أرشيف الشعر العربي

صِبا من شاب مَفْرقه تصابص وإن طلب الصِّبا والقلبُ صَابِ

صِبا من شاب مَفْرقه تصابص وإن طلب الصِّبا والقلبُ صَابِ

مدة قراءة القصيدة : 22 دقائق .
صِبا من شاب مَفْرقه تصابص وإن طلب الصِّبا والقلبُ صَابِ أعاذِلُ راضني لك شيب رأسي
ولولا ذاك أعيا اقتضابي فلُومي سامعاً لكِ أو أَفيقي
فقد حان اتِّئابُكِ واتِّئابي وقد أغناكِ شيبي عن ملامي
كما أغنى العيونَ عن ارتقابي غضضتُ من الجفون فلست أَرمي
ولا أُرمى بطرف مستراب وكيف تعرُّضي للصيد أَنَّى
وقد رِيشتْ قِداحي باللُّغابِ كفى بالشيب من ناهٍ مُطاعٍ
على كُرهٍ ومن داعٍ مُجاب حططتُ إلى النُّهى رحلي وكلَّتْ
مطية ُ باطلي بعد الهِبابِ وقلت مُسلِّماً للشيب أهلاً
بهادي المخطئين إلى الصوابِ ألستَ مُبشِّري في كلّ يومٍ
بوشكِ ترحُّلي إثرَ الشبابِ لقد بشّرتني بلحاقِ ماضٍ
أحبَّ إليَّ من بَرْدِ الشرابِ فلستُ مسمِّياً بُشراك نَعْياً
وإنْ أوعدتَ نفسي بالذَّهاب لك البشرى وما بشراك عندي
سوى ترقيع وَهْيك بالخضابِ وأنت وإن فتكتَ بحبِّ نفسيم
وإن طلب الصِّبا والقلبُ صَابِ أعاذِلُ راضني لك شيب رأسي
ولولا ذاك أعيا اقتضابي فلُومي سامعاً لكِ أو أَفيقي
فقد حان اتِّئابُكِ واتِّئابي وقد أغناكِ شيبي عن ملامي
كما أغنى العيونَ عن ارتقابي غضضتُ من الجفون فلست أَرمي
ولا أُرمى بطرف مستراب وكيف تعرُّضي للصيد أَنَّى
وقد رِيشتْ قِداحي باللُّغابِ كفى بالشيب من ناهٍ مُطاعٍ
على كُرهٍ ومن داعٍ مُجاب حططتُ إلى النُّهى رحلي وكلَّتْ
مطية ُ باطلي بعد الهِبابِ وقلت مُسلِّماً للشيب أهلاً
بهادي المخطئين إلى الصوابِ ألستَ مُبشِّري في كلّ يومٍ
بوشكِ ترحُّلي إثرَ الشبابِ لقد بشّرتني بلحاقِ ماضٍ
أحبَّ إليَّ من بَرْدِ الشرابِ فلستُ مسمِّياً بُشراك نَعْياً
وإنْ أوعدتَ نفسي بالذَّهاب لك البشرى وما بشراك عندي
سوى ترقيع وَهْيك بالخضابِ وأنت وإن فتكتَ بحبِّ نفسي
وصاحبِ لذتي دون الصِّحابِ فقد أعتبتني وأمتَّ حقدي
بحَثِّك خَلْفَه عَجِلاً ركابي إذا ألحَقتني بشقيق عَيْشِي
فقد وَفَّيتني فيه ثوابي وحسبي من ثوابي فيه أني
وإياهُ نؤوب إلى مآبِ لعمرُك ما الحياة ُ لكلّ حي
إذا فَقَدَ الشبابَ سوى عذابِ فقُل لبناتِ دهري فلتُصبني
إذا ولَّى بأسهُمِها الصُّيابِ سقى عهدَ الشبيبة ِ كلُّ غيثٍ
أغرَّ مُجلجلٍ داني الرَّبابِ ليالي لم أقلْ سَقْيا لعهدٍ
ولم أَرغَبْ إلى سُقيا سَحابِ ولم أتنفس الصُّعداءَ لَهفاً
على عيشٍ تداعَى بانقضابِ أُطالعُ ما أمامي بابتهاجٍ
