هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ | أمْ هلْ لليلِ المحبِ منْ آخرْ |
أم الفتى جائدٌ بمهجتهِ | على بخيلٍ بقولهِ غادرْ |
خاطرَ في حبِّ ظالمٍ لمْ تجزْ | قطُّ لهُ رحمة ٌ على خاطرْ |
يحسبُ كلَّ الأبدانِ يومَ منى ً | بدنَ الهدايا تحلُّ للعاقرْ |
لهُ منَ القتلِ باعثٌ لا يقا | ويهِ منَ الحزمِ والتَّقى زاجرْ |
إذا كريمٌ عفا لقدرتهِ | أغراهُ بالشَّرِّ أنَّهُ قادرْ |
يحصبُ وادي الجمارِ يستغفرِ الله | ومنْ للدماءِ بالغافرْ |
كلُّ حصاة َ بتراءَ تنبذُ بال | وادي حسامٌ منْ كفِّهِ باترْ |
رامٍ بسبعٍ إذا رأى كبداً | قرطسَ منَ واحدٍ إلى العاشرِ |
عزَّ قبيلي وخانني وأنا ال | مظلومُ في حبِّهِ بلا ناصرْ |
لو كانَ في بابلٍ رضاباً وأل | حاظاً لقلتُ الخمَّارَ والسَّاحرْ |
تاجرَ هواهُ وثقْ بذمتهِ | تكنْ شريكَ المقمورِ لا القامرْ |
يلقاكَ منْ قدِّهِ وإمرتهِ | يومَ التَّقاضي بالعادلِ الجائرْ |
يا قلبُ صبراً عساكَ حينَ حرم | تَ الوصلَ تعطى مثوبة َ الصَّابرْ |
ولا تسمِّ الهجرَ الملالَ وعشْ | بالفرقِ بينَ الملولِ والهاجرْ |
حجرٌ عليكَ الإطرابُ بعدَ ليا | ليكَ اللَّواتي انطوتْ على حاجرْ |
ذلكَ عهدٌ ناسي بشاشتهِ | أسعدُ حظَّاً بهِ منَ الذّاكرْ |
كمْ عثرة ٍ بينَ زمزمٍ لكَ وال | مشعرِ لا يستقيلها العاثرْ |
أفسدتَ فيها فريضة َ الحجِ بالذُّ | لِّ لغيرِ المهيمنِ القاهرْ |
قلبكَ فيها على التَّنسُّكِ مع | قودٌ وللفتكَ فعلكَ الظَّاهرْ |
فأنتَ بينَ الإحرامِ والحبِّ لل | أصنامِ لا مؤمنٌ ولا كافرْ |
تخضعُ منها لصورة ٍ فطرتْ | ويخضعُ المخبتونَ للفاطرْ |
حسبكَ كانَ الشَّبابُ يسترُ منْ | نفسكَ ما الشَّيبُ ليسَ بالسَّاترْ |
قدْ آنَ أنْ ينفعَ الملامُ وأنْ | تلزمَ في الأمرِ طاعة َالآمرْ |
طارتْ بعزماتكَ المضلَّة ُ منْ | شيبكَ هذا عقابهُ الكاسرْ |
غابَ الشَّبابُ المغري وقدْ حضرَ الشَّ | يبُ نذيراً والحكمُ للحاضرْ |
قفْ قدْ مضتْ غفلة ُ الخليعِ بما | فيها وقوفُ المستبصرِ النَّاظرْ |
شمِّرْ وخضها مادمتَ خائضها | فربمّا طمَّ ماؤها الغامرْ |
والشّعرَ صنهُ فالشَّعرُ يحتسب اللهَ | إذا لمْ يصنْ على الشَّاعرْ |
لا تمتهنهُ في كلِّ سوقٍ فقدْ | تربحَ حيناً وبيعكَ الخاسرْ |
انظرْ إلى منْ وفي مدائحِ منْ | أنتَ وقدْ باتَ نائماً ساهرْ |
اخترْ ولوداً للفهمِ منجبة ً | فأكثرُ الفهمِ محمقٌ عاقرْ |
