لو كان يعلم أنها الأحداق
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لو كان يعلم أنها الأحداق | يوم النقا ما خاطر المشتاق |
جهل الهوى حتى غدا في أسره | والحب ما لأسيره إطلاق |
يا صاحبي وما الرفيق بصاحب | إن لم يكن من دأبه الإشفاق |
هذا النقا حيث النفوس تباح | والألباب تسلب والدماء تراق |
حيث الظباء لهن سوق في الهوى | فيها لألباب الرجال نفاق |
فخذا يمينا عن مضاربه فمن | دون المضارب تضرب العناق |
وحذار من تلك الظباء فمالها | في الحب لا عهد ولا ميثاق |
وبمهجتي من شاركتني لومي | وجدا عليه فكلنا عشاق |
كالبدر إلا أنه في تمه | لا يختشي أن يعتريه محاق |
كالغصن لكن حسنه في ذاته | والغصن زانت قده الأوراق |
مهما شكوت له الجفاء يقول لي | ما الحب إلا جفوة وفراق |
أو أشتكي سهري عليه يقل متى | نامت لمن حمل الهوى آماق |
أو قلت قد أشرقتني بمدامعي | قال الأهلة شأنها الإشراق |
ما كنت أدري قبله أن الهوى | مهج تصدع أو دم مهراق |
كنت الخلي فعرضتني للهوى | يوم النقا الوجنات والأحداق |
ومن التدله في الغرام وهكذا | سكر الصبابة ماله إفراق |
إني أعبر بالنقا عن غيره | وأقول شام والمراد عراق |
ما للنقا قصدي ولا بمحجر | وجدي ولا أنا للحمى مشتاق |
برح الخفا نعمان أقصى مطلبي لو ساعدتني صحبة ورفاق يا برق نعمان أفق حتى متى | وإلى متى الأرعاد والإبراق |
قل لي عن الأحباب هل عهدي على | عهدي وهل ميثاقي الميثاق |
يا ليت شعري إن ليت وأختها | لسمير من لعبت به الأشواق |
أيعود لي بعد الصدود تواصل | ويعاد لي بعد البعاد عناق |
إني أقول لعصبة زيدية | وخدت بهم نحو العراق نياق |
بأبي وبي وبطارفي وبتالدي | من يمموه ومن إليه ساقوا |
هل منة في حمل جسم حل في | أرض الغري فؤاده الخفاق |
أسمعتهم ذكر الغري وقد سرت | بعقولهم خمر السرى فأفاقوا |
حبا لمن يسقي الأنام غدا ومن | تشفى بترب نعاله الأحداق |
لمن استقامت ملة الباري به | وعلت وقامت للعلى أسواق |
ولمن إليه حديث كل فضيلة | من بعد خير المرسلين يساق |
لمحطم الردن الرماح وقد غدا | للنقع من فوق الرماح رواق |
لفتى تحيته لعظم جلاله | من زائريه الصمت والإطراق |
صهر النبي وصنوه يا حبذا | صنوان قد وشجتهما الأعراق |
وأبو الأولى فاقوا وراقوا والألى | بمديحهم تتزين الأوراق |
انظر إلى غايات كل سيادة | أسواه كان جوادها السباق |
وامدحه لا متحرجا في مدحه | إذ لا مبالغة ولا إغراق |
ولاه أحمد في الغدير ولا ية | أضحت مطوقة بها الأعناق |
حتى إذا أجرى إليها طرفه | حادوه عن سنن الطريق وعاقوا |
ما كان أسرع ما تناسوا عهده | ظلما وحلت تلكم الأطواق |
شهدوا بها يوم الغدير لحيدر | إذ عم من أنوارها الإشراق |