قليلٌ لها أن يتْبعَ الدَّمعُ غيرَها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قليلٌ لها أن يتْبعَ الدَّمعُ غيرَها | و قد أزمعَتْيومَ الفراقِمسيرَها |
شفَا كَمَدي أُنْسُ الظِّباءِو إنَّما | عَرَتْ فرقة ٌ شتَّى الظِّباءِ نَفُورَها |
و ما عاقَنييومَ العقيقِ عن الجَوى | سُفورُ دُمًى أبدَتْ لبَيْنٍ سُفورَها |
إذا رَدَّها كَرُّ العِناقِ عواطلاً | من الحَلْيِ حلَّتْ بالدُّموعِ نحورَها |
غدا الشَّوقُ في الأحشاءِ ثَانِيَ عِطْفِهِ | غداة َ ثَنَتْ أعطافَها وخصورَها |
دعَتْني إساءاتُ الخُطوبِ إلى السُّرى ؛ | و كم من سُرًى أهدَتْ لنفسٍ سرورَها |
فبُحْتُ بما استودَعْتُ صَدْري من الهَوى ؛ | و باحَتْ بما استودَعْتُ منه صدورَها |
فبِعتُ وِصالاًلا أَمَلُّ أصيلَه | بأيامِ هَجرٍ لا أملُّ هجيرَها |
لقد حاوَلَتْ سِلْمَ الأميرِ عِداتُه | لتحمَدَ في سِلمِ الأمير أميرَها |
فزارتْهُ من أَعلى الصَّعيدِو قد ثنى | إليها عِنانَ السَّيرِ كيما يزورَها |
مُطِلٌّ على أرضِ العِراقِ بِعَزمَة ٍ ؛ | و ثاوٍ بأرضِ الشامِ يحمي ثغورَها |
مُعِدٌّ ليومِ الرَّوْعِ بِيضاً تذكَّرَتْ | ظُباء الأعاديفاستقالَتْ ذُكورَها |
و سُمراً تَثَنَّى في الطِّعانِ كأنَّها | نَشاوى سقَتْها الأَندرينَخمورَها |
فقد تارَكَتْه التُّركُ لمَّا تأمَّلَتْ | سَطاهو لو لاقَتْه لاقَتْ مُبيرَها |
أَزارَهمُ أُسْدَ العرينِ خَوادراً | تُرَدِّدُ في غابِ الرِّماحِ زئيرَها |
كتائبَ لو لاقَيْنَ كِسرىو قد سَمتْ | لإيوانِ كِسرى غادرَتْهُ كسيرَها |
و رامَتْ حُماة ُ الرُّومِ لُقياهفاغتدَتْ | مواقفُهايومَ اللِّقاءِقبورَها |
أمالَ إليهم أوجُهَ الخيلِ آلفاً | سُراها إلى أوطانِهم وبُكورَها |
و جاءَهُمُ في الرِّيحِ رَيَّا عَجاجَة ٍ | تَبُثُّ الصَّبا كافورَها وعبيرَها |
فحلَّ بِنَصْلِ السيفِ لُؤلُؤَ تاجِها | و حطَّ بأطرافِ الرِّماحِ سريرَها |
و شَنَّ على الحُورِ الكواعبِ غارَة ً | أغارَ بها غِيدَ النِّساءِ وحُورَها |
فإنْ تَطْغَ يوماً عايَنَتْ منه حَتفَها ؛ | و إنْ تَستَجِرْ يوماً أضلَّتْ مجيرَها |
و كم حومَة ٍ حامَتْ عُقابُ لوائِها | عليكَ ونارُ الحربِ تُذكي سعيرَها |
و شاهقة ٍ يَحمي الحِمامُ سهولَها | و تمنَعُ أسبابُ المنايا وعورَها |
إذا سترَتْ غُرُّ السَّحابِو قد سرَتْ | جوانِبَهاخِلْتَ السَّحابَ سُتورَها |
و إنْ عادَ خوفاً من سُيوفِكَ ربُّها | بِدِرَّتِها أضحى لَديْكَ أسيرَها |
مُقيم تَمُرُّ الطَّيرُ دونَ مَقامِه | فليسَ تَرى عيناه إلا ظُهورَها |
ثَنَيْتَ إلى غاياتِها الأُسْدَفانثَنتْ | تُساورُ بالبِيضِ الصَّوارمِ سُورَها |
و آثَرْتَ بالعَدْلِ الخلافة َفاعتلَى | سَناهاو كاد الجَوْرُ يُخمِدُ نورَها |
بعثْتَ إليها تَغْلِبَ ابنة َ وائلٍ | فكانَتْو قد عَمَّ الظَّلامُبُدورَها |
فإنْ تُدْعَ دونَ الأولياءِ لِنُصْرَة ٍ | عَليَّ بنَ عبدِ اللّهِتُدْعَ نصيرَها |
أَتتْكَ القوافي ظامئاتٍ إلى النَّدى | فأَوردْتَها عَذْبَ المياهِ نميرَها |
و عادَتْ بكُفءٍ منكَ يُكثِرُ مَهرَها | و قد عَدِمَتْ أكفاءَها ومُهورَها |
فأيقنْتُ بالنُّجْحِ الذي كنتُ أرتجي | لديكَو عاينتُ المُنى وغرورَها |