ولا أقفو المُولِّي باكتئاب أَجَدَّ الغانيات قَلَيْنَ وصلي
وتَطْبيني إليهنَّ الطَّوابي صددن بأعيُنٍ عني نَواب
ولسنَ عن المَقاتل بالنوابي ولم يصدُدنَ من خَفَرٍ ودَلٍّ
ولكن من بِعادٍ واجتنابِ وقلنَ كفاكَ بالشيبِ امتهاناً
وبالصَّرمِ المُعَجَّلِ من عِقاب وما أنصفنَ إذ يَصرِمْنَ حَبلي
بذنبٍ ليس منّي باكتسابِ وكُنَّ إذا اعتدَدْنَ الشيبَ ذنباً
على رجلٍ فليس بمُستتابِ ومَا لَكَ عند من يعتدُّ ظلماً
عليك بذنب غيرِك من مَتابِ يذكِّرني الشبابَ صَدَى ً طويلٌ
إلى بَرَدِ الثنايا والرُّضابِ وشُحُّ الغانِياتِ عليهِ إلاَّ
عن ابن شَبيبة ٍ جَوْنِ الغُرابِ فإن سقَّينَني صَرَّدْن شُربي
ولم يكُ عن هوى ً بل عن خلابِ يُذكرني الشبابَ هوانُ عَتبي
وصدُّ الغانيات لدى عتابي ولو عَتْبُ الشَّبابِ ظهيرُ عَتْبي
رَجَعْنَ إليَّ بالعُتبى جوابي وأصغَى المُعْرضاتُ إلى عتابٍ
يُحَطُّ به الوُعولُ من الهِضابِ وأَقلقَ مضجعَ الحسناءِ سُخطي
فأرضَتني على رَغمِ الغِضابِ وبتُّ وبين شخصينا عَفافٌ
سِخابُ عِناقِها دون السِّخابِ ولو أني هناك أُطيعُ جهلي
لكنتُ حِقابها دون الحِقابِ يُذكرني الشبابَ سهامُ حَتْفٍ
يُصبنَ مقاتلي دون الإهاب رمتْ قلبي بهنّ فأقصدتْه
طُلوعَ النَّبْلِ من خَلَل النِّقاب فراحتْ وهْيَ في بالٍ رَخيٍّ
ورحتُ بلوعة ٍ مثْل الشّهابِ وكلُّ مبارزٍ بالشيبِ قِرْناً
فمَسْبيُّ لعمرُك غيرُ سابي ولو شهد الشبابُ إذاً لراحتْصِبا من شاب مَفْرِقُهُ تَصابِ
وإن طلب الصِّبا والقلبُ صَابِ أعاذِلُ راضني لك شيب رأسي
ولولا ذاك أعيا اقتضابي فلُومي سامعاً لكِ أو أَفيقي
فقد حان اتِّئابُكِ واتِّئابي وقد أغناكِ شيبي عن ملامي
كما أغنى العيونَ عن ارتقابي غضضتُ من الجفون فلست أَرمي
ولا أُرمى بطرف مستراب وكيف تعرُّضي للصيد أَنَّى
وقد رِيشتْ قِداحي باللُّغابِ كفى بالشيب من ناهٍ مُطاعٍ
على كُرهٍ ومن داعٍ مُجاب حططتُ إلى النُّهى رحلي وكلَّتْ
مطية ُ باطلي بعد الهِبابِ وقلت مُسلِّماً للشيب أهلاً
بهادي المخطئين إلى الصوابِ ألستَ مُبشِّري في كلّ يومٍ
بوشكِ ترحُّلي إثرَ الشبابِ لقد بشّرتني بلحاقِ ماضٍ
أحبَّ إليَّ من بَرْدِ الشرابِ فلستُ مسمِّياً بُشراك نَعْياً
وإنْ أوعدتَ نفسي بالذَّهاب لك البشرى وما بشراك عندي
سوى ترقيع وَهْيك بالخضابِ وأنت وإن فتكتَ بحبِّ نفسي
وصاحبِ لذتي دون الصِّحابِ فقد أعتبتني وأمتَّ حقدي
بحَثِّك خَلْفَه عَجِلاً ركابي إذا ألحَقتني بشقيق عَيْشِي
فقد وَفَّيتني فيه ثوابي وحسبي من ثوابي فيه أني
