لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عَليلُ الفِراقْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عَليلُ الفِراقْ | إذ شَيَّعَ الظَّعْنَ بِدَمْعٍ مُراقْ |
سِيقَتْ لِوَشْكِ البَيْنِ أظعانُهُم | و النَّفْسُ من بينِهِمُ في السِّياقْ |
صَبابَة ٌ ضاقَ بها صَدْرُه؛ | و أَدمُعٌ ضاقَتْ بهِنَّ المَآقْ |
أما اشتفى الواشونَ من عاشِقٍ | يَلقَى منَ البَيْنِ الذي أنتَ لاقْ |
رَمَتْهُ باللَّحْظِ عيونُ العِدا | من قبلِ أن يَحْظَى بطيبِ العِناقْ |
فجالَ ماءُ الشَّوقِ في جَفْنِه | و احتَبَسَت أنفاسُه في التَّراقْ |
و زائِرٍ أسعَفَني بالمُنى | زُوراًو قد هَوَّمَ حادي الرِّفاقْ |
أَعَلَّني شَوْقاً إلى حُسْنِه | إذ زارَ في النَّوْمِ عَلِيلَ اشتياقْ |
للهِ ما أَوثَقَ عَهْدَ الهَوى | منهو ما أضعَفَ عِقْدَ النِّطاقْ |
يَنْشُرُ لي ذِكْراه نَشْرَ الصَّبا | و بارقٌ لاحَ بأعلى البُراقْ |
في عارِضٍ أذهَبَ أعلامَه | بالبَرْقِحتى خِلْتَهُ في احتِراقْ |
لو أنصَفَ الأعداءُ لم يَصْرِموا | لمَّا تقضَّى الودُّحبلَ النِّفاقْ |
كأنَّني بالشِّعرِ ألقاهُمُ | بمثلِ وَقْعِ المُرهَفاتِ الرِّقَاقْ |
في وَقْعَة ٍ ليسَ لها كاشفٌ؛ | و صَيْحَة ٍ ليسَ لها من فَواقْ |
جَرى ابنُ فَهْدٍ سابقاًفي العُلى | أكفاءَهو السَّبْقُ حَظُّ العِتاقْ |
فعاشَ في عَيْشٍ منيعِ الحِمى | منتشرِ الظِّلِّ فَسيحِ الرِّواقْ |
و إنْ جَفا عَبْداً له واصلاً | مُعتَلِقاً بالوُدِّ أيَّ اعتِلاق |
لا يترجَّى فَكَّ رقٍّو لا | يُخْشى عليه مُوبِقاتُ الإِباق |
و كم أردتُ الهجرَ لكنَّني | وجدتُه مُرّاً كريهَ المَذاق |
عرابدُ عندَك أُرْمَى بها | بينَ صَبوحٍ دائمٍ واغتباق |
و تهمة ٌ في الشِّعْرِ من جاهلٍ | مازالَ فيه عاجزاً عن لَحاق |
لقد أتاحَ الدَّهرُ لي شَقوَة ً | إذ خَصَّني منك بهذا الشِّقاق |
و كلُّ أخلاقِكَ مَرضِيَّة ٌ | فما لِخُلٍّ ذَمَّها من خَلاَقْ |