ظلمات تقدرت تقديرا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ظلمات تقدرت تقديرا | من قديم وصورت تصويرا |
وعلا بعضها المرتب بعض | هكذا طبق ما أتى تحريرا |
واسمها الكائنات علوا وسفلا | كاملات لا نقص لا تغييرا |
كاشف حيث لا بداية عنها | نور حق يعرف التنكيرا |
فهي بالنور وهو محض وجود | مطلق عن قيودها تكبيرا |
وعهدنا النور المنفر للظلمة | في الحال إن بدا تنفيرا |
ثم إنا لما رأيناه أبقى | وصفها طبق ما اقتضته قريرا |
وهي لا شك أنها عدم صرف | قديما قلنا مقالا شهيرا |
رحمة منه عمت الكل حتى | أثرت في ظهورهم تأثيرا |
ولهم ههنا الظهور وخاف | هو عنهم بهم يرى التستيرا |
وهو رأي العوام من أهل دين الله حظ النفوس فيهم أثيرا | ... |
ولنا ههنا مقالة صدق | حبرتها أئتمى تحبيرا |
إنما الظاهر الذي ليس يخفى | نور حق وسل بذاك خبيرا |
والتي لم تكن ولا هي كانت | لاح فيها نور الغيوب منيرا |
ظلمات على الذي هي فيه | أزلا لم تزل ولا تنويرا |
إنما النور وحده هو باد | في ظلام مقدر تقديرا |
فيرى نفسه برؤيتنا في | كل شيء لذاك كان بصيرا |
ونرى نفسنا به ويرانا | هو أيضا بنا فكان قديرا |
ونراه برؤية هي منه | جاءنا وعده بها تبشيرا |
ثم في الأربع المراتب كشف | هو هذا للنور ثم استعيرا |
واعترته مراتب وإضافات | فسمي عقلا وحسا كثيرا |
وإذا حقق المحقق هذا | ونفى عنه بالسوى تغريرا |
قال أوصاف ربنا وكذا الأسماء | بالكائنات فاحت عبيرا |
فهو منها الأوصاف وهو المسمى | عندها باعتبارها تقريرا |
ولهذا نقول تلك قديمات | وعين الذات التي لا نظيرا |
وهي ذات حقيقة موصوف | ومسمى شريعة توقيرا |
ثم بالشرع والحقيقة نأتي | ظاهرا باطنا ولا تخييرا |
ونقول الذي به الكل قالوا | فنساوي المحقق التحريرا |
إنهم عند ربهم درجات | كلهم لا تشيين لا تعبييرا |
والبرايا قسمان أهل نعيم | في جنان ومن يرون السعيرا |
فالذي قلبه المصدق ناج | وسواه مكفر تكفيرا |
ثم أهل الجنان قسمان أدنى | ثم أعلى يرى بها التصديرا |
والذي فاته الذي نحن فيه | ههنا من علومنا تقصيرا |
إن يكن مؤمنا به مذعنا لا | هو ناف له يراه حقيرا |
فهو في جنة النعيم ولكن | لا يرى الرفع والمقام الخطيرا |
وإذا كان جاحدا مسلما في | ظاهر الشرع يلتقي تيسيرا |
وهو في مذهب الحقيقة شخص | كافر لا يرى الغداة نصيرا |
وبحكم الحقيقة الله فينا | حاكم في غد فكن مستجيرا |
وهنا الشرع لانتظام أمور الناس | وافى مبشرا ونذيرا |
فاغتنم ما أقوله لك واعرف | وتذكر بفهمه تذكيرا |
وتبين مقالتي فهي نصح | لك جاءت فحذرت تحذيرا |