فريد حسن وجهها البدر طالع
مدة
قراءة القصيدة :
15 دقائق
.
فريد حسن وجهها البدر طالع | أشاهد معنى لطفها وأطالع |
تجلت وكل الحادثات مغارب | فجلت وكل الحادثات مطالع |
ولاحت لعيني وهي نور فأعدمت | ظلام سواها واستنارت مرابع |
وكانت ولا شيء كما هي لم تزل | كذلك والأشياء منها وقائع |
نفتني بأنوار التجلي وأثبتت | فكلي لها منها إليها ودائع |
وعندي لها أنواع عشق تفصلت | على قدر ما تبديه منها البراقع |
تثنت فقالوا لاح ثان وثالث | على الزور والبهتان منهم ورابع |
ولو وحدوها طبق ما زعموا لما | رأوا غيرها في كل ما هو واقع |
فهل من فتى يا غافلون أدله | عليها فيحظى بالذي هو طامع |
وتنفتح الأبواب بعد انغلاقها | ويدخل بيت العز من هو قارع |
نعم هو هذا لو ثبتم على التقى | كما أنا أدري واستقلت مطالع |
وسلمتم الأحوال لله كلها | وفيه استقمتم ما ثناكم منازع |
تريدون لكن بالأماني وصالها | فيدفعكم وهم السوى ويمانع |
ولا صدق إلا في مراد نفوسكم | لكم وأعاقتكم دعاوى قواطع |
وأين اقتحام الحرب من ذاكر لها | ولا يشبه الشبعان من هو جائع |
ومن يخطب الحسناء يسخ بمهرها | وطالب شهد لم تخفه اللوامع |
رويدك مهلا إن للحق عصبة | وما منهموا إلا وبالحق صادع |
أقاموا على محض اليقين بناءهم | وجامدهم من هيبة الأمر مائع |
وداموا على صدق الإرادة والرجا | وهم كل قرم للخطوب يقارع |
وقد عمروا أوقاتهم بحضوره | وعندهم الدنيا ديار بلاقع |
وأعلى العلى من دون دون نعالهم | يعز بهم متبوعهم والمتابع |
هي الشمس أبدت ما سواها أشعة | إذا غربت نحن النجوم الطوالع |
أشارت بجفن العين فافتتن الورى | ولا قلب إلا وهو حيران والع |
وأبصرها طرفي وذلك طرفها | فكان لها منها بصير وسامع |
وأحببتها بل تلك كانت هي التي | قديما أحبتني فزال التقاطع |
وقد ملأت عيني بأنوار قدسها | ومنها لغزلان الجمال مراتع |
وما الكل إلا صورة مستحيلة | كماء له موج وفيه فواقع |
وما الماء إلا الروح والموج انفس | فواقعها الأجسام وهي الجوامع |
وتلك تقادير بها الأمر ظاهر | ومن خلف هذا كله الذات واسع |
صدقتك جاء الحق والباطل انتفى | وزالت تماثيل الخيال الخوادع |
ومخطوبة الأرواح ألقت لثامها | عن الوجه منها وهو بالنور ساطع |
فأفنت جميع الكائنات وهيمت | رجالا وهت منهم عليها الأضالع |
وكم فتنت في عشقها من متيم | إذا ذكرت منه تفيض المدامع |
صلت بالمصلى مهجتي بفراقها | ونلت منى إذ لي منى هو جامع |
وجادت على كل الذوات بذاتها | فلا ذات إلا ذاتها يا مدافع |
وكل صفات الكون فهي صفاتها | وتنزيهها في الكون بالكون شائع |
ولا قائم إلا بها في وجوده | ولا صانع إلا بها هو صانع |
ألفت قديما حبها وهو حب ما | أحب فكانت ما أنا فيه والع |
وقرت بها عيني غداة عرفتها | فمن عينها تجري لعيني منابع |
وبانت وما بانت فلا شيء غيرها | سوى أننا عنها بروق لوامع |