وإياهُ نؤوب إلى مآبِ لعمرُك ما الحياة ُ لكلّ حي
إذا فَقَدَ الشبابَ سوى عذابِ فقُل لبناتِ دهري فلتُصبني
إذا ولَّى بأسهُمِها الصُّيابِ سقى عهدَ الشبيبة ِ كلُّ غيثٍ
أغرَّ مُجلجلٍ داني الرَّبابِ ليالي لم أقلْ سَقْيا لعهدٍ
ولم أَرغَبْ إلى سُقيا سَحابِ ولم أتنفس الصُّعداءَ لَهفاً
على عيشٍ تداعَى بانقضابِ أُطالعُ ما أمامي بابتهاجٍ
ولا أقفو المُولِّي باكتئاب أَجَدَّ الغانيات قَلَيْنَ وصلي
وتَطْبيني إليهنَّ الطَّوابي صددن بأعيُنٍ عني نَواب
ولسنَ عن المَقاتل بالنوابي ولم يصدُدنَ من خَفَرٍ ودَلٍّ
ولكن من بِعادٍ واجتنابِ وقلنَ كفاكَ بالشيبِ امتهاناً
وبالصَّرمِ المُعَجَّلِ من عِقاب وما أنصفنَ إذ يَصرِمْنَ حَبلي
بذنبٍ ليس منّي باكتسابِ وكُنَّ إذا اعتدَدْنَ الشيبَ ذنباً
على رجلٍ فليس بمُستتابِ ومَا لَكَ عند من يعتدُّ ظلماً
عليك بذنب غيرِك من مَتابِ يذكِّرني الشبابَ صَدَى ً طويلٌ
إلى بَرَدِ الثنايا والرُّضابِ وشُحُّ الغانِياتِ عليهِ إلاَّ
عن ابن شَبيبة ٍ جَوْنِ الغُرابِ فإن سقَّينَني صَرَّدْن شُربي
ولم يكُ عن هوى ً بل عن خلابِ يُذكرني الشبابَ هوانُ عَتبي
وصدُّ الغانيات لدى عتابي ولو عَتْبُ الشَّبابِ ظهيرُ عَتْبي
رَجَعْنَ إليَّ بالعُتبى جوابي وأصغَى المُعْرضاتُ إلى عتابٍ
يُحَطُّ به الوُعولُ من الهِضابِ وأَقلقَ مضجعَ الحسناءِ سُخطي
فأرضَتني على رَغمِ الغِضابِ وبتُّ وبين شخصينا عَفافٌ
سِخابُ عِناقِها دون السِّخابِ ولو أني هناك أُطيعُ جهلي
لكنتُ حِقابها دون الحِقابِ يُذكرني الشبابَ سهامُ حَتْفٍ
يُصبنَ مقاتلي دون الإهاب رمتْ قلبي بهنّ فأقصدتْه
طُلوعَ النَّبْلِ من خَلَل النِّقاب فراحتْ وهْيَ في بالٍ رَخيٍّ
ورحتُ بلوعة ٍ مثْل الشّهابِ وكلُّ مبارزٍ بالشيبِ قِرْناً
فمَسْبيُّ لعمرُك غيرُ سابي ولو شهد الشبابُ إذاً لراحتْ
وإن بها وعيشك ضِعْفَ ما فيا غَوثاً هناك بقَيْدِ ثأري إذا ما الثأرُ فات يدَ الطِّلابِ
فكم ثأرٍ تلاقتْ لي يداهُ ولو من بين أطرافِ الحرابِصِبا من شاب مَفْرِقُهُ تَصابِ
وإن طلب الصِّبا والقلبُ صَابِ أعاذِلُ راضني لك شيب رأسي
ولولا ذاك أعيا اقتضابي فلُومي سامعاً لكِ أو أَفيقي
فقد حان اتِّئابُكِ واتِّئابي وقد أغناكِ شيبي عن ملامي
كما أغنى العيونَ عن ارتقابي غضضتُ من الجفون فلست أَرمي
ولا أُرمى بطرف مستراب وكيف تعرُّضي للصيد أَنَّى
وقد رِيشتْ قِداحي باللُّغابِ كفى بالشيب من ناهٍ مُطاعٍ
على كُرهٍ ومن داعٍ مُجاب حططتُ إلى النُّهى رحلي وكلَّتْ
