مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَحَلُّكَ مثلُ الغابِ ليسَ يُرامُ | و جارُك مثلُ النجمِ ليسَ يُضامُ |
و غَيمُك ذو بَرقَينِ ينهلُّ عنهُما | دمٌ ليسَ يَرقى صوبُه وغَمامُ |
أَقمنا نَرى روضَ المحامدِ يُجتلَى | عليكَو آفاقُ السماحِ تُغامُ |
فنحنُ حَلالٌ في حَريمِك للغِنى | و نحنُ على الأيَّامِ فيه حَرامُ |
بكَ انتظمَ المجدُ الشَّتِيتُو إنما | مَساعيك للمَجد الشتيتِ نِظامُ |
رميتَ فأصمَيتَ العدوَّ ولم يَزَل | لبأسِك في حَبّ القلوبِ سِهامُ |
فأغراضُك اللاتي تُصابُ مَقاتِلٌ | و أسهُمُك اللاتي تُصيبُ حِمامُ |
رأَى من أَخِيكَ الشامُ أكرمَ شيمة ٍ | و أصدقَ برقٍ في المُحولِ يُشامُ |
تَلا قَسَماً في موقِفٍ ظَنَّ أنَّه | تلاقَى عليه يَذبُلٌ وشَمامُ |
تَحَيَّتْ بريَّا القُربِ منه جَوانحٌ | و بُلَّ بماءِ الوَصلِ منه أَوامُ |
هي الدَّولة ُ الغَرَّاءُ شَمَّرَ منكما | لضَيمِ عِداها ناصرٌ وحُسامُ |
أرى الخائنَ المغرورَ نامَ بأرضِكُم | كأنَّ المنايا الحمرَ عنه نِيامُ |
تَسنَّمَ أعلامَ الديارِو أنتمُ | لِمَن حلَّ فيها غاربٌ وسَنامُ |
فَشَقَّ على الماضِينَ من عُظَمائِكم | و هم رِمَمٌ في تُربِها وعِظامُ |
مَنازِلُ مرفوعٌ لحاضِرِكم بها | قِبابٌ وللبَادي الأغرِّ خِيامُ |
تَحِنُّ إلى القَومِ الذين ترحَّلُوا | و تَرجُفُ بالقَومِ الذين أَقامُوا |
تَهلَّلَ منها الغيثُو هي عَوابِسٌ | و أسفرَ منها الصبحُو هي ظلامُ |
فعُودا ليَحتلَّ النَّدى في خِلالِها | و يرحلَ لؤمٌ حلَّها ولِئامُ |
و لا تُمْكِنُوه من ذِمامِ سُيوفِكم | فليسَ له عندَ السيوفِ ذِمامُ |
فلا صُلحَ حتى تُستطارَ سواعِدٌ | و تَسقُطَ أيدٍ في اللِّقاءِ وهَامُ |
و حتى تَرودَ الشرقَ ذاتُ هَمَائِمٍ | يُصَرِّفُها ساري الهُمومِ هُمامُ |
و تُذكى على الهِرماسِ نارُ قبيلة ٍ | لحُمرتِها في الخافِقَين ضِرامُ |
و تَشرَقَ من شرقيِّ دِجلة َ بالقَنا | ضَحاضحُ أنتُم سيلُها وإِكامُ |
وَ تقرُبَ من آجامِها الأُسدً عَنوة ً | فتَقتَحِمَ الآجامُ وهي كِرامُ |
و تَلفَحَه ريحُ الأراقمِإنَّها | سَمومٌ على أعدائِها وسِمامُ |
فَتغبرَّ من تلك الفِجاجِ مَواقِفٌ | و تحمرَّ من تلك المياهِ جِمامُ |
كأيامِ سيفِ الدولة ِ الغرِّ إنّها | سِماتٌ على وَجه الزمانِ وشَامُ |
فحينئذٍ يَصفُو السَّماعُ لسَامعٍ | وَ ينساغُ للشَّربِ العِطاشِ مُدامُ |
و إنْ أُحفِظَت منكم أُسودُ حَفائظٍ | فرُدُّوا القنا والبِيضَ وهيَ حُطامُ |
فإنّ سِجالَ الدهرِ في الناسِ قبلَكم | و لا عَارَنقصٌ مؤلِمٌ وتمَامُ |
فطوراً لكم في العَيش رَحبُ منازلٍ ؛ | وطَوراً لكم بينَ السيوفِ زِحامُ |
و أنتم على أكبادِ قَومٍ حَرارة ٌ | و بَردٌ على أكبادِنا وسَلامُ |