أيها البحر نائلاً وعلوماً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيها البحر نائلاً وعلوماً | وبأهل الرجاء يا أيها البر |
والذي كفه من الغيث أندى | والذي لفظه من الروض أنضر |
ما ترى العبد كيف أصبح ما أس | وأ حالاً وما أذل وأحقر |
كلّ صبح يروم بالبرد ذبحي | فلهذا يقول الله أكبر |
واذا ما اشتكيت برداً كساني | كسوة ً منه ما أشد وأنكر |
زرقة الجسم وابيضاض ثلوج | ألبساني ثوبَ العذاب مشهر |
أي ثلج شابت به الأرض مرأى | حين شابت به المفاصل مخبر |
تندف القطن عبرة وهو قطنٌ | هكذا يندف الغريب المقتر |
عجباً منه يشتكي جسدي البر | د لديه ومهجتي تشتكي الحرّ |
زاد برداً فلو تولع بالشع | ر لقلنا الصلاح أو هو أشعر |
لا تقل لي أكثرت في الحال وصفاً | فالذي بي من شدة الحال أكثر |
فتصدق وابعث بقفة ِ فحمٍ | إن فحمي مضى وكيري تغير |
هاتها كالشباب في العين تثني | كَلَب البرد حرّها أن تسعر |
واذا ما الشتا تجمر في القو | ل أتاه منها أشدّ وأجمر |
وتعجل هذا المراد فما يح | مل حالي الضعيف أن يتأخر |
كتب العبد خطه وهو في الفر | ش وما كل ما جرى منه يذكر |