أرشيف الشعر العربي

أقسمتُ والحنثُ له آثامُ

أقسمتُ والحنثُ له آثامُ

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ بمن له المشْعَرُ والمقامُ
أنكَ ما راضَ لك الصيامُ طرْفاً ولافرْجاً له عُرامُ
ولا لساناً سيفُه حُسامُ عادته التكْذابُ والتأثامُ
لوجهك الإجلالُ والإكرامُ عن ذاك والتبجيلُ والإعظامُ
يفديك مَنْ في سيره اقتحامُ مالم يُكفكِفْ غربَه اللجامُ
راض سواك الجوعُ والأُوامُ وراضك الإيمانُ والإسلامُ
والولدُ الصالح والأعمامُ رياضة ً أيسرُها الإحكامُ
أولئك الساداتُ والأقوامُ حَلّوْكَ آداباً لها نظامُ
أدابَ أملاك لهم أحلام تُشْفَى بها الأدواء والأسقامُ
لا صَدَيَتْ هاتيكم العِظامُ ولا أغَبَّتْ سقْيها الرّهامُ
حتى تُرَوَّى تلْكُمُ الرّمامُ بل أدبتْك الفطرة ُ التَّمامُ
ومحتد أعراقُه كرام من قبل أن تلزمك الأحكام
وقبلَ قِيلِ الناس يا غلامُ فُطِمتَ مذ آن لك الفِطَامُ
من كل ما تَتْبعُهُ الآثامُ فجئتَ لا يرهقكَ الملامُ
تسيرُ في القصْد ولا زمامُ يُلْزمك القصْدَ ولاخطامُ
إذا اعتدى في لومك اللُّوَّامُ وحاولوا الذامَ فأعيا الذامُ
قالوا امرؤ لما له ظلاَّمُ ذلك عيبٌ مابك احتشامُ
منه ولافيك به اكتتامُ لازال مالٌ لك يستضامُ
في ظلّ عزٍ منك لا يرامُ يهضِمُه منك امرؤ هَضَّامُ
للحمال يرضى ظلمَه الحكامُ سيشكر الشهرُ لك الحرامُ
أنَّكَ لمَّا هَرَّهُ الطَّغامُ ونَبَحَتْ في وجههِ اللئامُ
ولم يُعَظّمْ حقَّه أقوامُ فيهمْ عليهِ بالخنا إقدَامُ
كأنهمْ من جهلهم أنعامُ ليس على أفواههم خِتام
ولا لضيفٍ عندهم ذمامُ بَشَّ به منك فتى بسامُ
طَلْقُ المحيَّا ماجدٌ قَمْقَامُ أبيضُ يُستَسَقى به الغمامُ
سامية ٌ همتُه هُمام عُرضتُه الإطعامُ لا الطعامُ
وقوتُه الحكمة ُ لا الحُكَّامُ تَرْعى جَنَابَيْ داره الأيتامُ
والأمهات الجُوّعُ العِيامُ عُروة ُ صدقٍ مالها انقصامُ
لكلّ ملهوف بها اعْتصَامُ متيَّمٌ بالعُرْف مستهامُ
للجود في أمواله احتكَام لايلتقي راجيه والإعدامُ
أو يلتقي الإضْحاءُ والإعْتَامُ بحران ما بينهما التئامُ
للخير فعَّالٌ به هَمّامُ تُورقُ من معروفهِ السّلامِ
يلقحُ منه البلد العقام له إذا ما اصطُنع ابتسامُ
يعود منه الطَّولُ والإنعام إذ كلُّ غَيْث عوْدُهُ جَهامُ
يعطي عطايا مالها انصرامُ حَتْمٌ عليه كَرُّها لِزامُ
لها على سُؤاله ازدحامُ ذاتُ سماء مالَها إنْجامُ
يعقب إنجاماً لها إنْجامُ من كل أرض برقُها يُشام
ليس على آفاقها قَتامُ جَلْدٌ فما تؤلمُه الآلامُ
في الله صَوَّامٌ له قوامُ لايعتريه الأيْنُ والسَّآمُ
كأنَّما الجهدُ له استجمام يثني عليه النورُ والظلامُ
من كلّ فحشاءَ له إحْرامُ ما زال والرشد له إمامُ
ترعية ً للدين لا ينام عنه إذاا استثقل النوامُ
ثبتٌ إذا زُلزلت الأقدامُ بحجة اللَّه له رِجَامُ
صَدْقٌ إذ ما حَمِس الخصامُ لولاه أضحتْ تُعبدُ الأصنامُ
وعادت الأنصاب والأزلامُ فَصُمْ وأفطِرْ مارساً شَمامُ
في نِعمٍ يوليكَها المِنعامُ لها تمامٌ ولها دوامُ
يمرُّ عامٌ ويكرُّ عامُ بها إلى أن تنفذ الأعوام
موفورة ً منها لك الأقسامُ وحظُّ مَنْ يحسدك الإرغامُ
وحرُّ غيظ دونَهُ الضّرام تَمطُلُهمْ بيومِكَ الأيامُ
ويعتفيهم دونكَ الحِمامُ فأنتَ روحٌ والورى أجسامُ
ليس لهم إلا بها قوامُ لم يفنَ مافيكَ بل الكلامُ

وانقضتِ الخطُبة ُ والسلامُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) .

أتتْ من بَريدِيِّنا ضَرطة ٌ

بني المشرف جذَّ الله دابِرَكم

إذا ضحكتُمْ ضحكنا في مَفارحكُمْ

لطرفها وهو مصروفٌ كموقِعهِ

بُؤْساً لِوهْب مَالَهُ


روائع الشيخ عبدالكريم خضير