غالِ بهِ واستمِ المهورَ الثقي | لاتِ وصاهرْ أكفاءها صاهرْ |
واحنُ عليهِ فإنَّهُ ولدٌ | أبوهُ قلبٌ وأمُّهُ خاطرْ |
صرِّفهُ فيما يرضى العلاءُ بهِ | ويعمرُ العرضَ بيتهُ العامرْ |
إمّا لفخرٍ يصدِّقُ النَّسبَ الحرَّ | ويحي ذكرَ الأبِ الدّائرْ |
أو لأخٍ يشفعُ الودادَ بما | يرضيهِ منهُ بالفذِّ والنَّادرْ |
أوْ ملكَ رحتَ منهُ في نعيمٍ | أنتَ لهالا محالة َ شاكرْ |
ترى منَ الوردِ في شريعتهِ ال | عذبة َ آثاراً غيظة ِ الصَّادرْ |
منْ آلِ عبدِ الرَّحيمِ حيثُ عهد | تَ العشبَ الكهلَ والحيا القاطرْ |
والبيتُ منْ أينما استضفتَ بهِ | فأنتَ في الجدبِ لابنٌ تامرْ |
حيثُ القرى لا تكبُّ جفنتهُ | والنَّارُ لليلِ أوّلا آخرْ |
والبزلُ لا تعقلُ الوديكة َ وال | كوماءُ إلاَّ بشفرة ِ الجازرْ |
والنّضدُ الضَّخمُ والأرائكَ يؤ | ثرنَ لجنبِ النَّديمِ والسَّامرْ |
كمْ قمرٍ منهمُ ولا ككما | لِ الملكِ ضواكَ نورهُ الباهرْ |
تمَّ فأبصرتَ أوْ سمعتَ بهِ | ما لمْ تكنء سامعاً ولا ناظرْ |
أربابكَ المالكونَ رقِّكَ منْ | ماضٍ سعيدٍ وسيّدٍ غابرْ |
تورثُ فيهمْ فأنتَ ينقلكَ ال | ميراثُ منْ كابرٍ إلى كابرْ |
تأنسَ إنْ قيلَ غرسٌ نعمتهمْ | وأنتَ منها في غيرهمْ نافرْ |
فما الّذي ردَّ عنْ حميَّتهِ | أنفكَ فانقضتْ في يدِ القاسرْ |
بلى تصبَّاكَ في خلائقهمْ | مرتبقٌ في حبالهمْ آسرْ |
ورقية ٌ يخرجُ الأسودَ بها | أبو المعالي منْ غليها الغابرْ |
تنفثُ أخلاقهُ العذابُ فيج | رينَ الصَّفا قبلَ صلِّهِ الخادرْ |
دلَّ على مجدِ قومهِ وعلى الصُّ | بحِ دليلٌ منْ نورهِ الفاجرْ |
وقدَّموهُ طليعة ً يصفُ ال | فخرَ ووافوا بالكوكبِ الزَّاهرْ |
أبلجَ تمسي النُّجومُ راكدة ً | وكوكبُ السَّعدِ برجهُ السَّائرْ |
في الأرضِ منهمْ لعزِّهمْ فلكٌ | بكلِّ ماشادَ ذكرهمْ دائرْ |
أراكة َ حلوة َ الثِّمارِ بهِ | لمْ تشقَ في لقحها يدُ الآبرْ |
عدَّلَ ميلَ الدُّنيا وثقّفها | حتّى استقامتْ تدبيرهُ الآطرْ |
وابتسمَ الدَّهرُ تحتَ سيرتهِ | وعدلهِ وهو عابسٌ باسرْ |
كأنَّما رأيهُ على لهبِ ال | خطبِ جمادى صبَّتْ على ناجرْ |
وجمرة ٌ دونَ سدة َ الملكِ لا | يثبتُ وجهٌ لوجهها الزافرْ |
ينهالُ تحتَ الرِّجالَ لقويمة ِ جا | لاها بما عمَّقتْ يدُ الحافرْ |
قامَ عليها فألقمَ الحجرَ ال | هاتمَ فيها فمَ الرَّدى الفاغرْ |
تجمدُ إمّا بماءِ صارمهِ ال | باترِ أو ماءِ كفِّهِ المائرْ |
طبٌّ بأدواءِ كلِّ معضلة ٍ | يغالطُ الجسَّ عرقها الفائرْ |
