أرشيف الشعر العربي

هو الربع لكن غير الدمع مغناه

هو الربع لكن غير الدمع مغناه

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
هو الربع لكن غير الدمع مغناه فلا تنكروه إن محاه وأبلاه
وأقفر ممن تعهدون فقلتم سواه ولا والله ما هو إلا هو
يذكرني شاري البروق أهليه فيضمن دمعي عند ذلك سقياه
ويرتاح قلبي إن تذكرتهم وقد تهون ما يلقى المتيم ذكراه
سقى الله عصرا فيه قد ضم شملنا جميعا ودهرا بالوصال قطعناه
وأنسا بهم أبدلت عنه بوحشة وعيشا تقضي لست والله أنساه
فيا ليت شعري هل يعود زمانه ويسعد دهري في المنام بلقياه
وقائلة صبرا على غصص النوى فقد قيل أن الصبر تحمد عقباه
ومن يك لم يصبر مع القرب قلبه فكيف وقد زم الرحيل مطاياه
فآها لصب كلما ذكر النوى أبا ذكرها أن يطعم النوم جفناه
وآها لآمال طوتها جوانحي إذا هب داعيها بدمعي لباه
أقول لعل الدهر قد نام طرفه وجاء من الإقبال ما أتمناه
ومهما أومل قط من نيل حاجة أباها علي الدهر ما لي وإياه
وليس على الأيام تقريب مطلب إذا أبعد الشخص المؤمل مرماه
ألا في سبيل الحب قلب معذب رماه بسهم البعد من كان يهواه
قضى برهة في طيب عيش بوصله فأبعده عنه الزمان وأقصاه
ودري ثغر ما له من مشابه وربتما للناس في الناس أشباه
تمثل لي بالسحر وردا ونرجسا وما هي إلا وجنتاه وعيناه
دعاني إلى دين الصبابة طرفه ولم أدر ما دين الصبابة لولاه
فيا ويح قلبي ما أشد خضوعه لديه وما أقساه قلبا وأجفاه
وأحفظني حبا لعهد وداده وأوهن عقد الود مني وأوهاه
ومكتئب أخفي هواه صبابة زمانا فأضناه سقاما وأحفاه
يهيم لعلوي النسيم إذا سرى بنشر أقاحي حاجر وخزاماه
ويصبو إلى الأغصان أغصان رامة إذا ذكرته قد من كان يهواه
ويسأل عن حال العقيق وأهله ألا فسقى الله العقيق وحياه
ويذري لتذكار الغوير مدامعا تكفل عن أيدي الغمام بسقياه
ويذكر نعمان الأراك فينتشي بعاثر رياه فكيف برؤياه
وما أنس لا أنس الحمى ولربما تحول دهر بالمحب فأنساه
وليل سريناه على متن همة تكلفنا ما يعجز الدهر مأتاه
تكفل فيه النسر خفض جناحه لعزم فتى لا يرتقي النسر مرقاه
وقد وقفت فيه الثريا كأنما تعرفنا أدنى الطريق وأقصاه
كأن عصا الجوزاء حدت لسيرها من الأفق حدا فهي لا تتعداه
فشبهتها بين النجوم وقد بدت بكف صفي الدين بين عطاياه
فتى لا يداني في المكارم رفعة ولا تبلغ الأوهام في المجد مرماه
فتى جل قدرا في الورى عن مشابه من الخلق طرا والخلائق أشباه
أخو كرم لا يبتدي القول واعدا بجدواه حتى تبتدي الفعل كفاه
وما هو إلا عقد مجد وسؤدد وتبر من العلياء أخلصه الله
فلو أنصفت غر الأهلة نعله لكان على الأحداق منهن ممشاه
صفي الهدى كن حيث شئت من العلى فما الجود إلا اسم وأنت مسماه
رويدك ما فوق الكواكب رفعة فأي محل فوقها تتوخاه
أبا حسن والدهر قد جار واعتدى علي وبالأضرار قد طال مسعاه
وحملني دينا أبيت لأجله أسامر نجم الأفق ليلي وأرعاه
فكن منقذي من جوره يابن حيدر وكن صارفا عني أذاه وبلواه
أنلني من المعروف ما أنت أهله وقل لتصاريف القضا قد أجرناه
فسوحك سوح لا يضام نزيله وكيف يضيم الدهر من أنت مولاه

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الهبل) .


مشكاة أسفل ٢