مطية ُ باطلي بعد الهِبابِ وقلت مُسلِّماً للشيب أهلاً
بهادي المخطئين إلى الصوابِ ألستَ مُبشِّري في كلّ يومٍ
بوشكِ ترحُّلي إثرَ الشبابِ لقد بشّرتني بلحاقِ ماضٍ
أحبَّ إليَّ من بَرْدِ الشرابِ فلستُ مسمِّياً بُشراك نَعْياً
وإنْ أوعدتَ نفسي بالذَّهاب لك البشرى وما بشراك عندي
سوى ترقيع وَهْيك بالخضابِ وأنت وإن فتكتَ بحبِّ نفسيه
وصاحبِ لذتي دون الصِّحابِ فقد أعتبتني وأمتَّ حقدي
بحَثِّك خَلْفَه عَجِلاً ركابي إذا ألحَقتني بشقيق عَيْشِي
فقد وَفَّيتني فيه ثوابي وحسبي من ثوابي فيه أني
وإياهُ نؤوب إلى مآبِ لعمرُك ما الحياة ُ لكلّ حي
إذا فَقَدَ الشبابَ سوى عذابِ فقُل لبناتِ دهري فلتُصبني
إذا ولَّى بأسهُمِها الصُّيابِ سقى عهدَ الشبيبة ِ كلُّ غيثٍ
أغرَّ مُجلجلٍ داني الرَّبابِ ليالي لم أقلْ سَقْيا لعهدٍ
ولم أَرغَبْ إلى سُقيا سَحابِ ولم أتنفس الصُّعداءَ لَهفاً
على عيشٍ تداعَى بانقضابِ أُطالعُ ما أمامي بابتهاجٍ
ولا أقفو المُولِّي باكتئاب أَجَدَّ الغانيات قَلَيْنَ وصلي
وتَطْبيني إليهنَّ الطَّوابي صددن بأعيُنٍ عني نَواب
ولسنَ عن المَقاتل بالنوابي ولم يصدُدنَ من خَفَرٍ ودَلٍّ
ولكن من بِعادٍ واجتنابِ وقلنَ كفاكَ بالشيبِ امتهاناً
وبالصَّرمِ المُعَجَّلِ من عِقاب وما أنصفنَ إذ يَصرِمْنَ حَبلي
بذنبٍ ليس منّي باكتسابِ وكُنَّ إذا اعتدَدْنَ الشيبَ ذنباً
على رجلٍ فليس بمُستتابِ ومَا لَكَ عند من يعتدُّ ظلماً
عليك بذنب غيرِك من مَتابِ يذكِّرني الشبابَ صَدَى ً طويلٌ
إلى بَرَدِ الثنايا والرُّضابِ وشُحُّ الغانِياتِ عليهِ إلاَّ
عن ابن شَبيبة ٍ جَوْنِ الغُرابِ فإن سقَّينَني صَرَّدْن شُربي
ولم يكُ عن هوى ً بل عن خلابِ يُذكرني الشبابَ هوانُ عَتبي
وصدُّ الغانيات لدى عتابي ولو عَتْبُ الشَّبابِ ظهيرُ عَتْبي
رَجَعْنَ إليَّ بالعُتبى جوابي وأصغَى المُعْرضاتُ إلى عتابٍ
يُحَطُّ به الوُعولُ من الهِضابِ وأَقلقَ مضجعَ الحسناءِ سُخطي
فأرضَتني على رَغمِ الغِضابِ وبتُّ وبين شخصينا عَفافٌ
سِخابُ عِناقِها دون السِّخابِ ولو أني هناك أُطيعُ جهلي
لكنتُ حِقابها دون الحِقابِ يُذكرني الشبابَ سهامُ حَتْفٍ
يُصبنَ مقاتلي دون الإهاب رمتْ قلبي بهنّ فأقصدتْه
طُلوعَ النَّبْلِ من خَلَل النِّقاب فراحتْ وهْيَ في بالٍ رَخيٍّ
ورحتُ بلوعة ٍ مثْل الشّهابِ وكلُّ مبارزٍ بالشيبِ قِرْناً
فمَسْبيُّ لعمرُك غيرُ سابي ولو شهد الشبابُ إذاً لراحتْ
وإن بها وعيشك ضِعْفَ ما بي فيا غَوثاً هناك بقَيْدِ ثأري
