عطفت كأمثالِ القسيّ حواجبا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عطفت كأمثالِ القسيّ حواجبا | فرمت غداة َ البين قلباً واجبا |
بلواحظٍ يرفعنَ جفناً كاسراً | فتثير في الأحشاء هما ناصباً |
ومعاطفٍ كالماء تحتَ ذوائبٍ | فأعجب لهنّ جوامدً وذوائبا |
سود الغدائر قد تعقرب بعضها | ومن الأقاربِ ما يكونُ عقاربا |
من كل ماردة ِ الهوى مصرية ٍ | لم تخش من شهب الدموع ثواقبا |
لم يكف أن شرعت رماح قدودها | حتى عقدنَ على الرماحِ عصائبا |
أفدي قضيبَ معاطفٍ ميادة ٍ | تجلو عليّ من اللواحظ قاضبا |
كانت تساعدني عليه شبيبتي | حتى نأت فنأى وأعرض جانبا |
واذا الفتى قطع السنين عديدة ً | شابَ الحياة َ فظلّ يدعى شائبا |
يا أختَ أقمارِ السماءِ محاسناً | والشمسِ نوراً والنجومِ مناسبا |
ان كابدت كبدي عليك مهالكا | فلقد فتحت من الدموعِ مطالبا |
كالتبر سيالاً فلا أدري به | جفني المسهد سابكاً أم ساكبا |
كاتمتُ أشجاني وحسبي بالبكا | في صفحِ خدّي للعواذلِ كاتبا |
دمعي مجيبٌ حالتي مستخبراً | للهِ دمعاً سائلاً ومجاوبا |
وعواذلي عابوا عليك صبابتي | وكفاهم جهلُ الصبابة ِ عائبا |
ما حسن يوسف عنك بالنائي ولا | دمُ مهجتي بقميصِ خدّك كاذبا |
بأبي الخدودَ العارياتِ من البكى | اللابساتِ من الحرير جلاببا |
النابتات بأرض مصرَ أزاهراً | والزاهرات بأرض مصر كواكبا |
آهاً لمصر وأين مصرُ وكيف لي | بديار مصرَ مراتعاً وملاعبا |
حيثُ الشبيبة ُ والحبيبة ُ والوفا | في الأعربينِ مشارباً وأصاحبا |
والطرف يركعُ في مشاهد أوجهٍ | عقدت بها طرر الشعور محاربا |
والدهرُ سلمٌ كيفَ ما حاولتهُ | لا مثل دهري في دمشق محاربا |
هيهات يقربني الزمان اذى ً وقد | بلغت شكايتي العلآء الصاحبا |
أعلا الورى همماً وأعدل سيرة ً | وأعز منتصراً وأمنعَ جانبا |
مرآة فضل الله والقوم الأولى | ملأوا الزمانَ محامداً ومناقبا |
الحافظين ممالكاً وشرائعاً | والشارعينَ مهابة ً ومواهبا |
لا يأتلي منهم امامُ سيادة ٍ | من أن يبذّ النيرات مراتبا |
إما بخطيّ اليراعِ إذ الفتى | في السلم أو في الحرب يغدو كاتبا |
فاذا سخا ملأ الديار عوارفاً | واذا غزا ملأ القفار كتائبا |
فاذا استهل بنفسه وبقومه | عدّ لمفاخرَ وارثاً أو كاسبا |
ابقوا عليَّ وقوضوا فحسبتهم | وحسبتهُ سيلاً طماَ وسحائبا |
ذو الفضل قد دعيت رواة فخاره | في الخافقينِ دعاءها المتناسبا |
فالبيتُ يدعى عامراً والمجدُ يُد | عى ثابتاً والمالُ يُدعى السائبا |
ما رحبتهُ القائلونَ مدائحاً | إلاّ وقد شملَ الاكفّ رغائبا |
نعم المجددُ في الهدى أقلامهُ | أيامَ ذو الاقلامَِ يُدعى حاطبا |
تخذَ المكارمَ مذهباً لما رأى | للناسِ فيما يعشقون مذاهبا |
وحياطة َ الملكِ العقيمِ وظيفة ً | و مطالعَ الشرفِ المؤيد راتبا |
والعدلَ حكماًُ كاد أن لا يغتدي | زيدُ النحاة به لعمروٍ ضاربا |
والفضل لو سكت الورى لاستنطقت | غررُ الثنا حقباً به وحقائبا |
واللفظ بينَ إناءة ٍ وإفادة ٍ | قسمَ الزمانُ فليسَ يعدمُ طالبا |
وعرائس الاقلام واطربي بها | سودَ المحابرِ للقلوبِ سوالبا |
المنهبات عيوننا وقلوبنا | وجناتهنّ الناهبات الناهبا |
سحارة تحكي كعوبَ الرمحِ في | روعٍ وتحكي في السرور كواعبا |
لا تسألن عن طبها متأملاً | واسأل به دون الملوكِ تجاربا |
يا حافظاً ملك الهدى كتابهُ | سرّت صحائفها المليكَ الكاتبا |
يا سابقاً لمدى العلى بعزائم | تسري الصَّبا من خلفهنّ جنائبا |
يا فاتحاً لي في الورى من عطفهِ | باباً فما آسى على إغلاق با |
يا من تملكني الخمولُ فردّهُ | بسلاح أحرفهِ فولى هاربا |
يا معتقاً رقي وباعثَ كتبه | للهِ دركَ معتقاً ومكاتبا |
يا غارساً مني نباتَ مدائح | من مثله يجنى الثمار غرائبا |
إن ناسبت مدحي معاليكَ التي | شرُفت فانّ لكلّ سوق جالبا |
أهدي المديح على الحقيقة كاملا | لكمو وأهدي للورى متقاربا |