عَنَّتْ تُحاوِرُه بِطَرْفٍ أحوَرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَنَّتْ تُحاوِرُه بِطَرْفٍ أحوَرِ | يومَ النَّوىو بِوَرْدِ خَدٍّ أحمرِ |
و نِظامِ ثَغْرٍ ما تهلَّلَ وَشيُه | إلا بكى خَجَلاً نِظامُ الجَوهَرِ |
يُهدي إليكَ نسيمَهفكأنما | شِيبَتْ جوانِبُه بمِسكِ أذفَرِ |
غُصْنٌ تعالى في كَثيبٍ أعفَرٍ ؛ | ليلٌ تَداجَى في صَباحٍ مُسفِرِ |
شَمسٌ يَهُبُّ على القلوبِإذا بَدَتْ | عن صَحْنِ وجنَتِهانَسيمُ العنبَرِ |
لم يجتَذِبْ طَرْفاً شَمائلُ طَرْفِه | إلا ثَنَتْه حائراً في المِحجَرِ |
قرأَتْ عليَّ بِزَفْرَة ٍ ألفاظُها | آياتِ شوقٍفي حَشاها مُضمَرِ |
فكأنما نظرَتْ إليَّ بناظِرٍ | و تحدَّثَتْ عن قَلبِيَ المُستَهتَرِ |
خلَعَتْ لواحظُها على وَجَناتِها | خِلَعَ الجَوانحِ بالدُّموعِ الهُمَّرِ |
و تَساقَطَتْ في وَرْدِهافكأنَّها | طَلٌّ تَساقَطَ فَوقَ وَرْدٍ أحمَرِ |
وصلَتْو لا وقديمِ حُرقَة ِ هَجرِها | ألا أَسْتَلِذُّ الوَصْلَ ما لم أُهْجَرِ |
عطفَتْ عليَّ بصوبِ ماءِ وِصالِها | عَطْفَ الحُسينِ على رَجاءِ المُقتِرِ |
مَلِكٌ أَذَلَّ الوَفدَ جودُ يمينِه | حتى تَغَوَّرَ في العَلاءِ الأكبَرِ |
تحكي يميناه يميني عابدٍ | و يقولُإنْ لم أَحْكِهِ لم أُعذَرِ |
و كذا الفتى إن لم يُذَكِّرْ سيفَه | و فِعالَه بصِلاتِهِ لم يُذكَرِ |
شغلَتْ روائِحُهُ العَجاجَو طيبُها | بين القَناعن طيبِ ريحِ المِجمَرِ |
لقَرينِه بينَ الصُّفوفِ سَحائبٌ | مَوصولَة ٌ بِسَحابِ ريحٍ صَرصَرِ |
يَلقى العدوَّ بسيفِه وجَبينِه | و يقولُ ليسَ يَكونُ ما لم يُقدَرِ |
تأبى معالي مجدِه أن يكتسي | رَعْداً لقِرْنٍأو يُرى في مِغفَرِ |
أيُّ القلوبِ أزارَه سطَواتِه | عن سَطوَة ٍ منهفلم يتفَطَّر |
أَم أيُّ وَهْمٍ رامَ كُنْهَ صِفاتِه | مُتَحيِّراً فيهفلم يتَحيَّرِ |
عَجِلُ الرِّماحِ إلى الأعاديمِسْعَرٌ | يأبى سِوى طَعْنِ الشُّجاعِ المِسعَرِ |
و إذا ارتقى دَرَجَ العُلا قالَتْ له | أَوفَيتَ أقصَى المُرتَقى فتَصَدَّرِ |
يَقِظٌإذا اتَّقَدَتْ عَزائِمُ رَأيِه | أَخمَدْنَ رَأيَ النَّاكبِ المتجبِّرِ |
يا أيُّها الآمالُأنتِ صَوائبٌ ؛ | هذا الحُسينُ أبو الحُسينِفأَقصِري |
حُطى رِحالَكِ بينَ خَمْسِ يمينِه | فلقد تقومُ مَقامَ سبعة ِ أبحرِ |