أَأُقحُواناً أَرَتْهُ أَم بَرَدَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَأُقحُواناً أَرَتْهُ أَم بَرَدَا | غَيداءُ يهتزُّ عِطفُها غَيَدا |
رَنَتْ إليهِ بِطَرْفِ خاذِلَة ٍ | ضَعيفَة ِ الطَّرْفِ تُضْعِفُ الجَلَدا |
لو وجَدَتْ للفِراقِ ما وَجَدا | لافتَقَدَتْ نومَها كما افتَقَدا |
لا تَلْحُ صبّاً على صَبابَتِه | و إنْ رأى الغَيَّ في الهوى رَشَدا |
فلم تَزَلْ للفِراقِ غائِلَة ٌ | تَلَذُّ في المَوْرِدِ الذي وَرَدا |
لو كَفَّيومَ الفِراقِ أدمعَنا | الصَّبْرُ كُفِينا المَلامَ والفَنَدا |
إلفانِ لم يَألَفا الصُّدودَو لم | يَستَبْدِلا من كَراهما السَّهَدا |
أَذَلَّ عِزُّ النَّوى عَزاءَهما | و بيَّنَ البينُ منهما الكَمَدا |
سِرْنا بآمالِنا إلى مَلِكٍ | يُسَرُّ بالآمِلِ الذي وَفَدا |
مُستَيْقِظُ الرأيِ والعزيمة ِ ما | استَيْقَظَ طَرْفُ الزَّمانِأو رَقَدا |
فلاحَ رَوْضُ النَّسيمِ مُبتَسِماً | و فاضَ بَحْرُ السَّماحِ مُطَّرِدا |
مَدَّ ابنُ فَهدٍ إلى العُفاة ِ يداً | كفَتْ من الدَّهرِ ساعداً ويَدا |
فاضَ على آمِليه منه حَياً | أنفَدَ آمالَهم وما نَفَدا |
و الغَيثُ واللَّيثُ والهلالُ إذا | أقمرَ بأساً ونَجدة ً ونَدَى |
خلائقٌ منه غَضَّة ٌ تَرَكَتْ | خَلائِقَ الدَّهرِ غَضَّة ً جُدُدا |
و هِمَّة ٌ ما تَطأطأَتْ هِمَمُ | الأَقْوامِ إلاَّ سَمَتْ به صُعُدا |
ما بَعُدَتْ للعَلاءِ مَنزِلَة ٌ | إلاَّ أَرَتْهُ بُعادَها صَعَدا |
ناسٍ مِنَ الجُودِ ما يجودُ به | و ذَاكِراً منه كُلَّما وَجَدا |
بذلتُ وجدي من الثناءِ لِمَنْ | يبذُلُ في المكرماتِ ما وجدا |
أغرُّ يُغريه بالنَّدى خُلُقٌ | رَدَّ به الجُودَ بعدَما فُقِدا |
يحل ما يَعْقِدُ الزَّمانُ ولا | يَحُلُّ صَرْفُ الزَّمانِ ما عَقَدا |
سَلِمْتَ للمجدِ يا سلامة ُ ما | غرَّدَ حادٍ لرِحْلَة ٍ وَحَدا |
قَضيْتَ حقَّ الصِّيامِ مُجتَهِداً | فَرُحْتَ بالأجرِ منه مُنفرِدا |
و شرَّدَ الهمُّ عن مواطِنِه | عيدٌ أعادَ السُّرورَ إذ شَردا |
فاسعَدْ بِدُنْيا بَدَتْ محاسِنُها | منكَفأعطَتْكَ عيشة ً رَغَدا |
و مِدْحَة ٍ ثُقِّفَتْفلم يَدَعِ | التَّثْقِيفُ مَيْلاً بهاو لا أَوَدا |
أماتَتِ الحاسدين من أَسَفٍ | و غادَرَتْ أَوْجُهَ العِدا رُبُدا |