إذا ما الثأرُ فات يدَ الطِّلابِ فكم ثأرٍ تلاقتْ لي يداهُ
ولو من بين أطرافِ الحرابِ يُذكرني الشبابَ جِنانُ عَدْن
على جنبات أنهارٍ عذاب تُفَيِّىء ُ ظلَّها نفحاتُ ريحٍ
تهزُّ متونَ أغصان رِضاب إذا ماسَتْ ذوائبُها تداعتْ
بواكي الطير فيها بانتحابِ يُذكرني الشبابَ رياضُ حَزْنٍ
ترنَّم بينها زُرقُ الذُّبابِ إذا شمسُ الأصائلِ عارضَتها
وقد كَرَبَتْ تَوارَى بالحجابِ وألقتْ جُنحَ مغْربها شُعاعاً
مريضاً مثلَ ألحاظ الكَعابِ يذكرني الشبابَ سَراة ُ نِهْيى ٍ
نَميرِ الماءِ مُطرِد الحَبابِ قَرَتهُ مُزنة ٌ بِكرٌ وأضحَى
تُرقرقُهُ الصَّبا مثلَ السّرابِ على حَصْباءَ في أرضٍ هجانٍ
كأن تُرابَها ذَفِرُ المَلابِ له حُبُكٌ إذا اطَّردتْ عليه
قرأتَ بها سُطوراً في كتابِ تُذكرني الشبابَ صباً بَليلٌ
رسيسُ المَسِّ لاغبة ُ الرِّكابِ أتت من بعدِ ما انسحبتْ مَلياً
على زَهْر الرُّبا كل انسحاب وقد عَبِقَتْ بها ريَّا الخُزامى
كَريّا المِسك ضُوِّعَ بانتهابِ يُذكرني الشبابَ وميضُ برقٍ
وسجعُ حمامة ٍ وحنينُ نابِ فيا أسفَا ويا جزعَا عليه
ويا حَزَنَا إلى يومِ الحساب أأُفجعُ بالشباب ولا أُعزَّى
لقد غَفَلَ المُعزِّي عن مُصابي تَفَرَّقْنَا على كُرهٍ جميعاً
ولم يكُ عن قِلَى طولِ اصطحابِ وكانت أيكتي ليدِ اجتناءٍ
فعادتْ بعدَهُ ليدِ احتطابِ أيا بُرْدَ الشبابِ لكنتَ عندي
من الحَسَنَاتِ والقِسَمِ الرِّغابِ بَليتَ على الزمان وكلُّ بُردٍ
قبينَ بِلى ً وبين يدِ استلابِ وعزَّ عليَّ أن تبْلى وأبقى
ولكنَّ الحوادثَ لا تُحابي لَبِستُك برهة ً لُبْسَ ابتذالٍ
على علمي بفضلك في الثيابِ ولوُ ملِّكْتَ صَوْنَكَ فاعْلَمنْهُ
لصنتُك في الحريز من العياب ولم أَلْبَسْكَ إِلاَّ يومَ فخرٍ
ويومَ زيارة ِ المَلكِ اللُّبابِ عبيد اللَّه قَرْمِ بني زُريقٍ
وحسبُك باسمه فَصْلَ الخطابِ فتى صَرُحَتْ خلائقُهُ قديماً
فليستْ بالسَّمارِ ولا الشهابِ ولم يُخْلَقْنَ من أَرْي جميعاً
ولكن هُنَّ من أَرْيٍ وصَابِ وما مَنْ كان ذا خُلُقَين شتَّى
وكانا ماجدَينِ بذي ائتشابِ له حِلمٌ يَذُبُّ الجهلَ عنهُ
كَذبِّ النحل عن عَسلِ اللِّصابِ وما جهلُ الحليمِ لَهُ بجهلٍ
ولكنْ حدُّ أُظفورٍ ونابِ يلينُ مُلاَيناً لمُلاينيهِ
ويَخشُنُ للمُخاشِنِ ذي الشِّغابِ وراءَ معاطِفٍ منهُ لِدانٍ
إباءُ مكاسرٍ منهُ صِلابِ كَخُوط الخيزرانِ يُريك ليناً
ويأبى الكسر من عطفيهِ آب موإن طلب الصِّبا والقلبُ صَابِ
أعاذِلُ راضني لك شيب رأسي ولولا ذاك أعيا اقتضابي
