أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اس
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبا عليٍّ طلبتُ عيبك ما اس | طعْتُ فألفيتُ عيبَك السَّرفَا |
وذاك عيبٌ كأنه ذَفَرُ ال | مِسك إذا شُمَّ نشره رُشفا |
أوْ ديمة الغيث كلما طمِع الطْ | طَامعُ في أن يكفَّها وَكفا |
وحبذا أن يكونَ عيبُ فتى ً | عيباً إذا مرَّ ذكرهُ شغفا |
ولم يكن يا أخا العلا طلبي | عيْبَك لا بِغضة ً ولا شنفا |
لكنْ لإشفاق نفس ذي مِقَة ٍ | ما زال عن ودِّكم ولا انحرفا |
أبصرَ أشياء فيك مُنفِسة ً | إذا رآها مذمَّمٌ لهفا |
يُصبح من أخطأتْه ذا أسفٍ | ومن رأى الحظ فائتاً أسِفا |
وإنني خِفْتُ أن تصيبك بال | عين عيونٌ تُقرطِس الهدفا |
فارتدتُ عيباً يكون واقية ً | فلم أجده ألية ً حلفا |
فقلتُ في اللَّه ما وقى رجلاً | إنْ مِيحَ أعفَى وإنْ أُريبَ عفا |
كان له اللَّه حيث كان ولا | زالتْ يميناه حوله كنَفا |
صدقْتُ فيما صدقتُ من طلبي | فيك مَعابا ولم أزد ألِفا |
يا حسن الوجه والشمائل وال | أخلاق والعقل كيفما انصرفا |
يا من إذا قلتُ فيه صالحة ً | عند عدوٍّ أقرَّ واعترفا |
عندي عليلٌ أَرُدَّ مُنَّته | بطيِّب الطِّيب كلما ضَعُفا |
فابعث بشيءٍ من البخورِ له | كبعض معروفك الذي سلفا |
وَلْتَكُ أنفاسه تشاكل ذك | راك وحسبي بطيبها وكفى |
من نَدِّك الفاخر المفضَّل في النْ | نَدَّ على غيره إذا وصِفا |
ذاك الذي لو غدا يفاخرُهُ | نسيمُ نَوْرِ الرياض ما انتصفا |
ولا يكنْ دُخنة َ المُعزِّم لل | عِفريتِ من شمَّ نشرها رَعفا |
لا تُدخلنَّ الجفاءَ في لَطَفٍ | فربَّما ألْطفَ امرؤ فجفا |
حاشاك من ذاك في ملاطفتي | يا ألطف الناس كلِّهم لطفا |
أطِبْ وأقلِلْ فإن أطبْتَ وأك | ثرت نصيبي فيا له شرفا |
وليس يُروي كثيرُ مائك بل | ما طابَ منه لشاربٍ وَصَفا |
إن الكثيرَ الخبيثَ مقتحمٌ | في العين والقلب يبعث الأنفا |
ولا تَلُمني على اشتطاطي في ال | حكم ولا في سؤالك التُّرفا |
من حَسَّن اللَّه وجهه وسجا | ياه وأعطاه كُلِّف الكلفا |
وَجْهُك ذاك الجميل سحَّبني | عليك حتى سألتك التُّحفا |
وحسبنا أن كلَّ ذي كرمٍ | إذا ركبتَ المكارمَ ارتدفا |
يا در العقد إن لي فِكراً | تَفْلق عن دُرِّ مدحك الصَّدفا |
فاسعَ لشكري تجدْه حينئذٍ | شكر قديرٍ تعجَّل الخَلَفا |