إذا أسفرت عن وجهها برقع السوى | هدت كل ضال في الورى هو ضائع |
وإن سترت بالغير وجه جمالها | أضلت عقولا تعتلي فتقارع |
ولولا دفاع الناس بعضا ببعضهم | لهدت كما قال الإله صوامع |
ونحن أولاء المؤمنين بحسنها | عداوتنا سم حذارك ناقع |
ومن رامنا بالسوء فالله دائما | كما جاء في القرآن عنا يدافع |
ألمت بنا والكون كالليل مظلم | فلم تشعر الواشون إذ هم هواجع |
وزارت على رغم الأعادي فأنكروا | زيارتها قالوا خيال يرافع |
وما ذاك إلا أنني كنت فارسا | ببيدائها والغير في السير ظالع |
محجبة إلا على كل محرم | لها قربته فهو للوتر شافع |
ومقبلة لكن على كل تارك | سواها بها عنها إليها يسارع |
أعارت معاني الكون ثوب صفاتها | وكل معار للمعيرة راجع |
وأودعت الأشياء سر وجودها | ولا بد يوما أن ترد الودائع |
ظهرنا بها لا بل بنا ظهرت وقد | تساوت دوان ههنا وشواسع |
ولا دين إلا حبها عند أهلها | فكم نحوها من ساجد وهو راكع |
إليها صلاة القوم أين توجهوا | وقبلتهم وجه لها يتلامع |
وبالماء ماء الروح من أمرها لهم | وضوء وغسل دائم متتابع |
وإن خالطوا الأغيار كانت جنابة | لهم رفعها فرض على القوم قاطع |
وإن لم يكن ماء هناك تيمموا | صعيدا له طيب من الجسم ضائع |
هو الحق لا قوا من سواه نجاسة | فمنها قد استنجوا وزالت فظائع |
وعن غيره لم ينطقوا فتمضمضوا | وشموه باستنشاقهم فهو ذائع |
وعن ما سواه كان غسل وجوههم | لكي يقبوا عنهم له ويسارعوا |
وغسل يديهم من جميع أمورهم | بتفويضهم فيه تنال المطامع |
وتثليث هذا الغسل شكل مثلث | به ظهرت ممن براه صنائع |
وقد مسحوا فيه رؤوس رياسة | فما الذل إلا وصفهم والتواضع |
وقد غسلوا أقدامهم في قيامهم | بخدمته عن كل ما هو مانع |
وقد كبروه عن مدى وصفهم له | برفع يديهم ظاهرا وهو رافع |
وأثنوا عليه بالذي هو أهله | ومنه استعاذوا فهو ضار ونافع |
وهم باسمه قاموا ليتلوا كلامه | فما منهمو إلا به هو خاشع |
وإن ركعوا مالوا إليه بكلهم | وصاروا لديه والقلوب خواضع |
وإن سجدوا يفنوا ويبقوا به له | إذا سجدوا الأخرى وتبدو بدائع وفيهم سكون من قعود تشهد له وانقضى تحريكهم والتنازع |
وقد سلموا طوعا إليه وأسلموا | ومنهم له التسليم للسوء دافع |
ولا مال عند القوم إلا نفوسهم | تجارتهم فيها غلت والبضائع |
وقد أنفقوها حين آتوا زكاتهم | على الحق لم يقطع بهم عنه قاطع |
وأدوا إليه فطرة فطروا بها | وما غيروها والقلوب طوائع |
وصاموا عن الأغيار فيه وأفطروا | على وجهه مذ غاب للكون طالع |
وفي الحج كانوا بيت عزته فهم | بنشأتهم طافوا فست وسابع |
وقد رملوا في ذا الطواف تدللا | عليه وفخر عندهم فيه بارع |
ولما بدا من قلبهم حجر الهدى | له استملوا إذ منه بانت أصابع |
وفي عرفات الوصل حازوا تقربا | بوقفتهم فيها فزالت موانع |
ونالوا مناهم في منى وبها رموا | جمار هموم كلهن مصارع |
وقد ودعوا البيت العتيق وأقبلوا | على أصلهم في العلم وهو مواضع |