فلُومي سامعاً لكِ أو أَفيقي فقد حان اتِّئابُكِ واتِّئابي
وقد أغناكِ شيبي عن ملامي كما أغنى العيونَ عن ارتقابي
غضضتُ من الجفون فلست أَرمي ولا أُرمى بطرف مستراب
وكيف تعرُّضي للصيد أَنَّى وقد رِيشتْ قِداحي باللُّغابِ
كفى بالشيب من ناهٍ مُطاعٍ على كُرهٍ ومن داعٍ مُجاب
حططتُ إلى النُّهى رحلي وكلَّتْ مطية ُ باطلي بعد الهِبابِ
وقلت مُسلِّماً للشيب أهلاً بهادي المخطئين إلى الصوابِ
ألستَ مُبشِّري في كلّ يومٍ بوشكِ ترحُّلي إثرَ الشبابِ
لقد بشّرتني بلحاقِ ماضٍ أحبَّ إليَّ من بَرْدِ الشرابِ
فلستُ مسمِّياً بُشراك نَعْياً وإنْ أوعدتَ نفسي بالذَّهاب
لك البشرى وما بشراك عندي سوى ترقيع وَهْيك بالخضابِ
وأنت وإن فتكتَ بحبِّ نفسي وصاحبِ لذتي دون الصِّحابِ
فقد أعتبتني وأمتَّ حقدي بحَثِّك خَلْفَه عَجِلاً ركابي
إذا ألحَقتني بشقيق عَيْشِي فقد وَفَّيتني فيه ثوابي
وحسبي من ثوابي فيه أني وإياهُ نؤوب إلى مآبِ
لعمرُك ما الحياة ُ لكلّ حي إذا فَقَدَ الشبابَ سوى عذابِ
فقُل لبناتِ دهري فلتُصبني إذا ولَّى بأسهُمِها الصُّيابِ
سقى عهدَ الشبيبة ِ كلُّ غيثٍ أغرَّ مُجلجلٍ داني الرَّبابِ
ليالي لم أقلْ سَقْيا لعهدٍ ولم أَرغَبْ إلى سُقيا سَحابِ
ولم أتنفس الصُّعداءَ لَهفاً على عيشٍ تداعَى بانقضابِ
أُطالعُ ما أمامي بابتهاجٍ ولا أقفو المُولِّي باكتئاب
أَجَدَّ الغانيات قَلَيْنَ وصلي وتَطْبيني إليهنَّ الطَّوابي
صددن بأعيُنٍ عني نَواب ولسنَ عن المَقاتل بالنوابي
ولم يصدُدنَ من خَفَرٍ ودَلٍّ ولكن من بِعادٍ واجتنابِ
وقلنَ كفاكَ بالشيبِ امتهاناً وبالصَّرمِ المُعَجَّلِ من عِقاب
وما أنصفنَ إذ يَصرِمْنَ حَبلي بذنبٍ ليس منّي باكتسابِ
وكُنَّ إذا اعتدَدْنَ الشيبَ ذنباً على رجلٍ فليس بمُستتابِ
ومَا لَكَ عند من يعتدُّ ظلماً عليك بذنب غيرِك من مَتابِ
يذكِّرني الشبابَ صَدَى ً طويلٌ إلى بَرَدِ الثنايا والرُّضابِ
وشُحُّ الغانِياتِ عليهِ إلاَّ عن ابن شَبيبة ٍ جَوْنِ الغُرابِ
فإن سقَّينَني صَرَّدْن شُربي ولم يكُ عن هوى ً بل عن خلابِ
يُذكرني الشبابَ هوانُ عَتبي وصدُّ الغانيات لدى عتابي
ولو عَتْبُ الشَّبابِ ظهيرُ عَتْبي رَجَعْنَ إليَّ بالعُتبى جوابي
وأصغَى المُعْرضاتُ إلى عتابٍ يُحَطُّ به الوُعولُ من الهِضابِ
وأَقلقَ مضجعَ الحسناءِ سُخطي فأرضَتني على رَغمِ الغِضابِ
وبتُّ وبين شخصينا عَفافٌ سِخابُ عِناقِها دون السِّخابِ
ولو أني هناك أُطيعُ جهلي لكنتُ حِقابها دون الحِقابِ
يُذكرني الشبابَ سهامُ حَتْفٍ يُصبنَ مقاتلي دون الإهاب
