اليك مديرَ الكاسِ عني إنني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
اليك مديرَ الكاسِ عني إنني | رأيت دموع الخوف تقطع للصدى |
وإياك باللمياء يشرقُ خدها | فإني لم آنس على ناره هدى |
نزعتُ فلا الساقي لديّ براكعٍ | وليست أباريقُ المدامة سجدا |
وما أنا بالساعي لمحراب طرة ٍ | على طلعة ٍ كانت لعشقي مشهدا |
كفى ما استبنت اليوم لي من جرائمٍ | إذا لم أبدّلها فيا خجلي غدا |
إلهي قد مدَّ الرجا يدَ قاصدٍ | وجودكَ أولى أن تبلغه يدا |
وقدمتَ آباءً ونسلاً فكيف لي | بباقية ٍ والأصلُ والفرعُ قد غدا |
وفاضَ وليٌّ من دموعي فعله | يكونُ ولياً للإنابة مرشدا |
بوحي إنساناً قبلنا قد تقدموا | ونادوا بنا لو أننا نسمع الندا |
وسارت بهم سيرَ المطيّ نعوشهم | وبعض أنينِ القادمين لهم حدا |
وأمسوا على البيداء بنتظروننا | إلى سفرٍ يقضي بأن نتزودا |
فريدون في أجداثهم بفعالهم | وكم منهمُ من ساقَ جنداً مجنَّدا |
تساووا عدى ً تحت الثرى وأحبة ً | فلا فرقَ ما بين الأحبة والعدى |
سل الدهرََ هل أعفى من الموت شائباً | غداة َ أدارَ الكاسَ أم ردّ أمردا |
وهل أبقت الأيامُ للعلم والعلى | وبذل الندى ذاك المليكَ المؤيدا |
وهل تركت للسؤدد ابنَ عليّه | وهل قبلت منا الفدى لآبي الفدا |
غياث الورى يومي رجاً ومخافة ٍ | شهاب العلى نجم الهدى كوكب الندى |
ألا في سبيل الله نصل عزائم | وعلم غدا في باطن الأرض مغمدا |
على الرغم منا أن خبا منه رونقٌ | وجاوبنا من حول تربته الصّدى |
غنينا زماناً في ظلال نواله | فلله ما أغنى زماناً وأرغدا |
نزورُ حمى ما لامسَ الخطبُ جاره | ونجني عطاً ماردّ من لامسٍ يدا |
ونمدح معتاد المديح وإنما | لكل امريءٍ من دهره ما تعودا |
إلى أن قضى الدنيا سعيداً مؤملاً | وعاد الى الأخرى شهيداً ممجدا |
وخلّف اسماعيلُ أركانَ بيته | مؤسسة ً يدعو اليها محمدا |
مليكٌ حوى في الملك أفضل وصفه | فيا حبذا نعتاً ونفساً ومحتدا |
له همة ٌ تواقة ٌ شادوية ٌ | إذا صعدت تاقت لأشرف مصعدا |
اذا بلغت في الملك دار نعيمه | أبى عزمه الا النعيم مخلدا |
فكم هاجدٍ تحت الثرى ومحمدٌ | أخو الملك أمسى ساهداً متهجدا |
تزهدَ حيثُ العمرُ والملكُ مقبلٌ | وقد قلّ من لاقاهما متزهدا |
فديناهُ مهدياً لحالٍ رشيدة ٍ | وقلّ لذاك الفضل بالأنفس الفدى |
رعى ليَ في الملك المؤيد ذمة ً | ولم ينس لي فيه قصيداً ومقصدا |
وأشهدني عهدًَ الشهيدِ بأنعمٍ | أبى عطفها أن لا يكون مؤكدا |
أيا ملكاً ندعوهُ للسلمِ والوغى | وللدين والدنيا وللجدّ والجدا |
أيا سالكَ التقوى طريقاً منيرة ً | ويا بانيَ المعروف حصناً مشيدا |
ويا واضعاً في كفهِ السيف لم يضر | علاه بوضع السيف في موضع الندى |
على أبركِ الأوقاتِ تسري لمقصدٍ | وترجع موفور العلى متزيدا |
عوائدُ لطفِ اللهِ فيكَ جميلة ٌ | فلا تدفع الرجوى ولا تحذر العدى |
فكم سرتَ محمودَ المسيرِ مهنأً | وعدتَ فكان العودُ أهنى وأحمدا |