عوذت شعرك بالظلام وما وسق
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عوذت شعرك بالظلام وما وسق | وسناك بالقمر المنيراذا اتسق |
آهاً لها من طلعة في طرة | لاحت فلا لاح الصباح ولا الغسق |
وهلال تمّ طالع في سعده | لكنّ نجم حشايَ فيه قد احترق |
رشأ وجدت العذل فيه باطلا | لما وجدت بمقلتيه السحر حق |
زعم المشنع أنني واصلته | ليت المشنع عن تواصلنا صدق |
بأبي الذي أجريت أحمر أدمعي | في حبه فاذا ابتغى أمداً سبق |
يا للجوانح والبكاء تطابقا | هذي مقيدة وذاك قد انطلق |
قم يا غلام وهاتها في حبه | صفراء مشرقة كما وضح الشفق |
هذي الحمائم في منابر أيكها | تملي الغنى والطلّ يكتب في الورق |
والقضب تخفض للسلام رؤسها | والزهر يرفع زائريه على الحدق |
فعسى تجدد لي زمان تواصل | قد كان في اللذات معنى مسترق |
لا تسمعنّ بأن قلبي قد سلا | ذاك الزمان وذاك قول مختلق |
تتخالف الاخبار لكنّ الندى | خبرٌ عن الملك المؤيد متفق |
ملك خزائن ماله وعداته | تشكو بأيديه التفرق والفرق |
البحر في كفيه أو في صدره | فانهل وان ناويته فاخش الغرق |
ذاك الذي بالناس يفدى شخصه | ويعاذ في ظلم الحوادث بالفلق |
للسيف في يمنى يديه جدول | فلذا يفيض على جوانبه العلق |
وبكفه القلم الذي لا يشتكي | فتق الامور لفضله الا رتق |
تجري البحار فلورمى بحر به | لا نشق ذاك البحر غيظاً وانفلق |
فيه مآرب للعلوم وللندى | ان فاض راق وان أفاض القول رق |
كالغصن يستحلى سنا أزهاره | ويجود بالثمر الجني وينتشق |
فاز امرؤٌ ألقى يمين رجائه | لمقام إسماعيل يوماً واعتلق |
المرتجي والافق محجوب الحيا | والملتجا والدهر مرهوب الحنق |
لله كم خضعت لعليا مجده | رأس وكانت ذات صول لم يطق |
سارت سيادته وأمعن شوطها | فغدت على الاعناق واصلة العنق |
وأراد أن يجري الى غاياته | صوب الحيا فلذاك ألجمه العرق |
النصر والدنيا الخصيبة والهدى | ان صال أو بذل الصنائع أو نطق |
لاقيته فشفى رجايَ وعانقت | كفاي من جدواه أطيب معتنق |
وروائح المعروف لا تخفى على | حال فشموا من أنامليَ العبق |
يا أيها الملك المؤيد دعوة ً | تذر العداة بغيظها تشكو الحرق |
واصلت قصدي باللهى وقطعت ما | بيني وبين بني الزمان من العلق |
فلأشكرن جميل ما أوليتني | شكر الرياض الزهر للماء الغدق |
بمدائح أهّلتني لنظامها | فغدت محررة وعنقي مسترق |
درر خدمتُ بها علاك وانما | عطفت على درر العلى عطف النسق |