أيها الغريب الغريب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صار في أقدامه شوك | ولا يأمن السعة | كل راحةٍ فخ أو احتمال له | يستجيب لكل الغوايات | مرة قال له الغريب | ( أيها المطمئن ذو اللسان الأعوج | تعال ) | فلم يتأخر | ركض في طريقٍ على كل الطرق | تقمص الظلام فابتكر ضوءا | تاهت له الأبصار | قيل جنون | وقيل خرس يدب في اللغة | أيها الغريب الغريب تأخرت | يطرح أسئلة على الأجوبة | يستسهل المعجز | ويأخذ الجبل في رحيله | لم يقنع بالنهايات وأطراف الحروب | حروبه القتال الطويل والترصد | عقد أحلافا مع المرايا | وراح يغرر بعذارى الكلمات | ويزني بها فتسمو | يبحث عن الواضح الذي صار ، | يؤآلف بين الوحش والغريب | يقول للرمح أنا نقيضك | يصغي إلى الطريدة التي تتدافع | وتتدارك وتهفو وتحنو على حليبة الطير | تنقاد لمهوى السماء تداوي جراح النبيين | تدنو تتغافل تغفو وتنداح | لها للتي ضاع ميراثها | تتداعى وتلهو | لها للتي ليس ميعادها في وصولٍ | وتنجو من الحياة | يصغي إلى الطريدة يصغي | ويغلق الصحراء في وجهها | يقول لها ارجعي | طاردي الرمح والرامي | لا رمية أنت | ولا فلاة مفتوحة | أضيق من خاتمٍ هذا المدى | أضيق | فاسترجعي وارجعي | واستعيدي عنصر المذابحة | له الغابة والغيم ويغوي | يهدهد القتلى ويحنو على الدم | عيونه تحضن الأفق | ولا باب جدير بالثقة | كل نافذةٍ تطل على سجنٍ | على قيدٍ وزنزانةٍ | مفاتيحه الريح والراحة نعش له | أو ضريح | لا يطوي مزاليجه إلا عند طفل | وأطفاله طلع وطيور | يبسط الماء لأوهامه سجادة | مرة قال له الغريب | ( أيها الغريب الغريب | أجج لغاتٍ | وافتح كتابة الماء | إفتح صلاة بلا إله) | ولم يتأخر | ركض في طريقٍ طفلةٍ | وأزهرت أقدامه شوكا | أيها الغريب الغريب | لا يتأخر العرس | تأبط أحزانا كثيرة وجاء | وكان قد اكتشف طرقا في الطريق | وأسئلة وشكا في الأجوبة | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (قاسم حداد) .