أرى الصبر محموداً وعنه مذاهبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرى الصبر محموداً وعنه مذاهبُ | فكيف إذا ما لم يكن عنهُ مذهبُ |
هناك يَحِقُ الصبرُ والصبرُ واجب | وما كان منه كالضرورة أوجبُ |
فشدَّ امرؤٌ بالصبر كفاً فإنهُ | له عِصمة ٌ أسبابُها لا تُقضَّبُ |
هو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ | مكارِهُ دهرٍ ليس منهن مَهْربُ |
أَعُدُّ خِلالاً فيه ليس لعاقل | من الناس إِن أُنصفنَ عنهن مرغبُ |
لَبُوسُ جَمَالٍ جُنَّة ٌ من شماتة ٍ | شِفاءُ أسى ً يُثنَى به ويثُوَّبُ |
فيا عجباً للشيء هذي خلالُهُ | وتاركُ ما فيه من الحظّ أعجبُ |
وقد يَتظنَّى الناسُ أنّ أَساهُمُ | وصبرَهُمُ فيهم طِباعٌ مركَّبُ |
وأنهما ليسا كشيءٍ مُصَرَّفٍ | يُصرِّفُهُ ذو نكبة ٍ حين يُنكب |
فإن شاء أن يأسَى أطاع له الأسى | وإن شاء صبراً جاءهُ الصبرُ يُجلَبُ |
ولكن ضروريان كالشيء يُبتلى | به المرءُ مَغْلوباً وكالشيء يذهبُ |
وليسا كما ظنوهما بل كلاهما | لكل لبيبٍ مستطاعٌ مُسبَّبُ |
يُصرِّفه المختارُ منا فتارة ً | يُرادُ فيأتي أو يُذادُ فيذْهبُ |
إذا احتج محتجٌّ على النفس لم تكد | على قَدَرٍ يُمنَى لها تتعتبُ |
وساعَدَهَا الصبرُ الجميلُ فأقبلتْ | إليها له طوعاً جَنائبُ نُجنَبُ |
وإنْ هو منَّاها الأباطيلَ لم تزل | تُقاتل بالعَتْبِ القضاءَ وتُغلَبُ |
فَتُضحي جزوعاً إن أصابتْ مصيبة | وتُمسي هلوعاً إن تَعذَّرَ مَطلبُ |
فلا يَعذِرَنَّ التاركُ الصبرَ نفسَهُ | بأن قيلَ إنَّ الصبرَ لا يُتكسَّبُ |