جاءَت مُولَّعة َ الكَواهِل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
جاءَت مُولَّعة َ الكَواهِل | تختالُ صادقة َ المخائِل |
كَحْلاءُ حالية ٌ بكَت | حتَّى انثَنتْ مَرهاءَ عاطل |
حِمَّاءُيَحسُبُ برقُها السْ | سَاريمفضّضة ُ الحَمائِل |
يَلقَى الخَمائِلَ من سَنا | ه بمثلِ نُوَّارِ الخَمائِل |
فَيَدُ الجَنوبِ تَلُفُّها | لفَّ الجَحافلِ بالجحافِل |
و الرَّعدُ يَسلُقُها بأل | سِنة ٍ بألسنة ِ العواذِل |
وَ يَحُثُها حَثَّ الحُدا | ة ِ شَواردَ الكُرمِ العَقَائِل |
و البَرقُ يُومِضُ بينَها | إِيماضَ حالية ِ الأَنامِل |
حتَّى إذا اشتمَلت بها ال | آفاقُ ضاحكة َ الشَّمائِل |
طَارت عَقائِقُها على | آثار أَدْمُعِها الهَوامل |
فالجَوُّ مِنها في لظًى | و الأرضُ منها في مَناهِل |
و النَّورُ في حَلْيين مُش | تَبِهينِ من طلٍّ ووَابل |
يلقاكَ مُختَلِفُ القَلا | ئِدِ بينَ مُؤتِلفِ الغَلائِل |
بِدَعٌ كأطرافِ الدَّما | لجِ والأساورِ والخَلاخِل |
ما بينَ ألحانِ الحَما | مِ وبين ألحانِ الجَداول |
أَغشاهُ طوعَ أكارمِ ال | خُلاَّنِ لا طَوعَ الحَلائِل |
نشوانُ كالغُصنِ انُثَنى | ما بينَ أَغصانٍ مَوائِل |
سَبْطُ الأَناملِ ماسحاً | بالمِسكِ جَعداً كالسَّلاسِل |
يسعَى إليَّ بخَمرِ با | بِلَ ماهرٌ في سِحر بابِل |
صفراءَ تَحسَبُ أنها | تَنقَدُّ من شَمسِ الأصايل |
قَرعَتْ سليلة َ كَرْمِها | بسليلة ِ الغُرِّ الهَواطل |
فكأَنَّها ذَوبُ النٌّضا | رِ يَشوبُه ذَوبُ الوَذائِل |
و كأنَّ نَشْرَ كُؤوسِها | شُكري لأحمدَ في المَحافِل |
مَلِكٌ خَلائقُه إلى | معروفِه أدنَى الوَسائِل |
مُحمرُّ أيامِ الوغَى | مُبْيَضُّ أيامِ الفَضائِل |
يُحيي بحُسنِ فِعالِه | أفعالَ والِده الحُلاحِل |
كالوَردِ زالَو ماؤُه | عَبِقُ الرَّوائحِ غيرُ زَائِل |
بَعَثَ النَّدى في الخَافِقَيْ | نِ مُسائِلاً عن كلِّ سائِل |
و أقامَ مشهورَ المَكا | نِغريبَ مشهورِ الفَضائل |
كالبدرِ شارفَ تَمَّه | فأضاءَ في شُرَفِ المَنازِل |
يختالُ في ظِلِّ العُلى | و يَرودُ في ظِلِّ المَناهل |
شِيَمٌ على عَليائِه | في الأزدِو اضحة ُ الدَّلائِل |
و أواخرٌ شَهِدَت له | بمناقبِ السَّلَفِ الأَوائِل |
ويدٌ كَصَوْبِ المُزنِ يَغ | مُرُ سَجلُها سَجلَ المُساجِل |
و مهنَّدٌكلُّ الضَّرا | ئبِ عندَ هَزَّتِهِ مَفاصِل |
فكأنَّ قُربَك سَقيُهُ | إذا تألَّقَ بالمَقَاتِل |
يا خيرَ مأمولٍ تُنا | خُ بعَقْوَتَيهِ رِكابُ آمِل |
أفنيْتَ شهرَ الصَّومِ مق | بولَ الفَرائصِ والنَّوافِل |
فتَلَقَّ فِطرَك مُطْلِعاً | سعْداً يَسُرُّكَ غيرَ آفِل |
و الشِّعرُ نُزهة ُ قاطنٍ | حَطَّ الرِّحالَ وزادُ راحِل |
فاشرَبْ على رَيحانِه | إذ راحَ غَضّاً غيرَ ذابِل |
و اعلَمْ بأنَّ بَدِيعَه | لُبُّ الأَلِبَّاءِ الأَفاضِل |