هذا العقيق فقف بنا يا حادي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
هذا العقيق فقف بنا يا حادي | فبه سليت حشاشتي ورقادي |
واحبس بكاظمة قلوصك منشدا | ما للدموع تسيل سيل الوادي |
وأعد أحاديث الغوير لمغرم | أضحى حليف صبابة وسهاد |
وحذار من وادي النقا والسفح من | أضم فثم مصارع الآساد |
وأنا الفداء لبابلي لواحظ | يسطو ببيض من رناه حداد |
ظبي من الأتراك غصن قوامه | يزري بغصن البانة المياد |
فارقت قلبي عندما فارقته | فكأنما كانا على ميعاد |
كم ذا أكابد من هواه على النوى | حرقا تفتت قلب كل جماد |
رشأ بليت بهجره وبعاده | وبرائح بالعذل فيه وغادي |
يا عاذلي خل الملامة إنني | أدري بغيي في الهوى ورشادي |
دعني وشأني أو فكن لي مسعدا | إن الكئيب أحق بالإسعاد |
حسبي صروف الدهر تهضم جانبي | وتحول ما بيني وبين مرادي |
كم اشتكي جور الزمان ولا أرى | لي من يعين على الزمان العادي |
حتى دعاني السعد لا تخضع ولذ | بحمى الصفي وناد زين النادي |
السيد العلم الهمام المنتقى | حرم الطريد وكعبة الوفاد |
الملك سيف الدين أفضل من نضا | سيفا على الأعداء يوم جلاد |
ملك حديث فخاره يرويه بالإسناد عن آبائه الأمجاد | ... |
ليث مخالبه إذا حضر الوغى | بيض مهندة وسمر صعاد |
كرم يود البحر لو يحكيه مع | بأس يذيب البيض في الأغماد |
ملك علا رتب الفخار بهمة | رفعته فوق الكوكب الوقاد |
وقفا مآثر سالفين تقدموا | من كل ذي شمم طويل نجاد |
وتقدم الأملاك طرا في الندى | سبقا وهل سبق لغير جواد |
لو كان في الزمن القديم تشرفت | بشريف خدمته بنو عباد |
لله كم منن أفاض على الورى | غراء كالأطواق في الأجياد |
لو قصر العافون عن طلب الندى | لأقام فيهم للنوال منادي |
يستقبل الجلي ببيض صوارم | كفلت له بغناء كل معادي |
وبسالة أغنته عن حمل القنا | توهي القوي وتفت في الأعضاد |
فلتفخر منه العلى بأغر رحب الكف رحب الصدر رحب النادي | ... |
بغضنفر شرس له من نصره | عين على الأعداء بالمرصاد |
يقظان في طلب العلى لم تكتحل | من غير سوء عينه برقاد |
تالله ما عمرو أخا بأس ولا | كعب بن مامة عنده بجواد |
من معشر سبقوا الملوك إلى العلى | سبق الجياد الضمر يوم طراد |
وحووا تراث المجد عن آبائهم | ووراثة الآباء للأولاد |
وتبوأوا في المجد أشرف مقعد | ورقوا من الجوزاء فوق مهاد |
أمبلغ الأمل الطويل ووارث المجد | الأثيل وملجأ القصاد |
أمجرد الأسياف لم يغمدن في | شيء سوى الهامات والأكباد |
لك في العزائم عن سيوفك غنية | فذر السيوف تقر في الأغماد |
ماذا عسى مدحي المقصر قائل | وثناك بين غوائر ونجاد |
ما زال ذكرك حيث كنت مصاحبي | في في كل رابية علوت ووادي |
فافخر على قوم مضوا ما إن لهم | في الفخر غير تقدم الميلاد |
واسمع شكية ذي وداد صادق | وأسير فقر ما له من فادي |
عبد تخطى نحوه صرف القضا | وعدت عليه من الزمان عوادي |
طال البقاء وقد وعدت ولم تزل | معطي الأماني صادق الميعاد |
فانظر إلى حالي وعجل أوبتي | فضلا وفك من الخطوب قيادي |
أرسل على أرض افتقاري غارة | بسحائب المعروف والإمداد |
واللبث لم يطل لملالة | أيمل عذب الماء قلب الصادي |
لكن إلي طلب العلوم وكسبها | طال اشتياقي واستطال سهادي |
أيطيب لي زمني ولم أجري به | في حلبة العلم الشريف جوادي |
مولاي قد وافيت بابك وافدا | وعلى الكريم كرامة الوفاد |
وركبت من عزمي إليك مطية | وجعلت ذكرك في المفاوز زادي |
وتركت أملاك البرية عن يد | إذ كنت قبلة مقصدي ومرادي |
وطويت نحوك كل أغبر قاتم | عن حر أكباد وضر بادي |
وقصدت حضرتك الشريفة عندما | جار الزمان ولج في إبعادي |
وافيتها والنحس موهن ساعدي | فحللتها والسعد من أعضادي |
وسلوت عن أهلي وأوطاني بها | إذ حيث كنت من البلاد بلادي |
وآستأمنت مني صروف الدهر إذ | نهضت جيوش نداك في إنجادي |
وأنلتني الحسنى وكم منن بها | قلدت أعناق الورى وأيادي |
شكرا أبا حسن لنعماك التي | عاد الصديق بهن من حسادي |
عادات فضل منك لم تخرج بها | عن عادة الآباء والأجداد |
وجميل رأيك في يا من لم تزل | أراؤه مقرونة برشاد |
واستجلها عذراء شاب لحسنها | فود الوليد وبان نقص زياد |
واسلم عليك سلام ربك دائما | وصلاته بعد النبي الهادي |