إنسان عيني ساهر بك سافح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنسان عيني ساهر بك سافح | يا أيها الانسان إنك كادح |
و جوانح ملئت عليك تحسرا | هذا وهنّ إلى لقاك جوانح |
يا معرضاً قلبي عليه ومدمعي | هذا مقيم هوى ً وهذا نازح |
يا يوسف الحسن البديع جماله | و الله ما عيشي بهجرك صالح |
ان كان وجهك بدر سعد إنه | من لحظك الفتاك سعدُ الذابح |
ماضرّ مثلك لائم إلاّ كما | قد ضرّ أقمار الدجنَّة نابح |
و لقد يجدد فيك جرح حشاشتي | طيرٌ على البان المرنح صادح |
يا فرط ضعفي حيث صرت فريسة | و حمام بانات الحمى لي جارح |
عجباً لشخصك نافراً جرح الحشا | فهو الغزال لديّ وهو الجارح |
و تغزل الأشعار فيك كواسد | و لهنّ في مدح الجمال منادح |
و في ابن محمود المحامد حقها | فغدت إلى علياه وهي طوامح |
وزكت أحاديث الورى عن مجده | فجميع ما يحكون عنه مدائح |
الكاتم الصدقات وهي شهيرة ٌ | كالمسك يكتم وهو شيء فائح |
و القائل الكلمات يقدر قدرها | سور الكلام كأنهنّ فواتح |
من كل ساجعة السطور كأنما | همزاتها وُرقٌ هناك صوادح |
و فريدة قد أقرحت عن مثلها | فطن الورى فلذاك قيل قرائح |
واري الزنادِ فضائلاً وفواضلا | هذا وما فيه لعمرك قادح |
يجدي ويسبح في الثناء فيحتوي | أمد العلى فهو الجواد السابح |
و يزين رفعة بيته بجلاله | فكأنما هي في السماء مصابح |
في كفه قلمٌ كأنّ رشاءه | للرزق والدرر النفيسة مائح |
خافت مهابته الرماح فأذعنت | حتى تخوفه السماكُ الرامح |
يا مانحي غرر اللهى متبسماً | و العام مغبرّ الأسرة كالح |
جردتني سيفاً بمدحك قائماً | حتى تضمّ علي ثرايَ صفائح |
فلأ شكرنك في القريض بسبق | مع أنها عما بلغت طلائح |
و من المكارم أن تسامح عجزها | إن الكريم ابن الكريم مسامح |