ما القلبُ في إثْرِهم بمختطَفِ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
ما القلبُ في إثْرِهم بمختطَفِ | ولا بذي صبوة ٍ ولا كلِف |
سلوتُ عن خِطة الخليط وعن | مرتبَع منهم ومخترفِ |
إن محلَّ الأنيس بعدَهُمُ | للمرء ذي السنِّ شرُّ معتكَف |
وصلُ الغواني صبا الشباب وغش | يان المعاني حقّاً صبا الخَرِف |
فعدِّ عن ذكرهم وعن دِمنٍ | بمَدرجٍ للرياح منتسَف |
ما رعينا عهدَ كلِّ خائنة ٍ | قاسية ٍ غير ذاتِ منعطف |
تحميك معروفَها الممنَّع بال | بخل ولينَ المردِّ بالصَّلف |
بيضاء قد شيف خَلْقُها وأبى | مذموم أخلاقها فلم يُشَفِ |
تضمَنُ عن وجهها ومخبرِها | حُسنَ رُواءٍ وقبح مُنكشَف |
منَّاعة ٌ نَيْلها المحبَّ وما | تنفكُّ من صدِّها على خففِ |
من اللواتي إذا ظفِرن بنا | أنزفن ألبابنا سوى نُزَف |
حُكَّمن فينا فما عدَلن وإن | عُدِّلن بين الجفاءِ والقَضف |
كم من دموعٍ سفحنها هدرٍ | ومن دماءٍ سفكنها ظلف |
بكل أحوى أحمَّ في حوَرٍ | وكل أقنى أشمَّ في ذَلف |
مضى أوان الصبا وحينُ البِطا | لات وهذا أوانُ مصطَرِفِ |
ولائمٍ أنْ حللتُ شاهقة ً | تزلُّ منها الوعول عن قنَف |
لم ير لي خلّة ً تُعاب سوى ال | خَلة أو رغبتي عن الحِرف |
صدقُ يقينٍ أن لا مقدِّر لل | أرزاق إلا مخلِّقُ النُّطف |
قلتُ وقد لام في القناعة بال | مجد وحلفِ المعاش ذي الشظف |
همُّ رجال العلا تنافسُهم | فيها وهم الحمير في العلف |
ما سرَّني اللؤم والغضارة ُ في ال | عيش بديلاً بالمجد والقَشَف |
لي عفة ٌ حسبُ من تكون له | من الغنى غُفَّة ٌ من الغُففِ |
كأن كفِّي بها مملَّكة ٌ | دجلة َ تسقي منابتَ السَّعف |
ما قصَّر العسر بازدلافي لل | مجد مُشيحاً في كل مزدَلف |
أرِقَّ مالي ولو أشاء لأص | بحتُ وأمسيتُ منه في كَثَفِ |
إني أعافُ الخبيث يعلمُه ال | لَّه إذا ما الخبيثُ لم يُعَفِ |
أطمحُ كالنَّسر في السُّكاك ولا | أخْلدُ إخلادَه إلى الجيف |
شاد لي السُّورَ بعد توطئة ال | أسِّ أبٌ قال أنت للشرف |
وأبذل البلغة َ الكفاف من ال | قوت إذا ما المستضيف لم يُضف |
أبني البناء الذي يقيم على ال | دهر ويُودي خَوَرْنقُ النجف |
وأرتجي أن تدوم لي دِيمٌ | من عارض في السماء ذي وَطَف |
أعني أبا الصقر أنه ملك | في منصبٍ للعيون مشترف |
من معشر فيهم السماحة ُ وال | حلم وفيهم قَعاقع الحجَف |
أرْكبَه الله ذروة ً تمكتْ | من شرفٍ من يكن بمرتدفِ |
يا راكباً نحوه ليسأله | يمِّمْهُ واحرف بكلِّ محترف |
ولا تَشُحَّنَّ أن تُشاركَ في | جدواه فالبحرُ غيرُ منتزف |
بلِّغه مدحي فإنه كَلمٌ | يفْعَمه مسْكُه ولم يُذَف |
من قولِ علاَّمة له لججٌ | يغرق فيهن صاحب النُّتف |
قلْ لأبي الصقر قولَ ذي سددٍ | قرطسَ بالحقِّ غرَّة الهدف |
يا أيها السيد الذي اعترفتْ | له الصناديدُ كلَّ مُعترَف |
أصبحتَ يُطريك كل مضطغنٍ | منحرفٍ عنك كلَّ منحرَفِ |
أنطقه فضلُك المبرِّز بال | حقِّ فأداه غير مُعتنَف |
وأصدقُ المدح مدحُ ذي حسد | ملآن من بغِضة ٍ ومن شنَف |
أنت الذي أخصبتْ رعيتُه | حتى شكا البُدْنَ صاحبُ العَجف |
واتسق النَّظمُ في النظام به | فائْتلف الشملُ كلَّ مؤتلف |
وأنصف الظالم المظلَّمَ فال | عصفورُ جارُ العقاب في لَجَفِ |
تكد للمجد كدحَ مجتهدٍ | أو لمحلِّ النعيم والترف |
ما زلتَ تسعى لكلِّ صالحة ٍ | وإن تكلَّفتَ أثقل الكُلفِ |
