رميت أسهم آمالي فلم تصب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رميت أسهم آمالي فلم تصب | ورحت أدعو الندى جهرا فلم يجب |
وخاب ظني فيمن كنت أحسبه | أبر من رحمي الأدنى وأرحم بي |
أهل الفضائل والخيل الصواهل والسمر الذوابل والخطية القضب | ... |
ومن إليهم تناهى كل مكرمة | ومن بهم عز قلب الجحفل اللجب |
ومن أناملهم جودا لآملهم | في كل مخمصة تغني عن السحب |
ما لي وقد جئت ناديكم ألوذ به | رجعت عنه أسير الهم والكرب |
حبرت فيكم برود المدح معلمة | فما حصلت على شيء سوى التعب |
حاشاكم مالبخل تمنعون فتى | وفاكم ببديع النظم منتخب |
أين النوال الذي ما زال دأبكم | به ملكتم رقاب العجم والعرب |
وأين ما قد عهدنا من تلطفكم | بكل منتزح الأوطان مغترب |
وكيف خابت ظنوني في أكفكم | وظن غيري فيكم قط لم يخب |
وما أقول لمن قد جاء يسألني | عنكم ومثلي لا يصبو إلى الكذب |
أما بكم تضرب الأمثال سائرة | في المجد والجود والعلياء والحسب |
والله ما قصرت مني مدائحكم | وإنما أدركتني حرفة الأدب |
يا ويح قلبي كم ظلت تقلبه | أيدي الهموم على فرش من اللهب |
ولهف نفسي لو أجدي وواحربا | لو كان ينفعني إن قلت واحربي |
أفي المروءة أن تظمي وقد صدرت | عن بحر جود بعيد القعر مضطرب |
فإن أعد خائبا عن بابكم فلقد | قلدتكم بعقود الدر والذهب |
وقلت فيكم مديحا لو مدحت به | شمس الضحى لسخت بالأنجم الشهب |
وقد رميت عدي فقري بنائلكم | لكنني لسواد الحظ لم أصب |
هي السعادة إن تبدو مطالعها | يحظ الفتى ببلوغ السول والرب |
وإن يكن غيرها والحر ممتحن | فما على من أقام العذر بالطلب |
يا دهر كم أتلقى كل نائبة | بعزم ذي جلد يوهي قوى النوب |
وكم أصبر نفسا طال ما طعمت | طعم البلا في طلاب المجد كالضرب |
وكم أومل والآمال تعكس آمالي وتمنعني عن نيل مطلبي | ... |
وكم أردد زفراتي وأكتمها | خوفا من الحاسد الغيار يشمت بي |
واحسرتا لهموم في الهموم غدت | فعالة فيه فعل النار في الحطب |