رمتْ قلبي بهنّ فأقصدتْه طُلوعَ النَّبْلِ من خَلَل النِّقاب
فراحتْ وهْيَ في بالٍ رَخيٍّ ورحتُ بلوعة ٍ مثْل الشّهابِ
وكلُّ مبارزٍ بالشيبِ قِرْناً فمَسْبيُّ لعمرُك غيرُ سابي
ولو شهد الشبابُ إذاً لراحتْ وإن بها وعيشك ضِعْفَ ما بي
فيا غَوثاً هناك بقَيْدِ ثأري إذا ما الثأرُ فات يدَ الطِّلابِ
فكم ثأرٍ تلاقتْ لي يداهُ ولو من بين أطرافِ الحرابِ
يُذكرني الشبابَ جِنانُ عَدْن على جنبات أنهارٍ عذاب
تُفَيِّىء ُ ظلَّها نفحاتُ ريحٍ تهزُّ متونَ أغصان رِضاب
إذا ماسَتْ ذوائبُها تداعتْ بواكي الطير فيها بانتحابِ
يُذكرني الشبابَ رياضُ حَزْنٍ ترنَّم بينها زُرقُ الذُّبابِ
إذا شمسُ الأصائلِ عارضَتها وقد كَرَبَتْ تَوارَى بالحجابِ
وألقتْ جُنحَ مغْربها شُعاعاً مريضاً مثلَ ألحاظ الكَعابِ
يذكرني الشبابَ سَراة ُ نِهْيى ٍ نَميرِ الماءِ مُطرِد الحَبابِ
قَرَتهُ مُزنة ٌ بِكرٌ وأضحَى تُرقرقُهُ الصَّبا مثلَ السّرابِ
على حَصْباءَ في أرضٍ هجانٍ كأن تُرابَها ذَفِرُ المَلابِ
له حُبُكٌ إذا اطَّردتْ عليه قرأتَ بها سُطوراً في كتابِ
تُذكرني الشبابَ صباً بَليلٌ رسيسُ المَسِّ لاغبة ُ الرِّكابِ
أتت من بعدِ ما انسحبتْ مَلياً على زَهْر الرُّبا كل انسحاب
وقد عَبِقَتْ بها ريَّا الخُزامى كَريّا المِسك ضُوِّعَ بانتهابِ
يُذكرني الشبابَ وميضُ برقٍ وسجعُ حمامة ٍ وحنينُ نابِ
فيا أسفَا ويا جزعَا عليه ويا حَزَنَا إلى يومِ الحساب
أأُفجعُ بالشباب ولا أُعزَّى لقد غَفَلَ المُعزِّي عن مُصابي
تَفَرَّقْنَا على كُرهٍ جميعاً ولم يكُ عن قِلَى طولِ اصطحابِ
وكانت أيكتي ليدِ اجتناءٍ فعادتْ بعدَهُ ليدِ احتطابِ
أيا بُرْدَ الشبابِ لكنتَ عندي من الحَسَنَاتِ والقِسَمِ الرِّغابِ
بَليتَ على الزمان وكلُّ بُردٍ قبينَ بِلى ً وبين يدِ استلابِ
وعزَّ عليَّ أن تبْلى وأبقى ولكنَّ الحوادثَ لا تُحابي
لَبِستُك برهة ً لُبْسَ ابتذالٍ على علمي بفضلك في الثيابِ
ولوُ ملِّكْتَ صَوْنَكَ فاعْلَمنْهُ لصنتُك في الحريز من العياب
ولم أَلْبَسْكَ إِلاَّ يومَ فخرٍ ويومَ زيارة ِ المَلكِ اللُّبابِ
عبيد اللَّه قَرْمِ بني زُريقٍ وحسبُك باسمه فَصْلَ الخطابِ
فتى صَرُحَتْ خلائقُهُ قديماً فليستْ بالسَّمارِ ولا الشهابِ
ولم يُخْلَقْنَ من أَرْي جميعاً ولكن هُنَّ من أَرْيٍ وصَابِ
وما مَنْ كان ذا خُلُقَين شتَّى وكانا ماجدَينِ بذي ائتشابِ
له حِلمٌ يَذُبُّ الجهلَ ع

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) .