وهبُ يا واهبَ الهباتِ اللواتي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وهبُ يا واهبَ الهباتِ اللواتي | قَصُرَتْ دونها الهباتُ الرِّغابُ |
هَبْ لراجيكَ ما عليه فإنَّ اسْ | مَك وهبٌ ووَسْمك الوهّاب |
أنت بحرٌ ومن له تَجتبي الأم | والَ بحرٌ لجانبيه عُباب |
فارغبا عن مِداد شِعْبي فليست | فيه إلا صُبَابة ٌ بل سرابُ |
وارثيا لامرىء ٍ ألَحَّ عليه | للزمان الصَّؤول ظُفْرٌ ونابُ |
سلَبته الخطوبُ ما في يديه | وله من تَجمُّلٍ أثوابُ |
وإذا الصبر والتجمل داما | للفتى الحر هانت الأسلابُ |
إن بحراً يُمِدُّ بحراً بشعْبٍ | فيه أدنى صُبابة ٍ لَعُجابُ |
فلكَ الحُجَّة ُ الصحيحة إن قل | تَ كذا تُحلِبُ البحورَ الشِّعابُ |
ومن المِرَّة ِ الضعيفة ِ فالمِرْ | رَة تُلوَى فتُحْكَم الأسبابُ |
غير أنْ ليس في خراجي وحدي | ما بإغلاقِه يسوغ الشرابُ |
لك في مُكثري الرعية ِ دوني | حَلَبٌ كيف شئت بل أحلابُ |
ومتى رام رائمٌ كخصوصي | قلتُ ما كلُّ دعوة تُستجابُ |
بل لقومٍ وسائلٌ يستحقو | نَ إذا ما دَعوا بها أن يجابوا |
ومفاتيحُ للخصوص وكانت | بالمفاتيح تُفتح الأبوابُ |
منهمُ معشرٌ ومنهمْ أناسٌ | فَضَّلَتهُمْ بفضلها الألبابُ |
وأديبٌ له ثناءٌ بما يُسْ | دَى إليه وللثناء ثوابُ |
ولبعض الرجال فضلٌ على بع | ضٍ بما نفَّلَتْهُمُ الآدابُ |
ولقد جاء في الرواية والآ | ثار أنَّا على العقول نُثابُ |
وأحاشيك أن أفهِّمَك الحجْ | جَة َ أنَّى يُفَهَّمُ الكُتَّابُ |
سيما الكاتبُ المُبِرُّ على النا | س بما لا يعُده الحُسَّابُ |
لا تُحلني على سواك فما أص | بح للطالبين غيرَك بابُ |
أنت في العَدْل بالمكارم أَوْلى | من وُلاة ٍ دُعاتُهم لا تجابُ |
يقصدُ القاصدون منهم لئاماً | ما لهم من وجوههم حُجَّابُ |
مستهينين للهجاء فما من | همْ له خائفٌ ولا هَيَّابُ |
كلهم حين يُسألُ العَرض الأد | نى جَمودُ البنانِ لا يُستذابُ |
يتلقَّى مسائلَ الناس منهُ | عَرَضٌ سالمٌ وعِرْضٌ مُصابُ |
مُستخفِّين بالمديح وهل كا | نت تُثيب العبادة َ الأنصابُ |
لهفَ نفسي إن اجتبيتَ خَراجي | وحَوَتْهُ عُفاتُك الخُيَّابُ |
أنا جارٌ قريبُ دارٍ وتَجْبي | ني ويَجْبيك نازحٌ مُنتابُ |
ألِشُكرٍ فعنديَ الشكر والحم | دُ الذي لم يزل له خُطَّابُ |
لا تُضِعْني فإن شكريَ كنزٌ | يتهادَى تُراثَهُ الأعقابُ |
واستجِدَّ اليدَ التي سلفتْ من | ك على أنها فتاة ٌ كَعابُ |
لك عندي صَنيعة ٌ ما سقاها | غيرُ وَسْميَّك القديمِ سحابُ |
فاسقِها من وَليك الجَودِ واربُبْ | ها تَهَدَّلْ لها ثمارٌ عذابُ |
وهي الشكرُ والمحامد تَنْثو | ها أقاويلي الرِّصانُ الصُّيابُ |
مِدَحٌ من بناتِ فكريَ أبكا | رٌ حِسانٌ كواعب أترابُ |