لما تؤذن الدنيا به من شُرورها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لما تؤذن الدنيا به من شُرورها | يكون بكاءُ الطفل ساعة َ يوضعُ |
وإلا فما يُبكيه منها وإنها | لأَفسحُ مما كان فيه وأَوْسعُ |
إذا أبصر الدنيا استهلّ كأنه | يرى ما سيلقَى من أذاها ويسمع |
كأني إذا استهللتُ بين قوابلي | بدا ليَ ما ألقى ببابك أجمع |
وفي بعض أحوال النفوس كأنها | ترى خلف ستر الغيب ما تتوقَّع |
أقول لوجهٍ حالَ بعد بياضِه | وإسفاره واللون أسودُ أسفعُ |
ألا أيها الوجه الذي غاض ماؤه | وقد كان فيه مرة يتريَّعُ |
ذق الهُونَ والذل الطويل عقوبة ً | كذا كلُّ وجه لا يعفُّ ويقنعُ |
وَفَرْتُ عليه الماء عشرينَ حجة | ففرَّق منه الحرص ما كنتُ أجمعُ |
فلا تحْمِ أنفاً إن ضَرعْتَ فإنه | كذا كل من يستشعر الحرصَ يضرَع |
سعيتَ لإيقاظ المقادير ضَلَّة ً | وما كانت الأقدَارُ لو نمت تهجع |
ولو جهد الساعون في الرزق جُهدهم | لما وقعتْ إلا بما هي وُقَّعُ |
أكنتَ حسبتَ الله ويحك لم يكن | تعالى اسمه إلا بصنِعك يصنع |