ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا | صَديعُ الشَّيْبِ يملؤُه صُدُوعا |
أَرَتْها الأَربعونَ هَشيمَ رَوْضٍ | و قبلَ الأربعينَ رَأَتْ رَبيعا |
هَزيعُ شَبيبَة ٍطَلَعَتْ عليه | كواكِبُهفرصَّعَتِ الهَزيعا |
ألافاعجَبْ لِما صَنَعَ الغَواني | فقد أَفسَدْنَ بالغَدْرِ الصَّنيعا |
كَفَرْنَ بذلك الصَّنمِ المُفَدَّى | و كُنَّ له سُجوداً أو رُكوعا |
يَرَيْنَ بُعادَه قُربَ الأماني | و ضِيقَ عِناقِه العيشَ الوَسِيعا |
لياليَ يُخجِلُ الرَّيحانَ ريحاً | إذا اتَّشَحَتْهُ غانية ٌ ضَجيعا |
أَ أَبناءَ الطَّريقِ دَعُوا طريقاً | سبقْتُ ذَوي السِّباقِ به جَميعا |
فلستُ مُجاوِراً إلا جَواداً؛ | و لستُ مُقارِعاً إلا قَريعا |
أنامُ على قوارصِكُم وعندي | قوارصُ تسلُبُ المُقَلَ الهُجوعا |
أَهُزُّ بها على قَوْمٍ سُيوفاً | و أجعلُها على قَوْمٍ دُروعا |
إذا سارَتْ مُشنِّعَة ً عليكم | فرُدُّوا ذلك الخَبَرَ الشَّنيعا |
أَزَفَّانَ المُحرَّمِ إنَّ شِعْري | بحُرِّ الشِّعْرِ أحرَى أن يَشيعا |
تركْتَ الدُّفَّ تَنقُرُهُ اكتساباً | و مِلْتَ عليَّ تَنقُرُني وُلوعا |
إذا الشَّيخُ الخليعُ هفَا اغتراراً | تَيمَّمَ بالأذى الصِّلَّ الخَليعا |
سيَذهَلُ عن فُنونِ الرَّقْصِ هَمّاً | إذا رقَّصْتُ منه حَشَاً مَرُوعا |
و يَفصح نابَه سَجَحاتُ نابي | إذا استُودِعْنَ سِرَّ فتى ً أُذيعا |
لقد خلَعَتْ بتوبتِكَ المَلاهي | ثيابَ الكِبْرِو اكتسَتِ الخُشوعا |
تركْتَ بها المَعازِفَ ضائِعاتٍ | و عَزَّ على المَعازِفِ أن تَضيعا |
فقد نُتِفَتْ لِحاكَ بهاو لاقَت | صنُوجُكَبعدَهاخَطْباً فَظيعا |
و كيفَ نَسَكْتَ بعدَ مَقالِ قَوْمٍ | إذا نَسَكَ المُخنَّثُ ماتَ جُوعا |
و كنتَإذا الزِّقاقُ رَأَتْكَ تَشدُو | بألحانِ الغَرِيضِ بَكَتْ نَجيعا |
أما تشتاقُ من عَرَصاتِ غُمَّى | مَغاني الجاشريَّة ِ والرُّبُوعا |
فقد نَبَشَتْ شآبيبُ الغَوادي | عليهِنَّ النمارِقَ والقُطوعا |
هَجَرْتَ الهُجْرَ إلا نَظْمَ شِعْرٍ | بَهَرْتَ بسِحْرِهِ السِّحْرَ البَديعا |
وَ عِفْتَ العارَإلا عَيْرَ أُنْسٍ | تَخُرُّ لهإذا أَدلى صَريعا |
يَزورُكَ والدُّجى سِتْرٌ عليه | فيرقَعُ منكَ مأبوناً رَقيعا |
أَ فارسُهل تَكونُ غداً شَفيعي | إذا أنا فيكَ عادَيْتُ الشَّفيعا |
دَعَوْتَ إلى الضَّلالِ دُعاءَ غاف | فلم يكنِ السَّميعُ له سَميعا |
أَ أَرغَبُ عن وَدادِ أبي تُرابٍ | و قد شَحَنَ التَّرائبَ والضُّلوعا |
و أُعْرِضُ بعدَ وَخْطِ الشَّيْبِ عنه | و قد أحببْتُه طِفْلاً رَضيعا |
أَقِلُّوا قَبلَ غِشْيانِ القَوافي | بذكرِكُمُ المحافلَ والجُموعا |
نصَحْتُ لكمفلا تَرِدوا المَنايا | و لا تَستَمْطِروا السَّمَّ النَّقيعا |
إذا لم تَتْبَعوا أبداً رَشادي | فلستُ لغيِّكُم أبداً تَبيعا |
ألا مُتَجَرِّدٌ للّهِ نَدْبٌ | يُقَرِّبُ منكُمُ الحَيْنَ الشَّنيعا |
فَيَخْضِبُ من دِمائِكُمُ العوالي | و يَنقَعُ من صديدِكُمُ الجُزوعا |
أُحاكِمُكُمْ إلى السَّبعِ المَثاني | و تلكَ الشَّمسُ أَغشَتكُمْ طُلوعا |
فقَدْ حَفِظَتْ صَحائِفُهُنَّ حقّاً | و لستُ لِما احتفَظْنَ به مُضِيعا |