ما لمن لامَ فيكمو من جواب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما لمن لامَ فيكمو من جواب | غير دمع جفانه كالجوابي |
يا نزولا على عقاب المصلي | ما سمعنا بجنة في عقاب |
أعجز الورق أن تعار دموعي | فاستعارت على الغصون انتحابي |
أيها المستعيرُ دمعي مهلا | ان دمعي كما علمتَ سكابي |
حبذا منزلي على السفح قدماً | و زماني وجيرتي وشبابي |
حيث لا واشياً سوى عبق الرو | ض ولا ساعياً سوى الاكواب |
ذاك ربعٌ عفا على عنت الده | ر وعيش مضى مع الأحباب |
ان توارت شمس الضحى فلعمري | ما توارت شمس العلا بالحجاب |
أطلعَ اللهُ للفضائل شمسا ً | عوّض الناس عن ذهاب الشهاب |
قال ديوانهُ مقالة صدق | انّ وكرَ العقاب لابن العقاب |
أيّ فرع نما فمدّ ظلالا | سابغاً ذيلها على الطلاب |
وافر المكرماتِ منشرحُ اللف | ظ طويل الثنا مديدُ الثواب |
يلتقى المادحين بالخير في مذ | هبة والعفاة بالإكتساب |
رافعاً بالتواضع الحجب عنه | و هو من نور غرّة في حجاب |
حملت كفهُ اليراع فقلنا | حبذا البرقُ لامعاً في السحاب |
ياله من يراعِ فضلٍ وفيض | سالك دهره طريقَ الصواب |
وفّرَ السمر عن خصام الأعادي | و كفى المرهفات طولَ الضراب |
فهوَ كالصلّ في الدماغِ ولكن | كم شفانا من رشفه من رضاب |
تارة يسفح الدماءَ على التر | ب وأخرى يدير صفوَ الشراب |
كالعصا في يد الكليم وفيها | لحمى الملك غاية الآراب |
شملتنا جدواه الوقت جدب | فاستلانت ومعطف الدهر آبي |
ما سرى في الكتاب إلا وأضحى | شغب الدهر آمناً بالكتاب |
يا رئيساً به لقد أدب الده | ر الذي قد جنى على الآداب |
كيف يقضي شكري حقوق أياد | يك وأدنى نوالها قد طغا بي |
كيف أحصي حسابها وهي تبدي | كل وقت ما لم يكن في الحساب |
لاعدت بابك السعودُ فقد أض | حى لوفدِ الأشعار أنجح باب |
سببت نظمنا لهاهُ ولا بدَّ | لنظم القريض من أسباب |