قضي الأمر وجف القلم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قضي الأمر وجف القلم | وبدت نار الحمى والعلم |
ونزلنا غرب وادي سلم | واحتوانا ضالهم والسلم |
يا رعى الله قبابا بقبا | عادها عادت ورامت إرم |
وسقى ثم لويلات بها | لم يضمني في هواها إضم |
أيها النازل في كاظمة | لي لسان فيك حيّ وفم |
بث للجيرة عني شغفا | لم يزل بين الحشا يضطرم |
وتنصت للغواني سحرا | ربما هاجك ذاك النغم |
واستمع صوت حمامات اللوى | عندما تأتي عليها الظلم |
هذه النشأة فيها عبر | للورى عنها تضيق الكلم |
وثياب الكون شفت فشفت | مهجة للبعد فيها ألم |
صوت دف الجسم عالي وبه | نفخ ناي الروح لا ينكتم |
وشجانا رقص بانات النقى | حين غنتها الصبا والديم |
حيث كاسات الهوى دائرة | ويلي كل وجود عدم |
ونسيم الأمر فينا عابق | وأزاهير الربا تبتسم |
والحمى طلق وأصحاب الحمى | لم يزالوا فيه والقوم هم |
والذي قد كان لا زال على | ما به كان وتلك النعم |
غير أن القلب لا قلب له | وذوو الأفكار صموا وعموا |
لو أزيلت عن عيون حجب | وتنحى عن قلوب وهم |
لرأوا الجهل الذي حف بهم | وعلت منهم إليه همم |
وبدا الكل غرورا عندهم | ولو دّوا أنهم ما علموا |
لكن الوسواس قد آيسهم | أن منهم ليس تحيى الرمم |
فتراهم وطنوا أنفسهم | أن منهم ليس يرقى القدم |
قد بذلت النصح يا قوم لكم | حسب جهدي فانجلى المنبهم |
وشرحت الدين شرحا واضحا | بلسان ما اعتراه بكم |
وزجرت العيس منكم للسرى | فهمو أهل المعاني فهموا |
نفع الله بما فهت به | وبما أسفر عنه القلم |
وبخير ختم الأمر لنا | إننا للدين نحن الخدم |
ولأهل الأرض طرا ولمن | بالتقى تحفظ منه الذمم |
وصلاة الله مني دائما | مع سلام منه لا ينصرم |
لنبيّ الله طه المصطفى | ماتوا لي من إلهي كرم |