ترحَّل من هوِيتُ وكلُّ شمسٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ترحَّل من هوِيتُ وكلُّ شمسٍ | ستكْسِفُ أو ستغرب حين تُمسي |
وما ألهاك عن ذكرى حبيبٍ | كعدِّك أمسَ يومٍ بعد أمسِ |
رأيتُ الدهر يجرح ثم يأسو | يؤسِّي أو يعوض أو ينسِّي |
أبت نفسي الهُلاعَ لرزء شيءٍ | كفى شجواً لنفسي رزءُ نفسي |
أَتهلعُ وحشة ً لفراقِ إلفٍ | وقد وطنتُها لحلول رَمْس |
سأتخذ الزَّماعَ خليل صدقٍ | يرادفني على وجناءَ عَنس |
إلى ملك يَهشُّ إلى المعالي | ولا يبتاع مكرمة ً ببخس |
أبى أيوبَقرم بني زُريقٍ | وكل قبيلة تسمو برأسِ |
بَدا فبدت مَخايلُ من كريمٍ | طويل الباع أروعَ غير نكسِ |
كأن عَجاج موكبه تجلَّى | هناك بوجهه عن قَرنِ شمس |
يحفُّ بشخصه من أقربِيه | غيوثُ مَفاقرٍوليوثُ بأس |
مَرَوا دِرَرَ الحروب دماًوقاسوا | من الهيجاء ضِرساً بعد ضرس |
فما نيلتْ أنوفهُمُ بذمٍّ | ولا رِيمت رؤوسهُمُ بعَكس |
تراهم في النَّدِيّ إذا نَدَوه | كأن حلومهم هضباتُ حَرس |
وإن لاقيتَهم في يوم روعٍ | لقيت الجن في أشباح إنس |
هُم الجبل الذي لو زال يوماً | لأضحى الملكُ لا يُرسيه مُرْسي |
ألم يَرني الأميرُ حبستُ شعري | عليهولم أُذِله بمدح جِبس |
ولم أكُ شارباً إلا بعذبٍ | وإن أُعطِشتُ خمساً بعد خمس |
فَداه معاشرٌ نكبت عنهمْ | وما أفديه بالعرَض الأَخس |
إذا امتُدِحوا وإن لم يُستثابوا | حسبتَ وجوهَهم طُليت بوَرْس |
وما جَربتُهم إلاّ بغيري | وما استخشنتُ جانبهم بلمسي |
إليه بعثتها ترمي بشخصي | ولم أكُ قبل ذاك لها بحِلس |
على ثقة ٍ بأن لها لديه | مُناخاً بالسعادة غير شأس |
وأن سَيريش ما أَبريه منها | بشحم مثل هُدَّاب الدِّمقس |
وكان إذا عَراه الحق أعطى | بخمسٍ من أنامله وخمس |
عطايا بين بشرٍ واعتذارٍ | وليست بين إذلالٍ وعبس |
أهابت بالرجاء لُهَى يديه | إليَّإليَّلات أوانَ يأسِ |
لَعَمْرُ محامدٍ حُمِلت إليه | لمَا بيعت بضائعُها بوكْس |
جعلتُ على ملوك الأرض طُراً | مجازَ مطيتيوعليه حَبْسي |