سرى طيفها وهنا إلي فحياني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سرى طيفها وهنا إلي فحياني | فيا حبذا طيف من السقم أحياني |
بعيد السرى يجتاب كل تنوفة | ولم يثنه عن قصد مغرمه ثاني |
أيا زائرا من بعد نأي وفرقة | وعاود لما عاود النوم أجفاني |
بعيشك يا طيف الأحبة قل لهم | أما عطفة ترجى على المدنف العاني |
وهل ذاكري أحباب قلبي على النوى | أم الحب أغرى من أحب بنسياني |
على أن هذا الهجر والصد منهم | لحالان في شرع الصبابة حلوان |
وحرمة أيام الوصال التي قضت | وطيب ليالينا بذي الرمل والبان |
لقد تلفت روحي اشتياقا إليكم | وهاجت صباباتي إليكم وأحزاني |
وقد كدت أقضي بعدكم يا أحبتي | ومن بعدكم ما كان بالموت أحراني |
وأغيد كالغصن الرطيب إذا مشى | من الترك فتاك اللواحظ فتان |
يرنحه سكر الصبابة والصبا | كما رنحت ريح الصبا غصن البان |
كلفت به كالبدر حل بسعده | وعاصيت فيه كل من ظل يلحاني |
ولم أنس في نعمان يوما جنيت من | أزاهر خديه شقائق نعمان |
يقولون ما ألقاك في نار حبه | فقلت لهم لا تعتبوا خده القاني |
دعوني وذنبي في هواه فخاله | إلى الحب من طور المحاسن ناداني |
سأثني عناني نحوه غير سامع | ملاما وكيف الكفر من بعد إيمان |
ويا شرف الإسلام يا من صفاته | الحميدة حقا ما اجتمعن لإنسان |
أتتني على بعد قصيدتك التي | أقر لها قاصي البرية والداني |
بعثت بها حسناء يا خير محسن | فأطلقت جهدي بين حسن وإحسان |
وأرسلتها حوراء مصحوبة الرضى | فقلت انظروها فهي من حور رضوان |
كسرت قناة الناصين بها كما | رفعت بها يا بن الأكارم من شاني |
فمن أين لي في أن أجاريك طاقة | وبحرك يأبى أن يقاس بغدراني |
ولكن من عجز أقابل بالحصى | قلائد من در نظيم وعقيان |
توصلت في مدحي إلى مدح ماجد | به افتخرت أبنا معد وعدنان |
إمام الهدى رب الندى واسع الجدا | مبيد العدى مروي صدى كل عطشان |
فتى حاز شأو المكرمات بهمة | تريه البعيد الصعب مستسهلا داني |
فمن كالحسين السيد الندب في الورى | يشيد العلى والمجد من غير ما واني |
ولما شكوت الدهر يا خير ماجد | غدوت بقلب من همومي حران |
وبت كأني ساورتني ضئيلة | من الرقش من أنيابها السم يغشاني |
لحا الله دهرا حاربتك صروفه | ومالت بطغيان عليك وعدوان |
وأنت الذي شرفته ورفعته | على أعصر مرت قديما وأزمان |
فمال ولو وفاك ما تستحقه | بنى لك بيتا فوق هامة كيوان |
فلا تبتئس وابشر فسعدك مقبل | سيأتيك ما تهوى وإن رغم الشاني |
وسوف ترى السبع الدراري مطيعة | لأمرك فيما تشتهي ذات إذعان |
عليك سلام مثل أخلاقك التي | هي الروض لا بل زهرها غب هتان |