أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَسَمِعْتُما أنَّ الجِبالَ تُضامُ | و عَلِمْتُما مَنْ غالَتِ الأَيَّامُ |
فَجْعٌ تَطِيرُ له على أحشائِنا | شُعَلٌو تَسقُطُ في القلوبِ سِهامُ |
وَ رَزِيَّة ٌ أَخَذَ الرَّدَى ما يبتَغي | منّاو نالَ بها الذي يَستامُ |
شَهِدَتْ بتحليلِ الدموعِ وخَبَّرَتْ | أنَّ العزَاءَ على اللَّبيبِ حَرامُ |
كنَّا نَعُدُّ الحِصنَ دارَ إقامة ٍ | فاليومَ وقفتُنا به إلمامُ |
يَبكي الغَمامُ المستسيرُ بأرضِها | و نقولُ جادَ بذي الغَميمِ غَمامُ |
إنْ يفترِقْ أحبابُنا أيدي سَبا | عنهافقد يَتفرَّقُ الأَقْوامُ |
عَطَنٌ أَخَلَّ به الوفودُو أوحَشَتْ | منه الرِّحابُ الفِيحُ والآطامُ |
أقوىو فيه من العديدِ تَدافُعٌ | و خَلاو فيه من الأنيسِ زِحَامُ |
و التُّربُ ظَمآنُ الجَوانحِ ما سَرى | رَكْبُ السَّحابِ عليهو هي جَهَامُ |
أينَ الفَتى الأزدِيُّ بل أينَ النَّدى الرْ | رِبْعيُّأينَ البُؤسُ والإنعامُ |
أين الأُلى شَرِبَ الحِمامُ نُفوسَهم | وَ هُمُ حياة ٌ غَضَّة ٌ وحِمامُ |
أينَ السَّمِيُّ مِنَ المَكارِمِ هذِهِ | تَنْهَلُّ داجنة ًو تلك تُغامُ |
و السُّمرُ تُنظَمُ في عوامِلِها العِدَا | و البِيضُ تُنثَرُ عن ظُباها الهامُ |
نَزَلُوا على حكمِ الزَّمانِ وأمرِه | و هُمُ الخُصومُ اللُّدُّ والحُكَّامُ |
يمضي بمُرِّ الفَجْعُ عامٌ فيهِمُ | و يَجيءُ بالرُّزْءِ المبرِّحِ عامُ |
نِعَمٌ كأنَّ الدَّهْرَ أقسَمَ جاهداً | ألاّ تَدومَفبرَّتِ الأقسامُ |
كانت مَوارِدَ للعُفاة ِفأصبَحَتْ | مَحمِيَّة َ الجَنَباتِ لَيسَ تُرامُ |
و لقد شَجاني أن يُقَوَّضَ مَجْلِسٌ | فيه الحِجَا والعِلْمُ والأَحلامُ |
طُوِيَتْ حَدائِقُهُو هنَّ نَواضِرٌ | و خبَتْ بَوارِقُهو هنَّ ضِرامُ |
أَدَبٌغَدَتْ أيدي الحِمامِ تَضيمُه | ما كان إلا بالحِمامِ يُضامُ |
و شهابُ رَجْمٍ غَيَّبَتْهُ صَفائِحٌ | طُوِيَتْ على إشراقِهو رِجامُ |
للّهِ أيُّ مُوَدَّعٍ حَفَّتْ بهِ | عُصَبٌ على جَمْرِ الوَداعِ قِيامُ |
صاروا به مَرضَى القلوبِكأنَّما | قُدْسٌ على أيديهِمُو شَمامُ |
عَبِقُ البُرودِ يَزينُ مَشهَدَهُ التُّقَى | و تَحيدُ عن خَلَواتِه الآثامُ |
أضحَى ضجيعَ مُسنَّدِينَكأنَّما | صَرَعَتْهُمُ نُخُبُ الكُؤوسِ فنامُوا |
كُرَماءَ لا يرجُوهُمُ في قُربِهِم | راجٍو لا يَعتامُهُم مُعتامُ |
حُجِبُوا عَنِ الأحبابِإلاّ زَورَة ً | تجري بزورِ لِقائِها الأَحلامُ |
نَطَأُ الصَّفيحَ عليهمُو وراءَه | مثلُ الصَّفائحِ مُنجِبونَ كِرامُ |
رَقَدُوا عنِ الصَّلواتِ فيهو طالما | قاموا إلى الصلوات وهي تُقامُ |
أَمحمدُ بنُ عليٍّ احتفلَ الحَيا | و دمُوعُنافَهُما عليكَ سِجامُ |
هَضَبَاتُ حِلْمٍ سِحْنَ وهيَ شَواهِقٌ | و مياهُ علمٍ غُصنَو هي جُمامُ |
تبكي العلومُ عليه في أوطانِها | و رياضُ تلك الصُّحْفِ والأقلامُ |
و أرى ذوي الآدابِ بعدَكَ أُمَّة ً | ضَلَّتْو ليسَ لها سِواكَ إمامُ |
ما بالُ أرضِكَ أُحْرِمَتْفرَواؤُها | بعدَ ابتِسامِ رُوائِها الإحْرامُ |
قالُواخَبَتْ نارٌ على أعلامِها | قُلْناأجَل وتَهاوَتِ الأَعلامُ |
قد كانَتِ الأَفْهامُ صافية ً بها | فالآنَإذ صَدِئَتْ بها الأَفهامُ |
و كأنَّما ارتحلَ الغِنَى عن أَهلِها | لمّا ثَوَيْتَو خَيَّمَ الإعدامُ |
قد كنتَ أحسنَ نِعْمَة ٍ فُزْنا بها | لو كانَ للنِّعَمِ الحِسانِ دَوامُ |
لازِلْتَ عُرْضَة َ عارضٍ مُتَهَلِّلٍ | تَخْضَرُّ منه ضَحاضِحٌ وإِكامُ |
تَغْدو الرِّياحُ عليكَو هي لَطائِمٌ | و يَروحُ صَوبُ المُزْنِو هو مُدامُ |
و لَئِنْ غَدَتْ أرضٌ حَوَتْكَ كريمة ً | فلقد أُتيحَ لها بكَ الإكرامُ |
فعليكَ تَضعيفُ السَّلامِ تَحِيَّة ً | ما اعتمَّ بالوَرَقِ النَّضيرِ سِلامُ |