الأمر فيه تفصيل - أم هانئ
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
مرض أحد الأعزاء الكرام، واشتد مرضه في شهر رمضان ، فمُنع من تلاوة القرآن، والقيام ولم يستطع غير الصيام ، فبكى عجزه عن الطاعة بخاصة حرمانه صلاة الجماعة ، وقد كان إلى الطاعات من السابقين على مر ما سبق من السنين، فكنت أواسيه وفي مصابه أحاول أن أسليه: «إذا مرض العبد أو سافر كُتب له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا» ( البخاري في صحيحه، برقم:[2996]).
فلا ينفك لسانه عن الذكر من الحمد لله والشكر، ثم لا يفتأ أن يعود، وبغزير الدمع عيناه تجود، فكنت عليه أستنكر، مشفقة عليه عميق التأثر!
فأوضح لي أحدهم متفضلاً: "إنه لا يبكي على الأجر، بل يبكي فوات الخير".
وتلى قوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [ التوبة :92].
- ثم سأل متحلياً بالصبر: "إذن لم بكى القوم رغم رفع الحرج والإثم؟".
- فقلت: "خشية فوات الأجر".
- فقال: "بل ثبت في صحيح الأثر أنهم مأجورون كمن شارك في الجهاد وحضر".
- فقلت: "ولكنهم بكوا قبل أن بذا يعلموا".
- فقال: "أوتظنين أنهم بكوا -فقط- على الأجر؟! بل أبكاهم فوات حظهم من الخير!".
فتأملت صواب قوله: الحق أن عزيزنا كان سابقاً للخير مستمتعًا بأدائه، ثم هو مع علمه بعدم حرمانه الأجر لا يكاد يجف له من دمع.
فلما راجعت التفاسير: وجدت في مجموعها شبه هذا التفصيل:
- فمن المفسرين من قال: "بكى القوم خشية الإثم وخشية الحرمان من الثواب والأجر".
- ومنهم من قال: "بل بكاؤهم كان لشديد إيمانهم وحرصهم على المشاركة في الخير".
فعلمت أن تفصيل ذلك الأمر:
1- من الناس من يفرح بنواله الأجر لأنه حُبس بالعذر.
2- ومنهم من يبكي على فوات الخير رغم علمه بنواله للأجر.