إنما الدين كله تقليد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنما الدين كله تقليد | وهو أمر تقلدته العبيد |
وهو معنى التكليف محض اعتقاد | حاد عنه الشقي وفاز السعيد |
ثم إيمان من يقلد حق | منه تبدو الأعمال والتوحيد |
قادة الشرع كالبهيمة ينقاد | بإيمانه فيدنو البعيد |
واتباع دين الهدى لا ابتداع | بعقول أفكارهن صديد |
طاعة الله والرسول وأهل الأمر | منكم إشارة لا تبيد |
هكذا قال ربنا فاستقيموا | يا أولي العلم ما هنا ترديد |
ديننا اليسر كله وهو سهل | ليس فيه التحريج والتشديد |
فاتقوا الله مخلصين له الدين | يعلمكم الهدى ويفيد |
وتصيرون عارفين به لا بعقول | جميعها تنكيد |
واتركوا العقل للذين به ضلوا | وعما قد حاولوه يحيد |
وخذوا الفتح إنما هو بالنو ر | من الله يقتفيه المريد |
كلما آمن المكلف بالغيب | ترقى وجاءه الإقليد |
ثم علم الكلام رد على من | حاولوا أن يكون دين جديد |
فاستفزت أئمة الحق للحق | وقاموا مرادهم تأييد |
وأبانوا دلائلا بعقول | قصدهم رد ما يقول العنيد |
لا اعتقاد له ولكن كلام | كسلاح يسطو به الصنديد دونوه لما رأوا الدين شتى كل حزب للإفتراق يريد |
وذوو الاعتزال قاموا جهارا | فيهم الخلف مبدىء ومعيد |
وهدى الله ظاهر ليس يخفى | عند من آمنوا به يا رشيد |
آمنوا تأمنوا وللغيب عنكم | أسلموا تسلموا يكون المزيد |
إنما الدين سنة تبعتها | عصبة التابعين قول سديد |
نقلوها عمن مضى من صحاب | تبعوا المصطفى أب ووليد |
سلف صالحون صلوا وصاموا | باتباع جميعه تقليد |
وعلى ملة المفضل طه | عيشهم كان ههنا وأبيدوا |
قط ما استشكلوا ولا سألوا عن | معضل فيه للهدى تعقيد |
لا يميلون للعقول ولا ما | أنتجته العقول فيما تجيد |
ولهم قال ربنا الحق فاعلم | إنه لا إله إلا الفريد |
لم يقل فاستدل أو فتعلق | بدليل لأنه تحديد |
هو للرد لا لأجل اعتقاد | وعلى من يرد إذ لا رديد |
إن هذا لهو الصواب وأما | غير هذا فإنه تبديد |
صدق الله من له الله يهدي | فهو المهتدي وجل المجيد |