إنسان عيني بتعجيل السهاد بلي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنسان عيني بتعجيل السهاد بلي | عمري لقد خلق الانسان من عجل |
إن أكتم الحبّ لم تكتم دلائله | وان أمل لطريق الصبر لم أمل |
شوقاً لمحرسة العذال إن نظرت | سباقة لسيوف اللحظ للعذل |
نشيطة العطف كحلا الطرف لو كحلت | لم يرفع الميل جفنيها من الكسل |
عدمت صبري ولم أظفر بريقتها | فما حصلت على صابٍ ولا عسل |
نالت برغم الغواني فوق ما وصفوا | بالحيل حسناً ونالوا البعض بالحيل |
هذا وكم غزلت أجفان مقلتها | ثوب السقام لجسم الباسل البطل |
غزالة الجفن من غزلان مصر لقد | ملأت من غزلك الدنيا ومن غزل |
سقياً لعهد الصبا أيام أسبقها | طوراً وتسبقني للهوِ والجدل |
أصيدها في حبال الشعر عاثرة | يا حبذا الظبي في إشراك محتبل |
وقد أطارح ورق البان حين نأت | منها النواح ومني دمع منهمل |
و استصح بمعتل الصبا جسدي | وربما صحت الأجسام بالعلل |
لا الصبر ساعد قلبي في السلو ولا | إصالة الرأي صانتني عن الخطل |
حتى أضا الشيب في فودي فأرشدني | الى الهدى في ظلام الفود بالشغل |
فما الصبابة بعد اليوم من أربي | ولا التغزل في الأمداح من شغلي |
يامن له تركع الأفلام مادحة | كأنها من قبيل الطرس في قبل |
أنت الذي أنبتت ملك الجنان له | دعوى مكاتبه في المحضر الجلل |
يامن رأى جوده العافون منشرحاً | فوجهوا العيس تطوي الرمل بالرمل |
تهن عيداً سعيد الفضل حين فدى | نعليك بالناس من حافٍ ومنتعل |
خير الممالك في خير المواسم يا | خير السلاطين يأتي خيرة الدول |
عداك من جملة الأنعام سارحة | فصلّ وانحر ودم وافخر وصُل وصل |
و الحظ مدائح عبد قد أجاد بما | جادت يداك به من ماطرٍ هطل |
لي في ذوي النظم روض يستطاب شذا | ريحانه الغض أو نوارة الخضل |
تحمى البزاة بغاث الطير حوزته | فالورق طيارة عنه مع الحجل |
و أنت غيث على ناء ومقترب | فصانك الله في حلٍّ ومرتحل |
و لا تزل للورى جبراً لمنكسر | وقراً لمفتقرٍ ملكاً لممتثل |
ربيع عدلك في الأقطار منتشرٌ | فكل يومٍ حلول الشمس في الحمل |