وفي عيد نحر الهجر فازوا بذبحهم | ضحايا طباع هن فيهم لواسع |
وأخذ لقيط القلب في مسجد الحجى | مهم له تسعى الكرام المصاقع |
ومن يلتقط سرا بتعريفه له | يرد على الروح الإلهي ضائع |
وغيبة مفقود عن الكون حكمها | كموت له في كل أمر يضارع |
وحب معاني الحق إخراج عشرها | خراج لأرباب الجهالة قاطع وجزية كفار النفوس تكون عن يد وصغار حيث قرر واضع |
ومن نال صيد الغيب كلب هواه أو | أعيقت ببازي القلب طير سواجع |
فقد فاز بالقصد الذي هو راكب | إليه على خيل وهن الطبائع |
وواهب ذات الخال ظلمة كونه | تعوضه نورا به هو لامع |
وقد آجر الأقوام إمكانهم له | فأجرتهم إنعامه المتسارع |
وباعوا نفوسا في هواه نفيسة | له فاشتراها حين أوجب بائع |
فقال لهم فاستبشروا إذ ببيعكم | توليتكم فالكل عندي مطاوع |
وإن جهاد القلب للنفس واجب | عليهم لفتح الروح فهو المصارع |
وقد دخلوا بالملك في قلعة الأنا | فليس لهم عما يرومون دافع |
وقادوا أسارى كل خلق مذمم | وفاز شجاع بالغنائم دارع |
وقد شاركوه في الوجود فثامن | لفسخ اشتراك كان منهم وتاسع |
وقد كفل الرحمن أرزاقهم لهم | وطالب بالأعمال وهي منافع |
فإن الدعاوى ألزمتهم كفالة | بأعمالهم والكل منه نوابع |
وتوكيلهم للحق أنتج قربهم | إليه وهذا للكمال ذرائع |
أحال بهم يوما عليهم فأفلسوا | وقد أصبحوا بعض لبعض يتابع |
ولما إليه بالحوالة ردهم | لهم بالفنا كانت لديه مواقع |
ونحن له وقف لأجل صفاته | وقد عمرت منا لهن المزارع |
وقاض قضى بالحق والروح شاهد | فكان لحق النفس منها مقامع |
ودعوى الغنى تعطي الخصومة في الهوى | وقد جمعت للعاشقين مجامع |
وجاءت بأنواع الشهادات أمة | على الحق زكتها صفات بوارع |
وهذا نكاح الأمر عقد محقق | ومن كل شيء خلق زوجين بادع |
شهدنا على إيجابنا وقبولنا | وكانت لنا بالحضرتين وقائع |
وزفت عروس القرب ليلة قدرنا | وفي ذكر الذكر استلذ المجامع |
وإنزاله القرآن قد حملت به | فروج قلوب بالعلوم تدافع |
وبت طلاق الصبر زوج فتى الهوى | ثلاثا على سلمى فكيف يراجع |
ولو دفعت كل الذي هو ملكها | على طلقة ما كان قلبي يخالع |
وبرت يمين واليمين ثلاثة | غموس بحكم الغير للغير رائع |
ولغو على أهل المجاهدة احتوى | ولا إثم فيه لكن القلب جازع |
ومنعقد وهو الذي بين قومنا | تلذ به عند اللقاء المسامع |
كلام على حكم العيان مفصل | به الغيث من سحب الحقائق هامع |
وتكفيره في حنثه ستر كل ما | بدا فثمار الحظ منه أيانع |
ومن يأخذ الدنيا بشفعة داره | من الحق لما باعها فهو باخع |
ومن رد عبدا آبقا كان أجره | عظيما على مولاه فهو الموادع |
وإحيا موات النفس بالذكر واجب | ليسعد فيها بالحراثة زارع |
وقتلك معنى الروح بالروح يقتضي | قصاصا بسيف الحق إذ هو شارع |
وإن أخذت من وصفها دية له | فذلك حكم للقصاص يضارع |
وهيأت الأقوام أرض نفوسهم | فكان المساقي شيخهم والمزارع |