قدْ جرّبوهُ وآخرينَ فما | أشكلَ بينَ الوفيَّ والغادرِ |
واعترفَ المنكرونَ بالآية َ ال | كبرى اضطراراً وآمنَ الفاجرْ |
جاراكمُ النَّاسُ يدأبونَ فما | شقَّ هجينٌ عجاجة َ الضَّامرْ |
وقارعوكمْ على العلا سفهاً | فما وفّى بالمدجّجِ الحاسرْ |
وقدْ رأى منْ نصحتهِ فأبى ال | نُّصحَ وكانَ الخلافُ للخابرْ |
وكيفَ يبقى على زئيركمُ | قلبُ قطاة ٍ يراعُ بالصَّافرْ |
وأسعدَ النَّاسَ ربُّ ملكٍ لهُ | منكمْ ظهيرٌ وعاضدٌ وازرْ |
أنتْم لها تمسحونَ غاربها | بأذرعٍ لا يقيسها الشَّابرْ |
وأمرها كيفَ غيَّرَ الدَّهرُ أوْ | بدَّلَ فيها إليكمُ صائرْ |
منارها فيكمُ وقبلتها | والنَّاسُ منْ تائهٍ ومنْ حائرْ |
فلا يزلْ منكمُ لها ناظمٌ | يجمعُ منها ما بدّدَ الناثرْ |
ولاأتيحتْ عصيُّ عزَّكمُ | لملتحٍ منهمُ ولا قاشرْ |
ولاتزلْ أنتَ كالقضاءِ بما | تطلبُ منْ كلِّ بغية ٍ ظافرْ |
تلتثمُ الحادثاتُ منْ خجلٍ | عنكَ إذا راعَ وجهها السَّافرْ |
وناوبتْ ربعكَ السَّحائبُ منْ | مدحي بهامٍ مروِّضٍ هامرْ |
بكلاِّ وطفاءَ تطمئنُ فجا | جُ الأرضِ منها للرّائحِ الباكرْ |
يكسو الثُّرى ماؤها وترتدعُ ال | حصباءُ طيباً منْ ريحها العاطرْ |
تشهدُ في المنصبِ الكريمِ وتح | مي العرضَ والعرضُ مهملَ شاغرْ |
يزفُّها الحبُّ والرَّجاءُ إلى | بابكَ منْ كاعبٍ ومنْ عاصرْ |
تجارة ٌ لا تبورُ والمشتري | سمعكَ منها وقلبيَ التّاجرْ |
أعظمها عنْ سواكَ أنّكَ لل | مأمولِ فيها مستصغرٌ حاقرْ |
وودُّ نفسي لو أنَّ باطنها | يحملُ في حبُّكمْ على الظَّاهرْ |
وأنْ ترى عينكَ العليَّة ُ منْ | تحتَ شغافي نصيبكَ الوافرْ |
فتصرفُ الشَّكَ باليقينِ إذا | بلوتَ سرِّي بالفاحصِ السَّابرْ |
ذاكَ اعتقادي وإنَّني لدمِ ال | وفاءِ إنْ كنتُ مدهناً هادرْ |
فاقبلْ ولا تنسَ منْ حفاظي ما | أنتَ بفضلِ الحجا لهُ ذاكرْ |
واعلمْ بأنِّي ما اشتقتُ عهدَ الصِّبا ال | عافي ولا سكرة َ الغنيِّ الغامرْ |
شوقي إلى أنْ أراكَ أوْ أشتري | ذاكَ بإنسانِ عينيَ النَّاظرْ |
فلا تصبني فيكَ المقاديرُ بال | مقاصدِ منْ سهمها ولا العاثرْ |
وزاركَ المهرجانُ يحملُ منْ | سعدكَ أوفى ما يحملُ الزَّائرْ |
يومَ أماتوا بالغدرِ بهجتهُ | وأنتَ منهُ رعاية ً ناشرْ |
أتاكَ في الوفدِ يعتفي روضكَ ال | غضَّ ويعتامُ بحركَ الزَّاخرْ |
فاجتلِ منهُ المبرّزَ الحسنَ في ال | عينِ وفزْ بالمباركِ الطَّائرْ |