أرشيف الشعر العربي

نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا

نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا فشَعشِعِيها بماءِ المُزنِ واسقِينا
وَ تَوِّجِي بكؤوسِ الراحِ أَيدينَا فإنما خُلِقَتْ للرَّاحِ أَيدينا
قامت تَهُزُّ قَواماً ناعماً سَرَقت شَمائلَ البانِ من أَعطافِه لِينا
تَحُثُّ حمراءَ يَلقاها المِزاجُ كما أَلقيتَ فَوقَ جَنِيِّ الوَردِ نِسرينا
فلستُ أدري أَتَسقِينا وقد نَفحَت روائحُ المِسكِ منهاأو تُحيِّينا
قد مَلَّكتنا زِمامَ العَيشِ صافية ً لو فاتَنا المُلكُ راحَت عنه تُسْلِينا
و مُخطَفِ القَدِّ يُرضِينا ويُسخِطُنا حُسناًو يَقتُلُنا دَلاًّ ويُحْيِينَا
تَفتَّحَت وَردَتا خَدَّيهِ من خَجَلٍ و زيدَتَا بعِذارَيهِ تَزايِينَا
مازالَ يَنقُرُ أحشاءَ الدِّنانِ لنا حتَّى نَفاهنَّ مَجروحاً ومطعونا
لمّا رأيتُ عُيونَ الدهرِ تَلحَظُنا شَزْراًتيقَّنتُ أنَّ الدَّهر يُردِينا
نمضي ونترُكُ من ألفاظِنا تُحَفاً تَسبي رَياحِينُها الشَّرْبَ الرَّياحِينا
و ما نُبالي بذَمِّ الأغبياءإذا كانَ اللَّبيبُ من الأَقوامِ يُطرِينا
و رُبَّ غَرَّاءَ لم تُنظَم قَلائِدُها إلاّ ليُحمَدَ فيها الفَاطميُّونا
الوارثُون كِتابَ اللّهِ يَمنَحُهم إِرثَ النَّبِيِّ على رُغمِ المُعادينا
و السابقُون إلى الخَيراتِ يَنجُدُهم عِتقُ النِّجارإذا كلَّ المُجارُونا
قومٌ نُصلِّي عليهِم حينَ نَذكُرُهم حُبّاًو نَلعَنُ أقواماً مَلاعِينا
إذا عَدَدنا قُرَيشاً في أباطحِها كانُوا الذَّوائِبَ منها والعَرانِينا
أغنَتهُمُعَن صِفاتِ المادِحين لهم مدائحُ اللّهِ في طَه ويَاسِينا
فلستُ أمدحُهم إلا لأُرغِمَ في مَدْحِيهِمُ أنفَ شانِيهم وشَانِينا
أقامَ رَوحٌ ورَيحانٌ على جَدَثٍ شلو الحُسينُ به ظمآنَآمينا
كأنَّ أحشاءَنا من ذِكرِه أبداً تُطوَى على الجَمرِ أو تُحشَى السَّكاكِينا
مهلاًفما نَقضُوا أوتارَ والدِه و إنما نقَضُوا في قَتلِه الدِّينا
آلَ النبِيِّوجَدْنا حُبَّكم سَبَباً يَرضَى الإِلهُ به عنَّا ويُرضِينا
فمَا نَخاطِبُكم إلاّ بسادتِنا ؛ و لا نُنادِيكُمُ إلا مَوالِينا
وكم لنَا من فَخارٍ في مَودَّتِكم يَزيدُها في سَوادِ القَلبِ تَمكِينا
و من عدوٍ لكم مُخْفٍ عداوتَه و اللّهُ يرميه عنا وهو يرمينا
إن أَجرِ في حُبِّكم جَرْيَ الجوادِ فقد أضحَت رِحابُ مَساعيكم مَيادِينا
و كيفَ يَعدوكُمُ شِعري وذكرُكُمُ يَزيدُ مُستَحسَنَ الأشعارِ تَحسِينا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (السري الرفاء) .

قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ

لنا رَوْضَة ٌ في الدَّارِ صِيغَ لِزَهْرِها

رُبَّ مُنيفٍ في ذُرى مُنيفِ

يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ

لا سُقِيَتْ حانة ُ أُتْرُجَّة ٍ


مشكاة أسفل ٢