وإقرارهم بالحق حجتهم على | سواه وكل لابس الأمر خالع |
وإعطاء رأس المال وهو وجودهم | إليه اقتضى ربحا وضل المخادع |
مضاربة منه قديما مع الذي | له كل ما في الكائنات توابع |
وإن غصبوا أوصافهم من ذواتها | أغارت عليهم منه خيل طلائع |
وفي الصلح عن دعوى المغايرة اختفوا | فهم منه في الدنيا غيوث هوامع |
وقد رهنوه بالديون قلوبهم | وماض وحال لا يفي ومضارع |
حدود الهوى قامت عليهم بربهم | فلم يعتدوها والحدود روادع |
ومن يدعي ملكا فذلك سارق | يمد يدا فالحق لليد قاطع |
وعينيك فاسمع لا تمدن قال في | إمام فكيف المقتدي وهو تابع |
وخمر السوى منه إذا شرب امرؤ | عليه بأنواع الخطوب مقارع |
وزانية لم تحصن الفرج عن سوى | لها الرجم بالحرمان حد يمانع |
وقذف أولي التشبيه يوجب حدهم | سياط بعاد عن حماه قوارع |
وقد كان بالتقوى وصيته لنا | غداة بدت سبل ولاحت مشارع |
به منه تقوانا فلا ندعي لنا | وجودا ونرضى حكمه ونطاوع |
وميراثه منا بميراثنا له | فرائض كانت مه فينا بواضع |
فثمن وثلث إرث أم كتابنا | على حكمها في قسمتي لا أنازع |
ولا يرث المحجوب منهم بحاجب | على العين حكم قررته الشرائع |
وبالعول إن زادت سهام أولي الحجى | خيالا تراءته العيون الهواجع |
أعد نظرا ما زاد شيء على الذي | علمت ولكن لجة وزعازع |
وقام وصي الحق يحفظ بالهدى اليتيم | الإلهي والجميع مراضع |
وفقه الهوى فرض على القوم درسه | وكم ناله شيخ وكهل ويافع |
ومن كان مقداما يلج كل لجة | غليه وإن ضجت عليه الضفادع |
وأهل طريق الله قد ألفوا السرى | وطال بطاح دونهم وأجارع |
وغابوا عن الأكوان في الغيب حيث لم | يكن ههنا إلا الشخوص الخوادع |
ومدت لهم منه يدا قدسي | تبايعهم فيما رأوا فتبايعوا |
هم القوم لا يشقى الجليس بهم إذا | لهم كان في سر وجهر يطاوع |
وقد زهدوا في الزهد عما سواه إذ | رأوا الزهد معنى للعقول يخادع |
وعن توبة تابوا وهذا مقامهم | لهم هو من فوق المقامات رافع |
وتقواهم التقوى على كل حالة | لديهم عن التقوى وتلك بدائع |
وما ورع إلا عن الورع اقتفوا | وما منهمو إلا عن القنع قانع |
وفاتوا مقامات السلوك لأنها | على أوجه الأسرار منهم مقانع |
وقاموا بوصف الذات في غيب غيبه | له فيه ختم مثل ما كان طابع |
وتمت معانيهم على كلماته | وماء الهدى من عينهم هو نابع |
وزال الذي كانوا يظنون أنه | سواهم له عز عن الكل شاسع |
وقد كان وهما ذاك عند عقولهم | كمثل رقوم أظهرتها المدارع |
وقد برزوا للواحد الأحد الذي | بهم هو فيه عالم ثم صانع |
وكانوا كما كانوا على الحالة التي | بها أزلا كانوا كلم يك واضع |
كما أنه باق بما هو فيه من | قديم وهذا الأمر للوهم قامع |
بدايتهم كانت نهايتهم به | ومهيعهم آلت إليه المهايع |
وفي العلم كل هكذا مترتب | حضور له ما قد مضى والمضارع |
فمن يعلم العلم القديم يرى الذي | أقول وترمى عن حمير براذع |
