أرشيف المقالات

قلت لنفسي. . .

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
لا أدري لأية حكمة قضى الله على قادة العرب أن يختلفوا دائماً في الأسماء دون الأفعال، وأن يدعوا الموضوعات وينصرفوا إلى الأشكال؟ ما هذه العصبية الجاهلية التي عجزت عن محوها الحنيفة المؤلفة، والمدنية المهذبة، والثقافة المتحدة، والآلام المشتركة، والخطوب التي تكفكف النفوس الأثرة، وتطرف العيون الرغيبة؟! هذه القضية المصرية لم يصبها بالضعف والبطء والتأخر إلا تكالب الزعماء على الرياسة، وإقحامهم الأهواء الحزبية في باب السياسة، ووزنهم الأمور العامة بميزان المنفعة الخاصة؛ فزهق الحق، ونفق الزور، واستخذى المنطق، وطاش الرأي الحصيف بين غفلة الشعب وأثرة القادة! كذلك سياسة الأحزاب في سوريا والعراق، لم تخل يوماً من هذا النفاق ولشقاق.
وهذه قضية فلسطين يجتمع لحلها وفود الدول العربية، وتتفق على أمرها الأحزاب الإنكليزية، وتتحد في سبيلها الطوائف اليهودية، ثم لا يختلف إلا أقطاب الرأي فيها! وقد اشتد هذا الخلاف واحتد حتى أوشك أن يقطع أسباب الأمل، وأن يحول بين المؤتمر وبين العمل! حتى الأدب والثقافة! لابد أن يكون لهما زعامة وخلافة، ثم يختلفون في مقر هذا السلطان، أفي مصر يكون أم في لبنان؟.

فهل فرغنا من الجد يا قوم حتى نشتغل في بهذه الصغائر؟ أم عجزنا عن استبطان الأمور فوقفنا عند الظواهر؟ ابن عبد الملك

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