تجري إلى كل غاية ٍ شَططٍ | وتنتوي كلَّ نية ٍ قَذفِ |
يا مُحييَ الشعرِ والسماح وقد | كانا جميعاً مُضَمّنَي جَدف |
أدْعَى كتابٍ إلى الجميل وأوْ | عاه لما يُشتهى من الخُرف |
يا مُبرىء الحِسبة التي سَقُمتْ | بل التي أشرفتْ على التَّلف |
دوايتَ أدواءها وقد دنِفتْ | حيناً من الدهر أيَّما دنفِ |
براجح الوزن من سَراة بني ال | عباس يقفو مذاهب السَّلفِ |
أبلجُ يجلو بضوء غُرَّته | ونور تقواه حالكَ السُّدفِ |
إذا رأى وجهه ومنصِبه | ضنَّ بذاك الجمال والشَّرف |
فعفَّ عن كل ما يشينهما | وكفَّ أحكامه عن الجَنَف |
ينهاه عن مَأثمٍ تُقى ورعٍ | فيه وعن مَدْنسٍ نُهي أَنفِ |
له ذكاءُ الفتى وقد كمُلتْ | فيه على ذاك حُنكة ُ النَّصفِ |
ممَّن إذا الغمر رَام مغمزه | لم يؤتَ من قسوة ٍ ولا قصفِ |
يغدو شديداً على المُريب وتَلْ | قاه لمن تاب ليِّن الكنفِ |
يذعَرُ بالهيبة الهزبر ويس | تَنْزِلُ بالعدل أعْصَمَ الشَّعف |
فلو يرى هَدْيَه النبيُّ أو ال | عباسُ قالا بوركتَ من خلف |
كم قائلٍ صادقٍ وقائلة ٍ | لمن يخاف العداء لا تخف |
إن مقام المظلومِ عند أبي ال | عباس أضحى مقام مُنتصِفِ |
شمَّر للقوت وهو من ذَهبٍ | عزّاً وللنقد وهو من خزفِ |
فأوسع الفاسدين مصلحة ً | في غير إثمٍ هناك مقترفِ |
ونكِّل الباعة التي عَمَرتْ | تجمع بين التطفيف والحشفِ |
وأنكر النُّكر بعدما اكتنَت ال | فتنة ُ في فتكها أبا دُلفِ |
يفديه آمينَ كلُّ ملتحِفٍ | على الخيانات كلَّ ملتحَفِ |
واسعدْ به أيها الوزير فقد | أُعطيتَه طاهراً من النطف |
قلَّدك اللَّه منه لؤلؤة ً | كم صانها عن سواك بالصَّدفِ |
قلَّدتَهُ أمَرنا فقام به | غير أخي لُوثة ٍ ولا لفَف |
ومثلُك اختار مثله وكذا | من كان بالمسلمين ذا لطف |
أقسمتُ ما في الذي تسوس به الدْ | دين ومُلكَ الملوك من وكَف |
كلأَ ولا سرت بالرَّعية في ال | وَعْث فأتعبْتَها ولا الظَّلف |
بل أنت ذو السيرة التي قصدت | قِدماً وحادتْ عن كلِّ معتسَف |
وهكذا سيرة ُ الجواد إذا | لمْ يؤتَ من هُجنة ٍ ولا قرف |
يختلف الناسُ في سواك وما | تُوجدهم موقعاً لمختلف |
أنت الذي أجمعتْ جماعتهم | أنك من لا يشولُ في الكفَف |
جمعت ما يجمع الوزير فما | تنفكُّ من حاسدٍ على أسف |
إرْبٌ يُكاد العدى به وندى | يَقْرنُ بين القلوب بالألفِ |
ذهبتَ بالدَّهْى والسماح معاً | والناسُ من ذاك وذاك في طرفِ |
وأنت كالبحر لا كِفاء له | في بُعْد غورٍ وقُرب مغترفِ |
وحلمُك المنقِذُ النفوسَ إذا | أشرفن من معطَبٍ على حَففِ |
أنْسيتنا جودَ حاتمٍ وحجى | عمرو الدواهي وحلم ذي الحنفِ |
ولو تبذَّلتَ للحروب للألْ | فيتَ شبيهاً بالليثِ ذي الغَضفِ |
لا سَبِط الخطو في المَهارب حا | شاك ولكن في كل مُزدَحف |
خذْها مديحاً كأنَّه وُشُح الدْ | دُرِّ إذا ما جرتْ على الهَيَف |
أحلى مذاقاً على اللسان من الشْ | هَدِ بماء الغمام في الرَّصف |
مدحٌ رأى أنك الكفيُّ له | فلم يجد عنك وجهَ منصرَف |
وكلُّ مدح يقال فيك إلى التْ | تقصير أدنى منه إلى السَّرَف |
نُهدي لك الشعرَ ثم نحقرُهُ | وإن غدا من نفائس التُّحف |
لأنه ليس فيك من بِدع ال | أشياء كلاًّ ولا من الطُّرف |
ولا نرى أنه يَزيدك في | مجدك من مُتْلدٍ ومطَّرف |
ما يرفع الشعرُ أو يشرِّف من | بدرٍ بزُهر النجوم مكتنف |
ينزل من مجده وسؤدَدِه | بين قديم وبين مؤتنف |