تَأبَى الصَّبابة ُ أن تُصِيخَ لعاذل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تَأبَى الصَّبابة ُ أن تُصِيخَ لعاذل | أو أن تَكُفَّ غُروبَ دمعٍ هاملِ |
عَرفَ المنازلَ باللَّوى َ فبكَى دماً ؛ | إنَّ الهَوى فيه اختلافُ مَنازلِ |
و متَى رأَى آثارَ حَيٍّ نازحٍ | حَيَّاو قالَسُقِيتَ أَوبة َ راحلِ |
لاّ يستفيقُ كأنَّ نَفثة َ نابلٍ | بَكَرَتْ عليهأو سُلافَة َ بابلِ |
و سَبِيلُه أن يَستَبِلَّو قد رأَى | شَملَ الشَّبابِ طَريدَ شَيبٍ زَائلِ |
لَقِيَ العَواذلُ عاطلاً من حِلمِه | فصَدَدنِ عن حَالِي المفارِقِ عَاطلِ |
حُيِّيتَ مِن طللٍ أجابَ دُثورهُ | يومَ العَقيقسؤالَ دَمعٍ سائلِ |
نَحْفَى وَ نَنْزِلُو هو أعظمُ حُرمة ً | من أن يُذَالَ براكبٍ أو ناعلِ |
ما كانَ أعذَب مُجتناهو أهلُه | بينَ العُذَيبِ وبينَ رِقَّة ِ عاقلِ |
و مُرادُنا ما بينَ أبيضَ صارمٍ | يَهتزُّ منهو بينَ أسمرَ ذابلِ |
أَسَلاسلَ البَرقِ الذي لحظَ الثَّرى | وَهَناًفوشَّحَ رَوضَه بسَلاسلِ |
أَذكَرتَنا النَّشَواتِ في ظِلِّ الصَّبا | و العيشَ في سِنَة ِ الزمانِ الغافلِ |
أيَّامَ أستُرُ صَبوتي من كاشحٍ | عَمداًو أَسرِقُ لذَّتي من عاذلِ |
هل يُبلِغَنَّ اللّحظُإن واصلتُه | مَن ليسَ تَبْلُغُهُ تَحيَّة ُ واصلِ |
أُكْنِي عن البلدِ البعيدِ بغيرِه | و أَردُّ عنه عِنانَ قلبٍ مائلِ |
وَ أَودُّ لو فَعَلَ الحيا بِسهوله | و حُزونِه فعلَ الأميرِ بآملِ |
الواهبُ الغِيدَ الكواعبَ تَغتدي | مَشفوعة ً لُعفاتِه بصواهلِ |
و الباذلُ النَّفسَ النفيسة َ للقنا | كَرَماً تجاوزَ فيه حَدَّ الباذلِ |
إِعناقُ عبدِ اللّه في طُرُقِ العُلى | و النَّحلُ تُعْتِقُ فَضلَه في الباطِلِ |
حَمَل المغارمَ والحمائلَ بعدَه | و المجدُ حَمْلُ مغارمٍ وحمايلِ |
فالدهرُ يمسَحُ منه غُرَّة َ سابقٍ | لاقاه أَوَّلَ سَابقِينَ أوائلِ |
لمّا أَبلَّ تباشَرت آمالنا | بُشرَى العِطاشِ رأَينَ صَفو مَناهلِ |
أو كالتِّلاعِ الحُوِّ آنسَ نَورُها | إيماضَ طَلٍّ للسَّحابِ وَ وابِلِ |
من بعدِ ما فاضَت عيونُ قبائلٍ | حُزناً عليهو غاضَ صَبرُ قَبائلِ |
بَرءٌ تدارَكَناو نحنُ من الجوى | غَرقَى فأَوطأَنا رِقابَ السَّاحِلِ |
وافَى فكانَ السَّعدُ أوَّلَ طالعٍ | بطلُوعِه والنَّحسُ آخِرَ آفِلِ |
أهُمامَ وائلَ أنتَ أولُ سيِّدٍ | تُثْنَى بُسؤدُدِه خَناصرُ وائلِ |
و السيفُ سيفُ اللّهِ لم تُعْرَف له | في مُلتَقى الأبطالِ ضربة ُ باطلِ |
و الرمحُ أسرفَ جائراً في جائرٍ | طَعناًو نكَّبَ عادلاً عن عادِلِ |
و السهمُ لا يَلقاه عندَ مُروقِه | في الرَّوعِإلا مُتَّقٍ بمَقاتلِ |
لاَ يَفرَغُ الأعداءُ منكفإنَّهم | بإزاءِ شُغلٍفي قِراعكشاغِلِ |
نظَرتْ مَعاقلُهم إليكفلم يكُن | لمّا دلَفتَ إليهمُبمَعاقِلِ |
أَلحقتَ شاهقَها المُنِيفَ بأرضِها | فكأنَّها صَبَّحْتَها بزَلازِلِ |
كم سطوة ٍ لك أَخملَت من نابهٍ | و صنيعة ٍ لك نَبَّهت من خَامِلِ |
أُبْرِئتُإذ جاورتُ رَبعَك نازلاً | فكأنَّني جارُ الرَّبيعِ النازِلِ |
و سُقِيتُ من جَدواكَ خمسَ سَحائبٍ | جادَت عليَّ بهنَّ خمسُ أنامِلِ |
فتواصَلت مِدَحي إليككأنَّها | أفوافُ وَشْيِ اليُمْنَة ِ المتواصِلِ |
أنا فارسٌ فيما أقولُ مُحَقَّقٌ | فاسمَع مَقالَة َ فارسٍ من راجِلِ |
وَ لرُبَّ تعريضٍ لَدَيك نجاحُه | جاءَته تصريحُ الغَمامِ الهاطِلِ |
و متَى أَنلْتَ على القَريضِ فإنَّني | ربُّ القريضِو أنتَ ربُّ النائِلِ |