحزٍ على الحَسَبِ التّلِيدِ شحيحِ |
إلاَّ يُتِحْ صَرْفُ الزمان لمالِهِ | حَيْنا يُتِحْهُ دون كل مُتيح |
أضحت حِيَاضُ المُعْطِشينَ بجوده | فَهَفَتْ جَوَانِبُها من التَّطْفِيحِ |
وردوا مناهِلَه فَمَاحُوا واسْتَقَوْا | منهن أعذبَ مُسْتَقى ً وَمُمِيح |
لو أنه وَسَمَ الرياضَ بجودِهِ | أَمِنَتْ حَدائِقُها من التَّصْوِيحِ |
ذو صُورَة ٍ قَمَرِيَّة ٍ بَشَرِيَّة ٍ | تَسْتَنْطِقُ الأفواهَ بالتسبيح |
وإذا تأمَّلَ نَفْسَه لمْ يَقْتَصِرْ | منها على التصوير والتَّشْبِيحِ |
حتى يُزَيِّنَهَا بزينة ِ ماجدٍ | ليست بتطويقٍ ولا توشيحِ |
بَرَعَتْ محاسِنُه فَأَقْسَمَ صادقاً | أنْ لا يُعَرِّضَهُنَّ للتّقْبِيحِ |
لكن لِتَلْويح الهَواجِرِ طالباً | إسْفَارَهُنَّ بذلك التلويح |
ما زال يبعث بالعُطاس ركابه | ويروع قائلهنَّ بالترويحِ |
وتقود كلَّ نَوّى شَطُون هِمَّة ٌ | ونوى الكريم بعيدة ُ التَّطْويحِ |
حتى تَعَمَّمَ بالسيادة ناشئاً | ولِذَاكَ رشَّحَهُ ذوو الترشيحِ |
عَشِقَ العلا وَعَشقْنَهُ فكأنما | وافى هوى لُبْنَى هوى ابن ذَرِيحِ |
وَهَبَتْ له القلمَ المُعلَّى هِمَّة ٌ | رَفَضتْ من الأقلام كلَّ مَنِيحِ |
لم أمتدحه لِخلَّة ٍ ألفَيْتُهَا | في مجده فَسَدَدْتُهَا بمَدِيحِ |
لكنْ لكْي تَزْهى محاسنُ وصْفِهِ | شعري فيحسُنَ منه كلُّ قبيحِ |
خَبَّرْتُ شعري باسمه إنَّ اسمَهُ | في الشِّعْر كالتَّحْبير والتسبيحِ |
لما رأيتُ الشعرَ أصبحَ خاملاً | نَبَّهْتُه بفتى أغرَّ صريحِ |
لاَ يَضْربُ الركبُ الطلائحَ نحوَهُ | بل باسمه يُزْجونَ كلَّ طَليحِ |
تُحْدَى الرِّكابُ بذكره فترى الحصَى | منْ بين مَنْجُول وبين ضَريحِ |
وَيَهُزُّ كلُّ مُبَلَّدٍ أعْطافَه | طَرَباً كفعل الشَّارب المِرِّيحِ |
مِنْ بعد ما انْتُقيتْ أواخِرُ مُخِّه | وَخَوَتْ مَحَاجرُهُ من التقديحِ |
ثِقَة ً بِسَيْبٍ منه ليس يعوقُه | مهما جرى من سَانح وبريحِ |
مَلِكٌ إذا الْحاجاتُ شُدَّ عِقَالُهَا | وَثقَتْ لديه بعاجل التسريحِ |
مِمَّا تراه الدهْر يُصْدرُ وارداً | عن نَائلٍ قَبْلَ السؤال نجيحِ |
يا من إذا التَّعْريضُ صافح سَمْعَهُ | غَنَي العُفاة ُ به عن التصريحِ |
أشْكُو إليكَ خَصَاصَة ً وتَجَمُّلاً | قَدْ بَرَّحَا بي أَيمَا تبريحِ |
لتَصُونَ وَجْهِي عَن وُجُوهٍ وُقِّحتْ | بالرَّدِّ تَوْقيحاً على توقيحِ |
سُئِلَتْ وقد سَالتْ ففي صفحاتها | لِلرَّدِّ تَكْدِيحٌ على تكديح |
يا مَنْ أراحَ عَوَازِبَ الشِّعْرِ التي | لَوْلاَهُ أعْزَبَهُنَّ كلُّ مُرِيحِ |
أنطَقْتَ مُفْحَمَنَا فأصبحَ شاعِراً | وأَعَرْتَ أَعْجَمَنَا لسانَ فصيحِ |
بلُهاً فتحْنَ لُهَا الرجال فَكُلُّهُمْ | ذُو منطقٍ سَلِسٍ عليه سَرِيح |
أَحْيَيْتَ ميْتَ الشِّعْر بعدَ ثَوَائِهِ | في الرَّمْسِ تحت جنادلٍ وصفيحِ |
حتى لَقال الناسُ فيكَ فأكثروا | هذا المسيح وَلاَتَ حينَ مَسِيحِ |