يا شمعة هي في كل الفوانيس
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا شمعة هي في كل الفوانيس | يخالف العقل هذا في التقاييس |
وهو المحقق عند العارفين به | كشف بكشف وتلبيس بتلبيس |
لم يبق مني به شي سواه ولم | يظهر كما هو لي في وصف تقديس |
فزلت عني وزال الكون أجمعه | عندي كما وحشتي زالت وتأنيسي |
وكان هذا بسر لاح لي زمنا | هو الوجود وتفريعي وتأسيسي |
من كل شيء تبدى لي فحققه | قلبي فزال بتحقيقي وتطميسي |
فصرت لا هو عن ذوق ولست أنا | وطهر الغيب بالأغيار تدنيسي |
وقد بدا سر ذاك السر يخبرني | عن آدم العلم بالأسما وإبليس |
فيا حقيقة كوني أنت شمس ضحى | عليك غيمة تنويعي وتجنيسي |
أو كالسواد الذي في العين يظهر من | قرص الأشعة في تحديق تحييس |
كالعنكبوت بنت نفس لها خيما | حتى بها وهنت من طول تعنيس |
كيس تقدر من شتى الشؤون له | والسر أجمعه في ذلك الكيس |
طرقت دير الهوى دارت دوائره | على الرهابين فيه والقساقيس |
نفوس أغيار عين في برانسها | مزخرفات كأذناب الطواويس |
حتى نظرت بعين العين فانكشفت | موتى الشماميس منها في النواميس |
وأكبر الحق في واهي أباطله | وقد تعالى على كل الوساويس |
وكل ما كان عند العقل أدرسه | درسته وتلاشى أمر تدريسي |
وأصبح الواحد المعروف مشتهرا | عندي ولا عند لي من فرط تفليسي |
ولم يكن غيره الثاني له ونفى | تثليث ظني وتربيعي وتخميسي |
بالله قف أيها الساري بنا وبه | يبدي مراتب إدلاج وتعريس |
واعطف على العيس لا تجذب أعنتها | إلا إليك وجد واعطف على العيس |
تبارك الله لي وجه الحبيب بدا | وقد تبسم لي من بعد تعبيس |
عرشي أتى من سباغي لقدس هدى | ومع سليمانه إسلام بلقيس |
وعاد ما كان مني بالغداة مضى | وأذن الظهر بي في وقت تغليس |
وللبداية قد عادت نهايتنا | وأخلصت عندنا كل الجواسيس |
والكل أصبح نورا بعد ظلمته | وقد تطهر منه كل تنجيس |
وقد رأى الكل في تغيير فطرتهم | مذاهبا أدركوها بالمقاييس |
وعين ما أنا مفطور عليه وهم | مثلي هو الحق عندي دون تنفيس |
فاكشف ولا تخترع ما أنت فيه تفز | بدين طه وداود وجرجيس |
وقل وما أنا ممن بالتكلف قد | أتى إليكم خلافا للمناحيس |