أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها | و تَحفَظُها بعدَ النَّوى أَم تُضيعُها |
مَهاة ٌو لكنْ للفِراقِ لِقاؤُها؛ | و شَمْسٌو لكن للغُروبِ طُلوعُها |
تَعُنُّ لنا في مُشرِقاتِ وُجوهِها | إذا هي عنَّت مُظلِماتٍ فروعُها |
تُصانِعُ عن أَجيادِها بأَكُفِّها | فيحسُنُ عندَ المُستهامِ صَنيعُها |
و لمَّا تَبادَلْنا العِناقَو أعنَقَتْ | دُموعيَ مَمزوجاً بهنَّ دُموعُها |
شَكَوْتُ الذي تَشكُو إليَّكأنَّما | تُجِنُّ ضُلوعي ما تُجِنُّ ضُلوعُها |
سَلامٌ على الأيامِ تَبيَضُّ بينَها | صَنائِعُمُسوَدُّ العِذارِ شَفيعُها |
تَلَفَّتُّ بعدَ الأربعينَو أسرَعَت | عِجالاًفلم يَربَعْ عليَّ رَبِيعُها |
و تاجرَة ٍ بالخَمْرِ تُؤثِرُ صَوْنَها | عَنِ البَيعِأو تَلقى الغِنى فتَبيعُها |
تُسيلُ فَمَ الزِّقِّ الرَّوِيِّكأنَّه | جِراحَة ُ زِنْجيٍّ يَسيلُ نَجيعُها |
إذا زارَها وَفْدُ الرِّضاعِ تَبرَّعَتْ | بِعَذْراءَ لا يَهوى الفِطامَ رضيعُها |
فلا طيبَ إلاّ أن يَفوحَ نَسيمُها؛ | و لا فجرَ إلا أن يَلوحَ صَديعُها |
أَقَمْنا لَدَيْها في رياضٍ أنيقَة ٍ | نَمارِقُها مَوشِيَّة ٌو قُطوعُها |
نَروعُ بأسيافِ المُدامِ هُمومَنا | كأنَّا بأَسيافِ الوزيرِ نَروعُها |
هُوَ المُزْنَة ُ الغَرَّاءُ طَبَّقَ صَوبُها | إذا المُزنَة ُ الغَرَّاءُ غَبَّ لُمُوعُها |
طَلوبٌ لغاياتِ الكِرامِلَحوقُها | رَكوبٌ لأعلامِ النِّجادِ طَلوعُها |
إذا متَعَتْ أخلاقُه الغُرُّ خَيَّلَتْ | لعَيْنَيْكَ أنَّ الشَّمسَ راجٍ مُتوعُها |
و أزهرَ يَنقادُ الزَّمانُ لأمرِهِ | و تأمُرُهُ زُهْرُ العُلى فيُطيعُها |
وَقورُ السَّجايا في النَّدِيِّرَكينُها | شَرودُ العَطايا في المُحولِخَليعُها |
إذا سجَدَتْ في الطُّرْسِ أقلامُه اغتَدى | سُجودُ العِدا حمالَهُو رُكوعُها |
تُرَوِّعُها أسيافُهفتَشيمُها | بِدَاميَة ِ الأجفانِ نزرٍ هُجوعُها |
و كيفَ على هَزِّ السُّيوفِ بَقاؤُها | إذا كانَ مُهتَزُّ اليَراعِ يَروعُها |
أَيا سائلي عن شِيمَة ِ الحَسَنِ استَمِعْ | مَحاسِنَ من نَظْمِ الثَّناءِ أُذيعُها |
إذا عَدَّ من آلِ المُهَلَّبِ أسرة ً | مَعاقِلُها أسيافُها ودُروعُها |
رَأَيتَ العُلا مُنثالَة ً من شِعابِها | عليهو مَجموعاً إليه جميعُها |
هُمامٌ وَقى الأَعداءَ من سَطواتِهِ | تَباعُدُها من سُخطِهِفتروعُها |
فَعُدَّتُهُ أسيافُهُ ورِماحُهُ | و عُدَّتُها إذعانُها وخُضوعُها |
أَعَلَّ صُدورَ السُّمْرِو هو حبيبُها | وحَلَّ شِفارَ البِيضِو هوَ ضَجيعُها |
و قد عَلِمَتْ أموالُهُ حينَ سامَها | حِفاظَ المَعالي أنَّه سَيُضيعُها |
و مَعرَكَة ٍ يَسْوَدُّ للنَّقعِ أُفقُها | و تَحمَرُّ من فَيْضِ الدِّماءِ رُبوعُها |
إذا ازدَحَمَتْ فيها السيوفُ حَسِبتَها | يَنابيعَ ماءٍ ضاقَ عنها وسيعُها |
قَسَمْتَ حُميَّا الموتِ بينَ حُماتِها | فراحَ سَواءً جَلْدُها وجَزوعُها |
و كم خُطَّة ٍ حاولتَهافاستَطَعْتَها | بِسَيْفِكَو الأيَّامُ لا تَستَطيعُها |
إليكَ أَطَرْنا من ديارِ رَبيعَة ٍ | نَعائِمَ في أرضِ العِراقِ وُقوعُها |
رَكايبَ تَحدوها الشَّمالُكأنَّها | قِلاعٌإذا أَوْفَتْ عليها قُلوعُها |
تَمادى بها السَّيرُ الحَثيثُفلم تَجُلْ | لِبُعْدِ المَدى أغراضُها ونُسوعُها |
يزيدُ سَوادُ اللَّيلِ صِبغَ سَوادِها | و لا يَتَجلَّى في الصَّباحِ هَزيعُها |
فيذهَبُ منها في سَريعٍ ذَهابُها | و يَرجعُ منها في بَطيءٍ رُجوعُها |
تَمُدُّ على الأمواجِ باعاً كأنَّه | يُعانِقُها في مَدِّهِ ويَبوعُها |
أُشيعُ عَطاياكَالتي لو سترتُها | لَقامَ الغِنى عنِّي خَطيباً يُشيعُها |
و أَصدَعُ بالحُسنى التي طارَ ذِكرُها | و أكبادُ قَوْمٍ تَستَطيرُ صدوعُها |
لقد أُولِعَتْ منكَ المَكارِمُ بامرىء ٍ | حَبيبٍ إليه إِلفُها وولوعُها |
فمَورِدُها عَذْبُ المياهِ نَمِيرُها | و مَرْبَعُها سَهْلُ الرِّياضِ مَريعُها |
قَوافٍإذا كانت دُروعُ مَعاشرٍ | فأنتم حِلَى أجيادِها ودروعُها |
تَراءَتْ مَنيعاتٍفلمّا دعوتُها | لمجدِكُمُ أعطى القِيادَ مَنيعُها |
و ما زالَ رَيحانُ المديحِ وصُبْحُه | يُضيءُ قُلوباً منكمُ ويَضوعُها |