بكيت ليلاً بوجدي وهي تبتسم
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
بكيت ليلاً بوجدي وهي تبتسم | حتى تقايس منثور ومنتظم |
دمع يجاوب مسراه تبسمها | كالروض يضحك حيث الغيث ينسجم |
لا كنتَ يا قلبُ كم تصبيك غانية ٌ | يعدي أخا اللحظ من ألحاظها السقم |
أحسن بها ظبية بالسفح تمنعها | أسد الكماة لها من اسمها أجم |
عدمت لبيَ من وجدٍ بها وكذا | جفنيَّ فالآنم لا حلمٌ ولا حلمُ |
وأغيد لم أخف فيه الذنوب ولا | جرى على خده من عارضٍ قلمٌ |
يصان حتى كأن الخمر ما حرمت | إلا لكيلا تحاكي ريقه الشيم |
ما اهتز كالغصن في أوراقه بردته | إلا تساقط من أجفاني الغيمَ |
كانت غواية قلبي في محبته | مجهولة السبل لا هادٍ ولا علم |
يسلو الشجيّ ولفظي كله غزل | ويستفيق وقلبي حشوه ألمُ |
فالحبّ عندي وإن طال الملام به | كالجود عند ابن صصري مشرع أمم |
حتى اذا صغت في قاضي القضاة حلا | مدحٍ تطهر فكرٌ بارعٌ وفمُ |
أندى البرية والأنواء باخلة | وأسبق الخلق والسادات تزدحم |
حبر تجاوز حد المدح من شرفٍ | كالصبح لا غرّة تحكى ولا رئم |
لكنها نفحاتٌ من مدائحه | تكاد تحيي بها في رسمها الرمم |
مجوّد الهمّ للعلياء إذ عجزت | عنها السراة وقالوا إنها قسم |
تصنعوا ليحاكوا صنع سؤدده | ياشيب كم جهد ما قد يكتم الكتم |
يمضي الزمان وما خابت لديه يدٌ | سعياً الى المجد لازلت به قدم |
رام الأقاصيَ حتى حازها ومضى | تبارك الله ماذا تبلغ الهمم |
لا يطرد المحل الاصوب نائله | ولا يجول على أفكاره الندمُ |
في كلّ يوم ينادي جود راحته | هذا فتى الندى لا ما دعى هرم |
يمم حماه ودافع كلّ معضلة ٍ | مهيبة الحرم تعلم أنه حرم |
واحسن ولاء أياديه فما سفلت | عزيمة بولاء النجم تلتزم |
واسعد بمن حاطت الإسلام همته | حتى تغاير فيها العلم والعلم |
نعم الملاذ لمن أودت به سنة | شهباء آثارها في عينه حمم |
لو أن للدهر جزأً من محاسنه | لم يبق في الدهر لا ظلم ولا ظلم |
قالت أياديه للقصاد عن كثبٍ | ماأقرب المجد إلا أنها همم |
مما أناف به للمجد إنّ له | عرفاً يرى فرص الاحسان تغتنم |
والمجد لا تنثني يوماً معالمه | إلا اذا راح مبنى المال ينهدم |
وللسيادة معنى ً ليس يدركه | من طالب الذكر إلا باحثٌ فهمُ |
فليتَ كل بخيل ينثني بطراً | فداء نعل فتى أودى به الكرم |
تستشرف الأرض ما حلّت مواطنه | كأنما الوهد في آثاره أكم |
لمعشرٍ هم لمن ولا همُ نعمٌ | هنيئة ولمن عاداهمُ نقمُ |
تفرق المجد في الأحياء من قدمٍ | والمجد في تغلب العلياء ملتئم |
الطاعنين وحرّ الحرب ملتهب | والمطمعين وحرّ الجدب ملتهم |
والشائدين على كيوان بيت علاً | تسعى النجوم بمغناه وتستلم |
من كل أروع سام ٍطرف سؤدده | أغرّ قد ناولته الراية البهمُ |
مضوا وأحمد زاهي المجد مقتبل | كالروض أقبل لما ولّت الديم |
يا مانحي منناً من بعدها مننٌ | ما شأنها منك لا عيٌّ ولا سأمُ |
ومظهراً ليَ في دهر يمجمج بي | كأنما أنا حرفٌ فيه مدّغمُ |
شكراً لفضلك ما غنت مطوقة | وما تتاوح غبّ الوابل السلم |
لله برّك ما أحلى تكتمه | في الخلق لو كان عرفُ المسك يكتتم |
وافى وقد حذّر الحساد من حنقٍ | أن يبصروه فلما أبصروه عموا |
وطالما كنت والأيام في رهجٍ | فاليوم ألقى َ فيما بيننا السلم |
وفتية أنت أحظى من رجايَ بها | يفنى الثراء وتبقى هذه الكلم |
يا باغيَ المجد لا والله ما بلغت | معشار سعيك هذي العرب والعجم |
وحسدٍ خففت أحشاؤهم حنقا | كأنها بيد الأحزان تلطمُ |
أستهكم بثناء فيك غاظهمُ | غيظ البزاذين لما عضت اللجم |
أهواك للشيم اللاتي خصصت بها | اذا تخيّرت الأفعال والشيم |
ما زاد في قول واشٍ غير طيب ثناً | كندَ يعبق حيث الجمربضطرم |
حاشاك حاشاك أن تلقاك شائبة ٌ | وان تطرق في أفعالك التهم |
هم حدثوني فما صدّقت ما نقلوا | وأوهموني فما حققت ما زعموا |
فليهن مجدك إذ يعلو وقد سفلوا | وليهن رأيك اذ يزكو وقد أثموا |
أما الشآم فقد أغنيت قاصده | حتى اشتكتك الفلا والاينق الرّسم |
لولاك للطائفين العاكفين به | لم يبق ركنٌ من النعمى وملتزم |
خذها عروساً وبكراً بنت ليلتها | أسيلة الخدّ في عرنينها شمم |
لولا أياديك ما ضمت على أملٍ | يدٌ ولم ينفتح لي بالثنآء فم |
نوعاً من الشعر لا يدعى سواك له | إن المدائح كالعليا لها قيم |
هوت الى لثمهِ الافواه مسرعة | كأنما كل ميم فيه مبتسم |
فهنأ الله عافٍ أنت نجعته | وخائفاً بك في اللأواء يعتصم |
ليشكرنك مني الدهر أربعة ٌ | نفسٌ وروحٌ ولحمٌ نابتٌ ودم |