يا دارُ ما أبقت الليالي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا دارُ ما أبقت الليالي | منكِ سوى أربعٍ بوالي |
لم يفنَ فضُّ الربيع فيها | عذراءَ مختومة َ العزالي |
أنحلها الظاعنون حتى | تعطلتْ والزمان حالي |
وكيف يزكو ترابُ ربعٍ | غدا من الشمس وهو خالي |
لو فارق الراحلون عنه | بحرا لدسناه بالنعالِ |
ما أنتِ يا أذرع المطايا | إلا المنايا تحت الرحالِ |
ولا نساءٌ راحت بفلجٍ | إلا بلاءٌ على الرجالِ |
كم ضيعة ٍ باللوى صريع | تختله مقلتا غزالِ |
وبالنقا من دمٍ ثقيل | أرخصه البينُ وهو غالي |
ما نصلتْ من حرارِ سلع | تلك الحنايا تحت النِّصالِ |
حتى تيقّنتُ أنّ حلما | كنّ الليالي على ألال |
راحوا فمن ضاحكٍ وباكٍ | شجواً ومن وامقٍ وقالي |
وفي الغبيطِ المومى إليه | بدرُ دجى من بني هلالِ |
سمراء خلَّى البياضُ رغما | للونها صبغة َ الجمالِ |
يقول مسواكها لفيها | من أنبع الخمرَ في اللآلي |
كبانة الرمل لم يعبها | نفجٌ ولم تشقَ بالهزالِ |
تمسح بالأرض ذا قرونٍ | تضلّ فيه أيدي الفوالي |
حلت لأهل العذيبِ بعدى | ملحاءُ ممطولة ُ السجالِ |
وغادروني أغصُّ شوقا | بالعذب من دجلة الزلالِ |
لا جرَّ بالأنعمين يومٌ | ذيلَ جنوبٍ ولا شمالِ |
إلا احتبى مهديا سلامي | لبانة ٍ فيه أو غزالِ |
بمن أحلَّ الشكوى وألقى | وسوق أشجاني الثقالِ |
وكيفَ في رقية الليالي | وصمِّ حيَّاتها احتيالي |
صدَّ حبيبٌ وصدَّ حظٌّ | فعمّن المستهامُ سالي |
قد جُمعَ البخلُ والتجنّي | واختلطَ اللؤمُ بالدلالِ |
فلست أدري أداءُ قلبي | أضوى بجسمي أم داء حالي |
بلِّغْ زمانَ النّفاق عنّى | مالك يا قاتلي ومالي |
كسرٌ على الجبر كلَّ يومٍ | منك وجرحٌ على اندمالِ |
قد هوّنتْ عندي التوالي | من شرِّك السُّبقُ الأوالي |
باليتُ حينا بسوء حظّي | ثمّ تألّيتُ لا أبالي |
قل للغنيِّ البخيل أمناً | مالك بسلٌ على سؤالي |
مثلك ما رسته فأعيا | يمينه الغمزُ في شمالي |
كنتُ على عفّتي وصوني | أشفقُ منه على النوالِ |
لي من بقايا الكرام مرعى ً | يسمنُ فيه عرضي ومالي |
بيتٌ هو المجدُ كلّ مجدٍ | من يدعيه مجدُ انتحالِ |
يسامتُ الشمسَ ثمّ تهوي | فتهبط الشمسُ وهو عالي |
طنَّبَ بالأذرع الطوالِ ال | جبالَ تحت القنا الطوالِ |
وجلَّ فالمنتمي إليه | يعجب من رقّة الجبالِ |
شيَّدَ عبدُ الرحيم منه | أشرفَ بيتٍ لخير آلِ |
واقتزع الدهرمن بنيه | سميَّ أبراجه العوالي |
كلّ كريم الوجهين يرمي | سؤددَ عمٍّ بمجدِ خالِ |
جروا فمن سابقٍ مجلٍّ | ولاحقِ الأيطلين تالي |
ينظِّمون العلا اتصالا | نظمَ الأنابيب في العوالي |
ونطقتْ بالحسين منهم | شهادة ٌ في أبي المعالي |
حدَّثَ عنه والبدرُ تنبي | عن نوره غرّة ُ الهلالِ |
ساد وما اسودّ لهزماه | وابتدأ الفضلَ بالكمالِ |
وأظلعَ البزل منه ثقلٌ | أقلَّه وهو في الفصال |
عبلُ الحجا واسعُ العطايا | جعدُ المساعي سبطُ الجلالِ |
معتدلُ الجانبين ماضٍ | من طرفيه على مثالِ |
باركَ فيه يداً ووجها | مَن قرَن الجودَ بالجمالِ |
أصفرَ كفّاً وعزّ نفساً | فقال نفسي مكانُ مالي |
فمن أراد البقيا عليه | فليكفه جانبَ السؤالِ |
راشك لي نافذاً مصيباً | بارٍ تجنَّى على نبالِ |
فما أرنَّتْ عليك قوسى | إلا ولى خصلة النضالِ |
جنيتُ منك الودادَ حلواً | إذ كان من كسبي الحلالِ |
كم من يدٍ قد أصبت فيها | مطبِّقا ثغرة َ اختلالي |
مواهبٌ إن تغبَّ أخرى | منها فقد زارتِ الأوالي |
وربَّ منع والعذرُ فيه | ممَّثلٌ قائمٌ حيالي |
فلا تجشَّمْ ثقلَ احتشامي | ولا تخفْ قلَّة َ احتمالي |
فالمالُ عندي ما دمتمُ لي | باقينَ يا أيُّها الموالي |
رأيكمُ لي كنزٌ وأنتم | صفقة ُ ربحي ورأسُ مالي |
فلتنقلبْ عنكم الليالي | شلاَّءَ مبيضَّة النِّصالِ |
ولتتحرّشْ بحاسديكم | تحرُّشَ النار بالذُّبالِ |
وطرقتكم فلا أغبَّتْ | ما ارتاح صبٌّ إلى الخيالِ |
شواردٌ من فمي عذابٌ | في سمع مصغٍ ولفظ تالي |
تزداد بالوصلِ فضلَ حبٍّ | وربَّ مملولة الوصالِ |
يلبس منها النيروزُ عقدا | فصِّلَ بالسحر لا اللآلي |
جواهرٌ كلّهنّ يتمٌ | توجدُ مفقودة المثالِ |
تجنَّبَ الغائصون عجزا | عنها وجاشتْ بحارها لي |