وتخفى علوم للعقول حوادث | عناكبها تبني البيوت خوادع |
ولم يك ذا إلا بتعليمه ولا | يعلم إلا من لديه يوادع |
وما كان فيه فهو يبدو له به | وما لم يكن فيه فما هو واقع |
هيولى شهدنا أنها نور نوره | لها صور شتى به تتدافع |
وألوانها ذات الفنون فأزرق | سماوي لون ثم أبيض ناصع |
وأسود غربيب وأخضر ناضر | وأحمر قان ثم أصفر فاقع |
ظواهر منه فيه عنه له به | بواطن أفناها من الذات لامع |
وبالحق إلا واحد فهو عالم | وعلم ومعلوم ثلاث قوارع |
ومن ههنا ألهى التكاثر أمة | محققها من كوثر هو جارع |
وذلك نهر الجنة العذب ماؤه | وفي الحوض أنبوبان منه شوارع |
هو الحوض منه كل من نال شربه | فلا ظمأ يلقى ولا هو جازع |
ويطرد عنه كل من تبع الهوى | وتمزيقه دينا بدنياه راقع |
أباريقه قوم به امتلأوا وهم | نجوم بآفاق العلوم سواطع |
يضيء بهم ليل السراة إلى الحمى | ومنهم رجوم للطغاة قوامع |
حنانيك عش إن فزت منهم بواحد | سعيدا قرير العين غصنك يانع |
وكن عبده لا عبد حظ وشهوة | فما أنت ناويه على القلب طابع |
وهذا مقام حف بالبؤس والأسى | وما ناله إلا الشجاع المقارع |
ودم طالبا منه التحقق فيه لا | سواه تجده عنك فيك يسارع |
وإن زدت صدقا في محبته له | به زدت قربا واهتدى منك ضائع |
وزالت معاني الغير في العين وانطوت | مسافة نفس بالمحال تخادع |
وكنت كما قد كنت من قبل لم تكن | وكان كما قد كان وهو الموادع |
عليم بذات منه تجلى عليه في | معاني صفات كلهن بوادع |
وفيه زمان والمكان تداخلا | وكيف وكم وهو للكل جامع له الكل وهو الكل وهو منزه عن الكل فاعرف واعتبر يا منازع |
من العدم امتدت إلى العدم انتهت | خيالات عقل واحد يتلامع |
وما هو إلا النور نور محمد | تبدى من النور الذي هو طالع |
فنور على نور كذا قال ربنا | وذلك مشفوع لديه وشافع |
وأعلاهما النور الإلهي شأنه التكبر | والأدنى هو المتواضع |
وذلك لا يفنى وذا كل لمحة | بأيدي الفنا ثم البقا يتتابع |
تجليه يبقيه به واستتاره | فناء له في الفكر والحس قالع |
هو العقل عقل الكل مفرد جوهر | يلوح ويخفى عن ضيا وهو شارع |
هو الروح روح الكل والقلم الذي | به الكل مكتوب له اللوح واضع |
وعرش وكرسي تجسم فيهما | له صورة تحويهما وأضالع |
وفي كل شيء سر أمر ملبس | بخلق جديد للخفاء مسارع |
كبرق عن الذات النزيهة لامع | فيا لك برق من حمى الحب لامع |
سرت نسمات الروح من روضة الحمى | فعطرني طيب من الحب ضائع |
وعطرت الأنفاس مني بنفحها | جميع الورى حتى استطيبت مصانع |
وقامت دعاة الحق بالحق عن يدي | تعاهد أرباب التقى وتبايع |
فحيهلا يا قوم نحو حقيقتي | فإن طيوري بالجمال سواجع |
وحوضي ملآن ومائي مروق | وروضي بأنواع المحاسن يانع |
وباعي طويل والزمان مساعد | لنا وعيون الدهر عنا هواجع |
وكاسات أفراحي براحي وراحتي | دهاق وأيامي المواضي رواجع |
علي سلامي في الورى يوم مولدي | وموتي وبعثي ما همى الدهر هامع |