سلبت عقلي بأحداقٍ وأقداح
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
سلبت عقلي بأحداقٍ وأقداح | يا ساجيَ الطرف أو يا ساقيَ الراح |
سكران من قهوة الساقي ومقلته | فاترك ملامك في السكرين يا صاحي |
و اطرح بعيشك أثقالَ الملام فما | حملت وزري ولا كلفت إصلاحي |
دعني اذا صح نجمي في هوى قمري | ببيت مالي أنشئ بيت أفراحي |
بجوهر الكأس يجلو لي بها عرضاً | ظبيٌ يفدى بأشباحٍ وأرواح |
و فارسي من الأتراك تكملتي | في نحو خديه قد صحت بإيضاح |
يردي الفوارس منه ملتقى رشاء | باللحظ والقد سياف ورماح |
قلبي أبو طالب منه الوصال فما | ينفك من نار شجو وسط ضحضاح |
يا مثريَ الخد بالمحمر من ذهبٍ | دارك ضرورة محتاج ومجتاج |
يا فاضحي في اهوى خط بعارضه | لقد نسخت على عشقي بفضاح |
ما أنس لا أنس لقيانا وقد غفلت | عين الهوى عن قرير العين طماح |
قابلت شعرك بعد الوجه ملتفتاً | فأنعم الله امسائي واصباحي |
حيث الرضى في جبين الصب مكتئب | أيام لم يمح اسطار الصبي ماح |
و حامل الكأس تحت الدجن يعملها | كأنه مدلجٌ يمشي بمصباح |
و الغيم دان لكأس الراح يمزجها | يكاد يمسكه من قام بالراح |
و الآن كاسي دموعي والتذكر إن | أعي التذكر تشدو شدو مفصاح |
يا عنبرَ الخال في ريحان سالفه | هل بابُ عيشيَ مسرورٌ بمفتاح |
و هل إلى أرض مصر زورة ٌ لشجٍ | بسائل من دموع الشوق ملحاح |
و هل أباكرُ بحرَ النيل منشرحاً | فأشرب الحلوَ من أكواب ملاح |
و أشتكي النأيَ في باب العلاءِ إلى | نعم المليّ بأنجائي وإنجاحي |
ذاك الذي قال شعري أي ممتدح | تدعو وقالت علاه أي مداح |
أما زمان علي مع شذا كلمي | فقد تجانس نفاع بنفاح |
أغرّ طامي بحور الفضل ناسبها | بغائص في بحور الشعر سباح |
من آل يحيى كتاب الفضل متصل | فيهم بكفٍّ قويّ العزم طماح |
أنأى البرية عن آمال ملتمح | تلك المعالي وأدناهم لممتاح |
قام الكفاة له طوعاً ولو قعدوا | قامت عليهم نواحيهم بأنواح |
ذو الرأي والقلم الهادي فواصف ذا | و ذاك ما بين منصور وسفاح |
مدبر الملك في سرّ وفي علن | و محكم الأمر من خاف ومن ضاحي |
و متبع البرّ للعافي بتهنئة ٍ | و سائق الهلك للعادي باسجاح |
فيالها من يد بالجود فائضة ٍ | وزندِ رأيِ لداجي الرأي قداح |
لا عيب فيه سوى علياء مخجلة | بمعرب البرّ نطق اللاّحن اللاحي |
و سحر لفظ بأدنى ما ينمقه | عقاد ألسنة نفاث أرواح |
و بذل جاه ٍو مالٍ مع توفره | أربى وزاد فقلنا بذل مزاح |
نجل الخلائف نبه عندها عمراً | و افخر بكل عمير البيت جحجاح |
المترعينَ جفاناً كل داجية | و المفزعين جفوناً عند إصباح |
و الفاتحينَ بأقلام لهم وطناً | ممالكاً لم يحلها عزم فتاح |
فان حموا بيضة الاسلام إنهمُ | من سادة ٍ في صميم العرب أمحاح |
أو كلموا بمواضيهم وألسنهم | فانهم أهل إبلاغ وإفصاح |
أحييتهم يا ابنَ يحيى فابقَ مستبقاً | للفضل ذا غرر فيه وأوضاح |
فرعاً تلافي العلى أصلاً لقد سجعت | سواجعُ الحمد فيكم بين أدواح |
يا من له القلم المنهل بارقه | بوابل في الوغى والسلم سحاح |
يا ذا البلاغة اسلاكاً على حلل | فالفضل ما بين وشّاء ووشّاح |
لا غروان نشأت منشا الرياض وفي | يمناك كلّ نمير الودق دلاح |
إني لأشهد منها غير ماشهدت | أفكار كل حسير الفكر لمّاح |
فليت شعريَ توفي حقها مدحاً | و ليت شعري متى بالقرب أرباحي |
طال اطراحي وإبعادي فهل سبب | لممسكٍ بشباك اللغو طراح |
يا سيداً سرّ حسادي عليه فقد | تمكنوا من قصي الغوث ملتاح |
قد كنت أروي لهم عن جابر زمناً | عنكم وها أنا أرويها لجراح |
و ليتني عارفاً ذنبي فأجعله | باب التقاضي لسهل العفو مرتاح |
إن كنت أعرف ذنباً أستحق به | فراق عطفك لا فارقت أتراحي |
فالعفو منك لقد سد الصدود على | ذهني مذاهب ينحو مثلها الناحي |
أرويت أرض نبات لو عنيتَ به | كنت المحيا بزهرٍ منه نفاح |
من غير سمعك يدري ما أرجعه | في الخصب من مستطاب الحمد صداح |
بباهر البر جدّ ديا عليّ قوي | شعرٍ تجد خيرَ عمارٍ لأمداح |
و ليهنك العام ساعي العامِ منشرحاً | بمجمل اليمن لم يحتج لشراح |
عام حلفنا بمسطور الثلاث به | بأنه عام إقبال وأفراح |
للملتجي لك فيه سعدُ أخبية ٍ | من الأذى ولباغي البعد ذباح |