أرشيف المقالات

باب فضل المدينة، ودعاء النبي فيها بالبركة (2)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
باب فضل المدينة، ودعاء النبيّ فيها بالبركة(2)
 

وأيضًا حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - فيه دلالة على تحريم القتل في المدينة حيث قال: ((أَلاَ يُهْرَاقَ فِيهَا دَمٌ)).
 
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا بَدَا لَهُ أُحُدٌ، قَالَ: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»[1].
 
وعنه أَن رَسُولَ اللهِ قَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ».
 
وعنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللهُم اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا بِمَكةَ مِنَ الْبَرَكَةِ».
 


تخريج الأحاديث:

حديث أنس - رضي الله عنه - الأول أخرجه مسلم حديث (1365)، وأخرجه البخاري في "كتاب الجهاد"، "باب فضل الخدمة في الغزو" حديث (2889)، وأخرجه الترمذي في "كتاب المناقب"، "باب في فضل المدينة" حديث (3922).
 
وأما حديث أنس - رضي الله عنه - الثاني، فأخرجه مسلم حديث (1368)، وأخرجه البخاري في "كتاب البيوع"، "باب بركة صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومده"، حديث (2130).
 
وأما حديث أنس - رضي الله عنه - الثالث، فأخرجه مسلم حديث (1369)، وأخرجه البخاري في "كتاب فضائل المدينة"، حديث (1885).
 


من فوائد الأحاديث:

الفائدة الأولى: الأحاديث فيها دلالة على ما امتنَّ الله تعالى به على المدينة من بركة بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لها، وتقدم الكلام على ذلك.
 
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: "ومن سكن المدينة يعرف ذلك، يعرف ما فيها من البركة في طعامها وشرابها، وما يحصل لأهلها من الكفاية بالقليل، ولا سيما في حق أهل الإيمان والتقوى".
 
الفائدة الثانية: حديث أنس - رضي الله عنه - الأول فيه بيان ما للنبي - صلى الله عليه وسلم - من محبة حتى عند الجمادات، وامتنان الله تعالى عليه بذلك، فها هو جبل أحد يحب النبي - صلى الله عليه وسلم - والنبي - صلى الله عليه وسلم - يحبه، واختُلف في معنى محبة أحد للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل: في اللفظ حذف، والمقصود أهل أحد وهم الأنصار يحبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يحبونه.
 
وقيل: بل هو على ظاهره، فالجبل يحب النبي صلى الله عليه وسلم، فيصدق على الجبل الحب كما يصدق عليه التسبيح؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44].
 
وجبل أحد سُمي أحدًا قيل لتوحُّده وانقطاعه عن جبال أخرى هناك، وقيل: لِما وقع من أهله من نصر التوحيد؛ [انظر الفتح "كتاب المغازي"، "باب أحد يُحبنا ونحبه"، حديث (3855)].
 

[1] وورد نحوه في الصحيحين من حديث أبي حُميد الساعدي رضي الله عنه.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