صيرني في كلّ وادٍ أهيم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صيرني في كلّ وادٍ أهيم | من حظّ قلبي منه هاءٌ وميم |
مبخل يشبه ريم الفلا | واطول شجوي من بخيل كريم |
لم أنس في حبه كم ليلة ٍ | خلفني أرعى دجاها البهيم |
نظرت في أنجمها نظرة ً | فقال لي جسميَ أني سقيم |
شوقاً لمن لست على حبّه | بصالح لكنّ قلبي كليم |
بدر على غصنٍ جديد الحيا | فخلّ عرجون الهلال القديم |
وأقسم بواو القسم الصدق من | صدغيه أن ليس له من قسيم |
ولا تخلني سامعاً لومة ً | أعوذ بالله السميع العليم |
في شرعة البين وحكم الأسى | جفنٌ نزوحٌ وغرامٌ مقيم |
وثابت الودّ لديغ الحشا | يأتي الى الله بقلبٍ سليم |
يا روضة تجني بألحاظنا | فنجتني حرّ الشقا من نعيم |
كن كيفما شئت وعن مهجتي | فلا تسل عن حال أهل الجحيم |
ما الشمس الا وجهك المجتلي | وما الحيا الا ندى ابن العديم |
كمال دين الله من غيثه | قد ألحق النائي بخصب المقيم |
لا يسأل القاصد عن بابه | إلا سنا النمشر وطيب الشميم |
ماذا لقينا في حديث الثنا | من مجده المتضح المستقيم |
الناطق الواصف في خجلة | بالعجز والساكت عين الأثيم |
ذو طلعة في البشر كم ناظرت | بدراً فأمسى خدّه كاللطيم |
وهمة في الفضل كم جاورت | غيثاً فولى غيمه كالهزيم |
قاضٍ قضى العدل ولكنه | قضى على المال قضاء الغريم |
ما فطمت من كرم كفّه | من قبل ما أدرك سنّ الفطيم |
جاء النهى يسأل ميلادهُ | فبشروه بغلامٍ حليم |
لا عيب فيه غير نعمى يدٍ | يمشي شذا أنفاسها بالنسيم |
من معشر سادوا وساسوا الورى | ببأس قاسٍ ويجدوى رحيم |
مثل النجوم الزهر كم مهتدٍ | بها من الناس وكم من رجيم |
تطوّف الاشعار من حولهم | فائزة ً ما سعيها بالذميم |
وخير ماطاف لنسك العلى | بيتٌ نظيمٌ حول بيتٍ عظيم |
يا عمر الخير لقد نبهت | منك المعالي طراف راعٍ حكيم |
لا زلت ذا ذكرٍ كثير السرى | بكلّ أرض وندى لا يريم |
كم عادنا منك ندى مشهرٌ | لواحظ المدح وأمنٌ منيم |
وكم رأيناك لمربى الثنا | أباً فجئناك بدرٍ يتيم |