حتام أكتم ما الدموع تبيح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حتام أكتم ما الدموع تبيح | وإلام أغدو مغرما وأروح |
وإلى متى أصبو إلى ريح الصبا | ومهيج نار جواي تلك الريح |
ومعنف نحو الملامة جانح | لو كان لي نحو السلو جنوح |
يملي على من ليس يسمع قوله | في الحب قولا كله مطروح |
ومعذبي من لا أبوح بذكره | ويكاد يعميني الهوى فأبوح |
من لو رآه البدر قال مخاطبا | أنت المليح وما سواك مليح |
نشوان من خمر الرضاب لقده | منها غبوق دائما وصبوح |
أعطيته روحي ومالي طالبا | للوصل وهو بما طلبت شحيح |
ومتى شكوت له الهوى قال اصطبر | فالصبر فيه لذي الهوى ترويح |
أمكلفي صبرا جميلا في الهوى | تكليف ما لا يستطاع قبيح |
أرفق بجسم أنت سالب روحه | أيعيش جسم فارقته الروح |
وانظر إلى قلبي عليك وناظري | هذا قريح هوى وذاك جريح |
وسل المدامع عن غرامي فهو في | متن الخدود بمدمعي مشروح |
إن لا تكن لي زورة تحيى بها | روحي فموت من هواك مريح |
حيا الحيا زمن الغوير وأنت لي | بالقرب منك وبالوصال سموح |
إذ لا أخاف الكاشحين وقولهم | هذا الفتى المستهتر المفضوح |
يا عاذلين أنا الذي قد قلتم | فاغدوا هبلتم في الملام وروحوا |
ولقد وقفنا للوداع ببارق | إذ بارق البين المظل يلوح |
إذ ليس إلا مدمع متدفق | إثر الهوادج أو دم مسفوح |
لم ندر هل تلك النفوس ذوائبا | أم أدمع فوق الخدود تسيح |
وببابل سقت الغوادي بابلا | ملقى بآثار الخيام طريح |
سمع الصبابة وهي حقا باطل | وعصى النصيح وإنه لنصيح |
متيقنا جور الغرام وأن ما | يروى عن المقل المراض صحيح |
قد عبرت عبراته عما به | إن الهوى تلويحه تصريح |
أضحى يحدثه أحاديث الهوى | عنهم خزامى بابل والشيح |
قلق الفؤاد كأنما هبت له | من حضرة الهادي بن أحمد ريح |
سباق غايات المعالي من له | طرف إلى نيل الفخار طموح |
خلق يحاكي البدر حين يلوح مع | خلق يحاكي الزهر حين يفوح |
من إن دجت ظلم النوائب حلها | رأي له في المشكلات رجيح |
ندب يجل عن المدائح كلها | لو أن شعر العالمين مديح |
وإذا أشار الناس نحو مسود | فهو المشار إليه والملموح |
شهم يلاقي النائبات بعزمة | تدع الشوامخ وهي بيد فيح |
وفضائل ما حازها أحد غدت | ولها على شمس النهار وضوح |
وندى كما انهل الغمام ورآءه | نسب كما انشق الصباح صريح |
يتناقل الأدباء در قريضه | فكأنه التهليل والتسبيح |
يا أفصح الفصحاء غير مدافع | أقلل لمثلك أن يقال فصيح |
إذ أنت للأدباء درة تاجها | بل أنت في جسد المعالي روح |
خذها كما ابتسمت أزاهر أيكة | قد زانها التهذيب والتنقيح |
غراء تجتلب القلوب غرابة | لم لا وأنت بدرها الممدوح |
أشكو عظيم جوى إليك مضاعفا | لي من سموم سمومه تلويح |
وصروف دهر يا بن أحمد لم يزل | يبدو لهن تجهم وكلوح |
فابعث قريضك رقية يحيى بها | قلبي فقد أودى به التبريح |